إسرائيل في أسر المستوطنين
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

إسرائيل في أسر المستوطنين

إسرائيل في أسر المستوطنين

 لبنان اليوم -

إسرائيل في أسر المستوطنين

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

لم يتغيّر شيء في إسرائيل كي ينعقد مؤتمر في العقبة من أجل محاولة وقف التصعيد في الضفّة الغربيّة. في أساس التصعيد استمرار الاحتلال الذي تسعى إسرائيل إلى فرضه غير آخذة في الاعتبار أنّها لا تستطيع التحكم بحياة نحو سبعة ملايين ونصف المليون فلسطيني يعيشون بين البحر المتوسط ونهر الأردن.

هؤلاء شعب موجود على الخريطة الجغرافية للمنطقة ولا مفرّ من أن يكون موجوداً على خريطتها السياسيّة. هذا يعني أن وجود دولة فلسطينيّة مستقلة ضرورة. لا تستطيع إسرائيل الاستفادة من غياب القيادة الفلسطينية إلى ما لا نهاية.

هناك شعب لابدّ أن يجد قريباً قيادة في مستوى طموحاته ومستوى نضالاته على الرغم من التهرّب الدائم لرئيس السلطة الوطنيّة محمود عبّاس (أبو مازن) من استحقاق الانتخابات التشريعية والرئاسيّة...

يكمن لبّ المشكلة، التي تبرز من خلال التصعيد في الأرض المحتلة، في غياب المشروع السياسي الإسرائيلي. لا وجود لأي مشروع لدى الحكومة الإسرائيلية، وهي السادسة التي يشكلها بنيامين نتنياهو، غير مشروع المستوطنين الذين تحولوا إلى مجرّد عنصريين لا يمكن سوى مقارنتهم بالنازيين والفاشيين.

لا يستطيع رئيس الحكومة الإسرائيلية التخلي عن هؤلاء. مجرّد التخلي عن ممثلي المستوطنين في الحكومة يعني سقوط الحكومة. سيؤدي ذلك بالتالي إلى مثول «بيبي» أمام القضاء. يظلّ المثول أمام القضاء آخر ما يريده نتنياهو. يعرف المستوطنون وممثلوهم في الحكومة ذلك. يعرف هؤلاء «بيبي» معرفة جيدة وهم على استعداد لجرّه إلى ما يريدونه في كلّ ساعة.

من هذا المنطلق، يبدو «بيبي»، ومعه إسرائيل، في أسر المستوطنين. ليست عودته إلى موقع رئيس الوزراء سوى عودة لرجل ضيّق الأفق يراهن على عامل الوقت من أجل فرض أمر واقع على الأرض. ليس هذا الرهان سوى رهان على وهم أكثر من أي شيء آخر.

يعكس هذا الرهان لدى الرجل التحوّل نحو اليمين داخل المجتمع الإسرائيلي الهارب دائماً من السؤال الأساسي المرتبط بالوجود الفلسطيني، وهو وجود لا يمكن التعاطي معه بالاتكال على عامل الوقت. إنّه وجود مرتبط بشعب موجود على الأرض، لكنّه فوت فرصاً كثيرة من أجل نقل هذا الوجود السياسي إلى حقيقة تجسدها دولة مستقلة قابلة للحياة تعيش بسلام مع محيطها. هناك ضيق أفق إسرائيلي، لكنّ هناك تقصيراً فلسطينياً أيضاً.

لعلّ أكثر ما يستفيد منه «بيبي» الانقسامات الفلسطينيّة في الداخل الإسرائيلي، إضافة في طبيعة الحال، إلى غياب الإستراتيجيّة الفلسطينيّة.

هذا ما كشفته الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة التي كان في استطاعة الفلسطينيين، الذين يمثلون نحو عشرين في المئة من سكان دولة إسرائيل، الحصول على عدد أكبر من النواب في الكنسيت.

فشلوا في ذلك بسبب التناحر في ما بينهم. معنى ذلك أن التناحر بات يشمل الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل، مثلما يعاني منه الفلسطينيون المقيمون أيضا في الضفّة الغربيّة وغزّة.

المؤسف في الوقت الراهن غياب أيّ رغبة إسرائيلية، في البحث في كيفية التعاطي مع هذا الواقع الذي لا يمكن إلّا أن يؤدي إلى بداية انفجار، هو ما نشهده اليوم انطلاقاً مما يجري في نابلس.

هناك هبوط في مستوى السياسيين الإسرائيليين. ليست عودة «بيبي» إلى موقع رئيس الوزراء سوى تعبير عن هذا الهبوط. كلّ ما يفعله «بيبي» هو تجاهل وجود شعب فلسطيني، علما أنّ هذا الشعب حيّ يرزق ولا يمكن محوه من الوجود.

شكل «بيبي» حكومة جديدة. حصل الإرهابي، بشهادة الولايات المتحدة، ايتمار بن غفير على موقع وزير الأمن القومي. لكنه لن يتمكن في أي وقت من الإفلات من قضيّة وجود شعب فلسطيني. إلى متى يستمر الهروب من الشعب الفلسطيني؟ إلى متى يبقى غياب الإستراتيجية إسرائيلية التي تصب في الاعتراف بهذا الشعب؟

في غياب الإستراتيجية الإسرائيلية، يبقى الرهان الوحيد لدى اليمين الإسرائيلي على الانقسام الفلسطيني وعلى أنّ «حماس» لا يمكن أن تتغيّر. لن تتغيّر «حماس» يوماً. ستستفيد إلى أبعد حدود من ترهّل السلطة الوطنيّة الفلسطينية التي لم تعد لديها أي وظيفة سوى الوظيفة الأمنيّة التي تحددها لها إسرائيل.

في المقابل، لن يتغيّر «بيبي» كونه أسير المستوطنين. إضافة إلى ذلك، أنّه رجل جامد وتلميذ نجيب لمدرسة اسحق شامير الذي كان رئيساً للوزراء لدى انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في خريف العام 1991. وقتذاك، جرّت الإدارة الأميركية، إدارة جورج بوش الأب وجيمس بايكر (وزير الخارجيّة) وبرنت سكاوكروفت (مستشار الأمن القومي) إسرائيل إلى المؤتمر جرّاً.

في مدريد كان نتنياهو الناطق باسم الوفد الإسرائيلي وكان شامير يقول ما معناه إننا سنفاوض الفلسطينيين عشر سنوات وسنستغل هذه المفاوضات من أجل فرض أمر واقع على الأرض. لم يخرج «بيبي» يوماً عن خطّ شامير. لا يؤمن سوى بالمماطلة والجمود... والاستيطان.

لم يزح نتنياهو يوماً عن هذا النهج الشاميري القائم على متابعة الاستيطان. لن يجد مشكلة في صعود «حماس». لا لشيء سوى لأنّ صعودها يخدم استراتيجية الجمود. سيردّد «بيبي» ما كان يردده ارييل شارون عن أن لا وجود لشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه...

تبقى الحقيقة الوحيدة، التي لن يتمكن «بيبي» من تجاوزها، حقيقة وجود الشعب الفلسطيني الذي لا يمكن أن يبقى ضحيّة عجز السلطة الوطنيّة وتآمر «حماس» عليه وعلى مشروعه الوطني... وحال التناحر في الداخل الإسرائيلي، وهي حال تناحر ظهرت واضحة من خلال الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.

لا تستطيع إسرائيل مواجهة التحدي النووي الإيراني ومتابعة التصعيد في الضفّة الغربيّة والاتكال على الولايات المتحدة في الوقت ذاته.

كان عليها الاستماع منذ البداية إلى رجل عاقل وبعيد النظر هو الملك عبدالله الثاني الذي يعمل منذ سنوات على تأكيد أن الاستقرار في المنطقة مرتبط بوجود دولة فلسطينيّة مستقلة. مثل هذا الموقف هو موقف الإدارة الأميركية أيضاً.

هل لا يزال في إسرائيل مكان للعقل والمنطق؟ الجواب، بكل أسف، لا كبيرة تترك مجالاً واسعاً للتصعيد في الضفّة الغربيّة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل في أسر المستوطنين إسرائيل في أسر المستوطنين



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon