أبعد من «إكسبو دبي 2020»
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

أبعد من «إكسبو دبي 2020»

أبعد من «إكسبو دبي 2020»

 لبنان اليوم -

أبعد من «إكسبو دبي 2020»

بقلم : نديم قطيش

يكاد يكون «إكسبو دبي 2020»، في جانب من جوانبه الكثيرة، تجسيداً رمزياً لحقيقة الصراع الدائر في المنطقة.
من المدخل المهيب، المتكرر ثلاث مرات في ثلاثة مواقع مختلفة، يبدأ الحوار الذي تريده الإمارات بين الماضي والمستقبل. الداخل إلى «إكسبو» يمر عبر بوابة هائلة تحمل كل عناصر الهوية المستقبلية قبل أن ينتبه إلى أن الفضاء الذي يدخله هو أكبر «مشربية» بنيت على الإطلاق. دمج خلّاق بين أحد عناصر العمارة الإسلامية الرئيسية وبين مواد وأفكار ومقاسات مستقبلية، بتوقيع المعماري آصف خان الذي يختلط فيه الإنجليزي بالباكستاني بالتانزاني.
الماضي هنا ليس نوستالجيا لزمن مضى ولن يعود، ولا حنيناً مرضياً كذلك الذي تكابده بيروت ودمشق وبغداد، بل مفردة في جملة في حوار بين الماضي والمستقبل، ولحظة جدلية بين الإرث الهوياتي للعالم الإسلامي وبين ما يقترحه العالم الآخر.
ثمة احتفاء بالإرث وتجاوز له كأسر وسجن، وثمة اندفاع نحو المستقبل بجرأة التوكيد على الأنا والذاتية خارج معطيات التعصب والانغلاق.
المعرض، منذ المدخل، يختزل هذه الدعوة إلى الحوار والتواصل، ويفرد مساحات باذخة لاستقبال كل الأفكار والقيم من دون ذعر أو انغلاق. وهذا في العمق هو الاقتراح البديل لكل محركات الصراع والتشظي التي تشهدها دول ومجتمعات في الشرق الأوسط.
التركي في المعرض ليس غازياً نيو عثماني مثقلاً بأوهام ماضٍ مضى. والإسلامي لا يأتي حاملاً جراح الأندلس، مفعماً بنرجسية معطوبة، تريد إعادة تشكيل الزمن السياسي والحضاري وفق مرويات «العصر الذهبي» وأدبيات زمن الخلافة.
الحوار يذهب أبعد من مقاصد السياسة المباشرة التي ما انفكت تغرف من مخازن الهويات ما يعينها على سد فجوات الفشل والتردي. هنا، تعثر عليه، مشروطاً بالغوص أعمق نحو جذور إنسانية وحضارية متحررة من التسييس ومن التسليع في الوقت نفسه.
الناقص في الشرق الأوسط، وربما في العالم، هو هذا الحوار الذي تقترحه الإمارات، والناقص أكثر، فيما يعنينا، هو المعنى العميق لفكرة المدينة، كمنصة حوار وإدارة تناقضات قبل أن تكون عمراناً وحكماً.
لقد تم ترييف مدن وحواضر عربية كانت عواصم حداثية ونهضوية، من خلال خُطُب تاريخية مختلفة وعبر تجارب ثرية في تنوعها.
رُيّفت بيروت وبغداد ودمشق بفعل سطوة الميليشيات وسياسات التعصب الهوياتي، كما بفعل الحفريات المرضية في التاريخ، لإعادة تشكيل هويات جديدة مزورة لمجتمعات محددة، يقودها العنف والتعصب والانغلاق ونشوة الاختلاف مأخوذاً إلى أقاصي الاختلاف، بل الانفصال... رُيفت هذه المدن حين فقدت قدرتها على الحوار، وسلّمت نفسها لدورات العنف، وإن كانت بعض سياقات ترييفها متباينة الأسباب والدوافع.
«إكسبو دبي 2020»، هو بهذا المعنى العميق، إعادة اعتبار للمدينة العربية كمضاد للعنف، وتوكيد على المدينية القصوى لدبي، التي طالها الكثير من التطاول والتشاوف عليها باعتبارها مدينة زائفة، أو تجمع أبنية زجاجية في صحراء! هذا الإجحاف بحق دبي والإمارات، وتجارب خليجية ناهضة، كما هو حاصل الآن في السعودية، سببه عدم الانتباه للسياق الذي يحلّ في معرض «إكسبو دبي 2020». فما يجب تذكره أن هذا السياق، يضم لحظة حوارية أخرى، ذات معانٍ استراتيجية فيما يعني سلامة العلاقات في المنطقة، مثلتها زيارة البابا في فبراير (شباط) 2019 إلى أبوظبي، وهي الأولى لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية. وقد حرصت الإمارات، كما دوماً، أن تتجاوز الزيارة طابعها الاحتفالي، وحوّلتها إلى منصة لإطلاق «وثيقة الأخوة والإنسانية» بمشاركة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
هذا السياق الحواري هو السياق المديني الأميز للمعاني العميقة لتجربة الإمارات، التي تتجسد عبر فعاليات متعددة ومتناسلة من رؤية ثابتة ومتفائلة بمستقبل مختلف للمنطقة.
ما أود التعريج عليه هو شأن آخر يتصل بالحوار الأوسع بين أنظمة وأفكار الحكم. ليس بسيطاً أن تنظم الإمارات «إكسبو دبي 2020» والعالم لا يزال في صراعه المضني مع «كوفيد - 19». هنا مصداق آخر على كفاءة الإدارة خارج منظومة الحكم الديمقراطي، في حين العالم الديمقراطي يعاني الأمرّين من تضييع الوقت وفرص رد المخاطر، بسبب آليات اتخاذ القرار في النظام الديمقراطي. وهنا اقتراح آخر لضرورة أن يتخفف الغرب من نرجسية الفكرة الديمقراطية كآلية وحيدة لإدارة المجتمعات والدول، تحديداً عندما تصبح هذه النرجسية مادة لهدم أو إزعاج تجارب ناجحة، وإن كانت لا تلتزم كامل المثل الليبرالية.
تجربة الإمارات، تجربة نموذجية في غلبة «الحكم الرشيد» على «الحكم الديمقراطي»، واقتراح يجب أن يأخذ مداه في النقاش الدولي حول آليات الحكم وشكل الحكومات ومصادر الشرعية وتعريفات حقوق الإنسان، لا سيما أن الفكرة الديمقراطية، على كامل الانبهار بتاريخها التنويري، تعاني من أعطال ذاتية وموضوعية، توجب إعادة التفكر فيها وفيما هو مختلف عنها، بعيداً عن اليقينيات بالانتصار الأبدي للديمقراطية والتي أفضى إليها انهيار الاتحاد السوفياتي.
الإمارات تقود بالأفعال لا بالأقوال.. هذا ما عبّر عنه يوم افتتاح «إكسبو دبي 2020». لاحظ عزيزي القاري العربي، أنه وفي أهم معرض دولي في العالم، وفي أول استضافة عربية له في تاريخه، ووسط حضور أركان الدولة كافة، لم يستمع العالم لخطابات لا من الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، ولا من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
قارن ذلك مع كم ونوع الخطابات التي يمكن تخيلها في فعالية افتتاح «سوبرماركت» في معظم الدول الأخرى، ليتبين لك الفارق الحضاري الذي تعبّر عنه هذه الدولة الصغيرة.
المسألة، لمن يريد أن يفهم، أبعد بكثير من «إكسبو»... هي اقتراح متعدد الجوانب في صلب «حوار وصراع الحضارات»، ومساهمة شجاعة في تشكيل مستقبل مختلف للعرب.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبعد من «إكسبو دبي 2020» أبعد من «إكسبو دبي 2020»



GMT 18:19 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

كرة ثلج شيعية ضد ثنائية الحزب والحركة!

GMT 17:28 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

مقتطفات السبت

GMT 17:26 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

سؤالان حول مسرحية فيينا

GMT 08:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس التعاون حقاً

GMT 08:28 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم هي «الحفرة اللبنانية»

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon