خيانة القريبة والمستشار

خيانة القريبة والمستشار

خيانة القريبة والمستشار

 لبنان اليوم -

خيانة القريبة والمستشار

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

بسبب الأعطال الطارئة على حركة العالم، تأخرت في الحصول على نسختي من أكثر الكتب مبيعاً في الأسابيع الماضية: «في الغرفة التي جرت فيها الأحداث» لمستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، و«كثيراً لكن بما لا يكفي» لماري ترمب، ابنة أخي الرئيس الأميركي.

لم يكن الانتظار مستحقاً ولا البريد السريع. كان يمكن حتى اعتماد البريد العادي على سرعة «كورونا» ولؤمها، من دون أن يتغير الانطباع عن الكتابين والكاتبين. ويجب أن أوضح أولاً أنني لست متحمساً للرؤساء والسياسيين من طراز دونالد ترمب. كتاب بولتون مليء بمعلومات يصعب دحضها.

 وكتاب ماري ترمب محشو بتفاهات يصعب هضمها. ولكن بصرف النظر عن القيمة الأدبية، أو السياسية للكتابين: هل يحق لابنة الأخ وللمستشار العرض والتعريض بما يعرفان؟
إننا أمام عملين انتقاميين بشكل فاقع ورخيص. لقد جمعت ماري ترمب كل حدث عادي مر في حياة العائلة لكي ترسم لعمها الصورة التي تريد. كل حادثة، كل حفلة استقبال، كل عشاء أو فطور، كل قصاصة في صحيفة، كل حوار سطحي يمكن أن يدور في جميع عائلات العالم، من أجل أن تملأ صفحات بيضاء تساعدها على جمع ثروة.

أنا واثق أن كل من قرأ كتاب ماري ترمب، شعر بشيء من الامتعاض، ومن الندم على إضاعة الوقت. إلا إذا كان قارئه من هواة المسلسلات التركية والمكسيكية، ومعجباً ببطولة ماريا مرسيدس.

لا أستطيع أن أتخيل أن ذلك القريب الذي ربطتني به صلات الأيام، يراقب تحركاتي وحياتي وضعفي أمام السبانخ لكي يضع عنها كتاباً ذات يوم. ولا أن أتصور مستشاراً في أهم قضايا الدولة، يجلس إلى جانبي كل يوم، مدوناً كل حرف وحركة، في انتظار الساعة التي يستخدم كل ذلك ضدي.

خلاصة الأمر، أن ماري ترمب وجون بولتون، خائنان صغيران في المفهوم الأخلاقي للأمانة. هي، بطريقة سطحية وثرثرة عائلية مليئة بالحسد والأحقاد، وهو، بطريقة احترافية ونوايا مبيتة منذ اللحظة الأولى التي عرض عليه المنصب وقبله.

عندما قبل جون بولتون أخطر منصب في البيت الأبيض بعد الرئيس، كان العالم كله قد كون صورة واضحة وكاملة عن دونالد ترمب ومعتقداته وسياساته. وقد عمل بولتون بموجبها وكان جزءاً منها طوال 17 شهراً وهو لم يقرر أن «يفضحها» إلا بعد إقالته.

لم يحفظ هذه المعلومات إلى يوم يكتبها في مذكراته، كما هو التقليد، لكنه نشرها والرجل لا يزال في سدة الرئاسة، طمعاً بعوائد النشر. تلك أيضاً غاية ابنة الأخ، الطبيبة في علم النفس. وبأسلوبها التحليلي تقدم لنا أفراد العائلة وكأنهم مرضى في عيادتها. وهذا أسوأ خرق للقسم الطبي. لكنها لم تعر اهتماماً لأي رادع.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيانة القريبة والمستشار خيانة القريبة والمستشار



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon