أبعد من «إكسبو دبي 2020»
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أبعد من «إكسبو دبي 2020»

أبعد من «إكسبو دبي 2020»

 لبنان اليوم -

أبعد من «إكسبو دبي 2020»

بقلم : نديم قطيش

يكاد يكون «إكسبو دبي 2020»، في جانب من جوانبه الكثيرة، تجسيداً رمزياً لحقيقة الصراع الدائر في المنطقة.
من المدخل المهيب، المتكرر ثلاث مرات في ثلاثة مواقع مختلفة، يبدأ الحوار الذي تريده الإمارات بين الماضي والمستقبل. الداخل إلى «إكسبو» يمر عبر بوابة هائلة تحمل كل عناصر الهوية المستقبلية قبل أن ينتبه إلى أن الفضاء الذي يدخله هو أكبر «مشربية» بنيت على الإطلاق. دمج خلّاق بين أحد عناصر العمارة الإسلامية الرئيسية وبين مواد وأفكار ومقاسات مستقبلية، بتوقيع المعماري آصف خان الذي يختلط فيه الإنجليزي بالباكستاني بالتانزاني.
الماضي هنا ليس نوستالجيا لزمن مضى ولن يعود، ولا حنيناً مرضياً كذلك الذي تكابده بيروت ودمشق وبغداد، بل مفردة في جملة في حوار بين الماضي والمستقبل، ولحظة جدلية بين الإرث الهوياتي للعالم الإسلامي وبين ما يقترحه العالم الآخر.
ثمة احتفاء بالإرث وتجاوز له كأسر وسجن، وثمة اندفاع نحو المستقبل بجرأة التوكيد على الأنا والذاتية خارج معطيات التعصب والانغلاق.
المعرض، منذ المدخل، يختزل هذه الدعوة إلى الحوار والتواصل، ويفرد مساحات باذخة لاستقبال كل الأفكار والقيم من دون ذعر أو انغلاق. وهذا في العمق هو الاقتراح البديل لكل محركات الصراع والتشظي التي تشهدها دول ومجتمعات في الشرق الأوسط.
التركي في المعرض ليس غازياً نيو عثماني مثقلاً بأوهام ماضٍ مضى. والإسلامي لا يأتي حاملاً جراح الأندلس، مفعماً بنرجسية معطوبة، تريد إعادة تشكيل الزمن السياسي والحضاري وفق مرويات «العصر الذهبي» وأدبيات زمن الخلافة.
الحوار يذهب أبعد من مقاصد السياسة المباشرة التي ما انفكت تغرف من مخازن الهويات ما يعينها على سد فجوات الفشل والتردي. هنا، تعثر عليه، مشروطاً بالغوص أعمق نحو جذور إنسانية وحضارية متحررة من التسييس ومن التسليع في الوقت نفسه.
الناقص في الشرق الأوسط، وربما في العالم، هو هذا الحوار الذي تقترحه الإمارات، والناقص أكثر، فيما يعنينا، هو المعنى العميق لفكرة المدينة، كمنصة حوار وإدارة تناقضات قبل أن تكون عمراناً وحكماً.
لقد تم ترييف مدن وحواضر عربية كانت عواصم حداثية ونهضوية، من خلال خُطُب تاريخية مختلفة وعبر تجارب ثرية في تنوعها.
رُيّفت بيروت وبغداد ودمشق بفعل سطوة الميليشيات وسياسات التعصب الهوياتي، كما بفعل الحفريات المرضية في التاريخ، لإعادة تشكيل هويات جديدة مزورة لمجتمعات محددة، يقودها العنف والتعصب والانغلاق ونشوة الاختلاف مأخوذاً إلى أقاصي الاختلاف، بل الانفصال... رُيفت هذه المدن حين فقدت قدرتها على الحوار، وسلّمت نفسها لدورات العنف، وإن كانت بعض سياقات ترييفها متباينة الأسباب والدوافع.
«إكسبو دبي 2020»، هو بهذا المعنى العميق، إعادة اعتبار للمدينة العربية كمضاد للعنف، وتوكيد على المدينية القصوى لدبي، التي طالها الكثير من التطاول والتشاوف عليها باعتبارها مدينة زائفة، أو تجمع أبنية زجاجية في صحراء! هذا الإجحاف بحق دبي والإمارات، وتجارب خليجية ناهضة، كما هو حاصل الآن في السعودية، سببه عدم الانتباه للسياق الذي يحلّ في معرض «إكسبو دبي 2020». فما يجب تذكره أن هذا السياق، يضم لحظة حوارية أخرى، ذات معانٍ استراتيجية فيما يعني سلامة العلاقات في المنطقة، مثلتها زيارة البابا في فبراير (شباط) 2019 إلى أبوظبي، وهي الأولى لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية. وقد حرصت الإمارات، كما دوماً، أن تتجاوز الزيارة طابعها الاحتفالي، وحوّلتها إلى منصة لإطلاق «وثيقة الأخوة والإنسانية» بمشاركة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
هذا السياق الحواري هو السياق المديني الأميز للمعاني العميقة لتجربة الإمارات، التي تتجسد عبر فعاليات متعددة ومتناسلة من رؤية ثابتة ومتفائلة بمستقبل مختلف للمنطقة.
ما أود التعريج عليه هو شأن آخر يتصل بالحوار الأوسع بين أنظمة وأفكار الحكم. ليس بسيطاً أن تنظم الإمارات «إكسبو دبي 2020» والعالم لا يزال في صراعه المضني مع «كوفيد - 19». هنا مصداق آخر على كفاءة الإدارة خارج منظومة الحكم الديمقراطي، في حين العالم الديمقراطي يعاني الأمرّين من تضييع الوقت وفرص رد المخاطر، بسبب آليات اتخاذ القرار في النظام الديمقراطي. وهنا اقتراح آخر لضرورة أن يتخفف الغرب من نرجسية الفكرة الديمقراطية كآلية وحيدة لإدارة المجتمعات والدول، تحديداً عندما تصبح هذه النرجسية مادة لهدم أو إزعاج تجارب ناجحة، وإن كانت لا تلتزم كامل المثل الليبرالية.
تجربة الإمارات، تجربة نموذجية في غلبة «الحكم الرشيد» على «الحكم الديمقراطي»، واقتراح يجب أن يأخذ مداه في النقاش الدولي حول آليات الحكم وشكل الحكومات ومصادر الشرعية وتعريفات حقوق الإنسان، لا سيما أن الفكرة الديمقراطية، على كامل الانبهار بتاريخها التنويري، تعاني من أعطال ذاتية وموضوعية، توجب إعادة التفكر فيها وفيما هو مختلف عنها، بعيداً عن اليقينيات بالانتصار الأبدي للديمقراطية والتي أفضى إليها انهيار الاتحاد السوفياتي.
الإمارات تقود بالأفعال لا بالأقوال.. هذا ما عبّر عنه يوم افتتاح «إكسبو دبي 2020». لاحظ عزيزي القاري العربي، أنه وفي أهم معرض دولي في العالم، وفي أول استضافة عربية له في تاريخه، ووسط حضور أركان الدولة كافة، لم يستمع العالم لخطابات لا من الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، ولا من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
قارن ذلك مع كم ونوع الخطابات التي يمكن تخيلها في فعالية افتتاح «سوبرماركت» في معظم الدول الأخرى، ليتبين لك الفارق الحضاري الذي تعبّر عنه هذه الدولة الصغيرة.
المسألة، لمن يريد أن يفهم، أبعد بكثير من «إكسبو»... هي اقتراح متعدد الجوانب في صلب «حوار وصراع الحضارات»، ومساهمة شجاعة في تشكيل مستقبل مختلف للعرب.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبعد من «إكسبو دبي 2020» أبعد من «إكسبو دبي 2020»



GMT 18:19 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

كرة ثلج شيعية ضد ثنائية الحزب والحركة!

GMT 17:28 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

مقتطفات السبت

GMT 17:26 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

سؤالان حول مسرحية فيينا

GMT 08:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس التعاون حقاً

GMT 08:28 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم هي «الحفرة اللبنانية»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon