رايات للجميع إلاّ علم الدولة

رايات للجميع إلاّ علم الدولة

رايات للجميع إلاّ علم الدولة

 لبنان اليوم -

رايات للجميع إلاّ علم الدولة

بقلم :سمير عطا الله

في كتابه المرجعي عن لبنان، يروي الصحافي الأميركي (من أم لبنانية) شارل غلاس، (قبائل لها رايات)، حكاية سياسي لبناني قدم له نسخة من جريدة عمرها عشر سنين، لم يتغير في عناوينها وأخبارها شيء. صدر كتاب غلاس عام 1990.
وإذ أقرأ أخبار بيروت، أشعر أنه لم يتغير شيء منذ 50 عاماً على الإطلاق: مَن نَصَب الكمين. من دخل منطقة الآخر. من بدأ إطلاق النار. من عبأ الساحة السياسية لكي تتفجر الساحة العسكرية. وهل هي «جولة أولى» تليها «جولات»، تليها حرب، والله أعلم، أم أن المتاريس والحواجز والقناصين والجدران المليئة بتهديدات «أبو الجماجم» لن تعود لتدمر بيروت، لطرابلس، فصيدا، فالبلد؟
الحقيقة أن الحرب التي بدأت في عين الرمانة 1975 لم تنته. حدث مجرد تغيير في المواقع، وبقيت الأسماء واحدة إلا من وافاه الأجل. وسوف يكتشف شارل غلاس عندما يقرأ صحيفة هذا الصباح أن الجنرال عون أصبح رئيساً، ولكنْ ممثلاً الفريق الذي كان يطلق عليه المدافع، وأن الدكتور سمير جعجع لا يزال عدواً لعون ولفريقه، وأن «عين الرمانة» كانت في هدنة كاذبة بين قبائل أخفت أعلامها خلف علم الدولة، من دون أن تخفي لحظة نيّاتها. الجديد الوحيد في الأمر هو «حزب الله» الذي ظهر ليحل محل جميع القوى التي كانت تضمها «الحركة الوطنية» التي تلاشت من قواها تدريجياً أمام تجمع جديد هو «الممانعة».
طوال نصف قرن ظلت الحرب مستعرة. لم تهدأ يوماً ضد الدولة، ولا ظهرت في أي يوم قوة، أو جماعة، تسعى حقاً لإنهائها. بالعكس. ما لم يؤخذ بالتقسيم العلني أخذ بالمحاصصة السفيهة التي كرسته. وطوال نصف قرن لم تتوقف لحظة أبواق التحريض والتفرقة والإهانات. ونشطت في الصباح والمساء والظهيرة طبقة من كارهي الألفة ومبددي الأوطان.
الجميع اتفقوا على شيء واحد: لا قيام للدولة. وهي غير قادرة على ذلك في أي حال. ولا راغبة. وليس لها عنوان تذهب الناس إليه للمراجعة عند الحاجة. وفتح اللبنانيون الجريدة ذات صباح فإذا نسخة 13 نيسان 1975 لم تتغير. وإذا الجنرال عون لا يزال يخوض الحرب على «اتفاق الطائف»، ويتصدر الدول المعلنة تولي الحكم في لبنان، اسم جديد هو إيران. ومن لا يعجبه، فليهاجر كما قال الرئيس عون، لأن لبنان في طريقه إلى جهنم، كما قال.
المؤسف في وعود الرئيس عون أنه لا يصح منها المؤسف. وكان قد أعلن مراراً أنه سوف يسلم لبنان، بعد نهاية عهده، أفضل مما هو. لكن لبنان كان دوماً بلداً سيئ الحظ. وعين الرمانة الجديدة تطرح السؤال: أي لبنان سيبقى من أجل أن يسلم؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رايات للجميع إلاّ علم الدولة رايات للجميع إلاّ علم الدولة



GMT 18:19 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

كرة ثلج شيعية ضد ثنائية الحزب والحركة!

GMT 17:28 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

مقتطفات السبت

GMT 17:26 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

سؤالان حول مسرحية فيينا

GMT 08:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس التعاون حقاً

GMT 08:28 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم هي «الحفرة اللبنانية»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان

GMT 15:41 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الهيئة الملكية لمحافظة العلا تدشن رسمياً إذاعة "العلا FM"

GMT 19:58 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كارينيو يتخطى الانتقادات ويحصل على لقب الأفضل
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon