الأَولى بشعب لبنان اللجوء إلى القضاء ضدّ «حزب الله»
أخر الأخبار

الأَولى بشعب لبنان اللجوء إلى القضاء ضدّ «حزب الله»

الأَولى بشعب لبنان اللجوء إلى القضاء ضدّ «حزب الله»

 لبنان اليوم -

الأَولى بشعب لبنان اللجوء إلى القضاء ضدّ «حزب الله»

د.مصطفى علوش
بقلم : د.مصطفى علوش

«غابةُ الظُّلم سَرَتْ منها الضَّواري

حين لا يقوى على الإدلاج ساري

غابةٌ ما أخرجتْ إلا وحوشاً

تتشهّى مَضْغَ أكباد الصِّغار»

(عبد الرحمن العشماوي)

ليس أبلغ تعبيرًا عن خبرية قرار «حزب الله» اللجوء إلى القضاء اللبناني لردع من يتهمه أو يهاجمه في الإعلام من السياسيين غير المثل اللبناني المعروف «ضربني وبكى وسبقني واشتكى». ما هو واضح هو أنّ الحزب يستخدم وسائل إرهاب جديدة، وهي مسألة المحاجة القانونية. والمقصود هنا هو تجييش المحامين والقضاة المتعاطفين والتابعين والمؤيّدين له، لإرباك ساحة المقاومين لسطوته. بالتالي دفع بعضهم، أو ربما معظمهم، الى تفادي استعمال العبارات الواضحة والصريحة في توصيف هذا الحزب. في المقابل، فهو يستنفر كالعادة جيش الشتّامين والردّاحين وكتبة التقارير، الذين يعتاشون على ماله النظيف، لتشويه سمعة المقاومين الحقيقيين الذين ما زالوا يقولون كلمة حق في وجه سلطان جائر ومتسلّط وفاجر، لم يتورع عن ترهيب حتى رجال الدين الأجلاء من علماء الشيعة الكبار، لمجرد أنّهم من غير أتباعه، أو يرفضون الدخول في جوقة الطبالين له ولزعيمه، أو ربما يذهبون إلى اجتهادات فقهية، في رفض أو نقد أو بطلان مسألة ولاية الفقيه. وهنا السلسلة تطول من الأسماء المحترمة والمتوازنة التي تفهم الفقه بمنظوره الديني والإنساني المتحرّر من الأساطير التي تسعى الى خلق أصنام جديدة بدافع شهوة السلطة ليس إلّا.

الضحايا الآخرون هم المواطنون الشيعة الذين أُسقطوا قسرًا تحت أوهام ردّ الاعتبار لمظلومية عمرها قرون طويلة، وأساطير مستجدة بدأ الشبان والشابات يعتقدون أنّه في صلب العقيدة الإثني عشرية، فتبعوها من دون هدى، وبعضهم تحوّلوا شهداء أو مشاريع شهداء في خدمة من وضع أسس الدعاية لها على الطريق ما بين طهران وبيروت في الحاضر، وما بين الصفوية الأصلية وتلك المستجدة في التاريخ. وهنا، من هم أولى برفع القضايا إلى القضاء هم أهل هاشم السلمان الذي استشهد أمام سفارة الولي الفقيه رافعاً، كما كان الإمام الحسين، رغم قلة حيلته وقصر باعه، صوته في وجه من يستضعفه ويدّعي نصرة المستضعفين. كذلك هم من تعرّضوا للترهيب لمجرد أنّهم شيعة لا يدينون بالولاء للحزب، فخرجوا عن طورهم وكالوا الشتائم، ثم أُجبروا على الاعتذار وإعلان الولاء للسلطان المستكبر، صاغرين مقهورين ومستضعفين. والضحايا الإضافيون هم من يعيّرهم نصرالله بأنّهم شيعة السفارة الأميركية، مع علمه أنّه من شيعة السفارة الإيرانية.

الضحايا الآخرون، ولكن عليهم اللجوء إلى محكمة العدل الدولية المرتبطة بقضايا الإبادة الجماعية والتطهير المذهبي، هم أبناء القصير والقلمون والغوطة في سوريا، الذين شملهم منطق الترانسفير المذهبي خلال سنوات الحرب المستمرة في سوريا، وكان المنفذ الحزب نفسه المذكور. كما يمكن أن نزيد ملايين المهجرين واللاجئين والمسحوقين تحت الركام هناك في حلب وحمص وحماة وإدلب... من دون إضافة عشرات العمليات الإرهابية العابرة للحدود، التي يتباهى الحزب بأنّه ينفذها، لتتحقق مقولة الذراع الطويلة للحرس الثوري، وهي المقولة ذاتها لوريث عصابات الهاغانا جيش الدفاع الإسرائيلي.

لكن، ماذا عن لبنان كله؟ فعلى رغم من أسطورة المقاومة التي أصبحت كورقة التوت، إن كانت كافية لستر عورة واحدة، فالعورات الأخرى مكشوفة. فأسطورة المقاومة لم تعد تنطلي على أحد، وحتى من اخترعوها أصبحوا مقتنعين أنّها بضاعة فاسدة اليوم. فبعد انسحاب إسرائيل سنة 2000 من الجنوب، لم يعد للكلمة أي مضمون. الأسطورة الثانية هي توازن الرعب للردع، وهي سياسة قد تكون منطقية، لكن ما الذي يسوغ أن تكون هذه القدرة حتى هذه الساعة تحت قيادة الولي الفقيه الأدبية، وتحت أمرة قيادة الحرس الثوري الإيراني. وما المنطق في أن يكون تمويل أعماله الحربية والإدارية من دولة أجنبية. بالتالي فهذا بالضبط ما يمكن وصفه بالعمالة لدولة أجنبية. وهنا القانون يصبح واضحاً بهذا الخصوص، مع العلم أنّ هذا الفعل أدّى إلى تخريب هائل في الممتلكات ودمار واسع في المنشآت وخسارة أرواح هي عشرات الآلاف من اللبنانيين، وجلّهم لم يسعوا للشهادة لخدمة أسطورة الحزب.

ما الذي يعنيه هذا الكلام الآن؟ ما يعنيه أنّ «حزب الله» هو كيان معنوي سياسي في مواجهة سياسية مع أطراف داخلية متضررة بشكل خطير من وجوده، وهذه الأطراف يحق لها المواجهة في السياسة على الأقل، لعدم رغبتها، أو قلة باعها، في المواجهة العسكرية. وما تتهم هذه الأطراف الحزب به، معظمها يتباهى هو بها كإنجازات مقدّسة، مثل خدمة زعيم في بلد أجنبي أو القتال في بلد أجنبي أو تلقّي السلاح والجعالة من بلد أجنبي. وهي كلها أفعال خيانة يُعاقب عليها القانون. فالأولى إذاً بالشعب المتضرر باقتصاده وماليته وأمنه وبشره وحجره أن يرفع هو دعوى عامة بإسم الشعب ضد «حزب الله» الذي قتله وبكى ثم سبقه واشتكى!

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأَولى بشعب لبنان اللجوء إلى القضاء ضدّ «حزب الله» الأَولى بشعب لبنان اللجوء إلى القضاء ضدّ «حزب الله»



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

إطلالات محتشمة بلمسات الريش وألوان ربيعية تزين إطلالات النجمات

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 13:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 15:05 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تملك أفكاراً قوية وقدرة جيدة على الإقناع

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 15:41 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 00:54 2023 الخميس ,27 إبريل / نيسان

أفضل الإكسسوارات والمجوهرات لهذا الموسم

GMT 14:29 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي تجهيزات العروس بالتفصيل

GMT 14:41 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

اكتساح إيطالي لحكام مباريات الديربي

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:47 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

مبابي يرفض تمديد تعاقده مع باريس سان جيرمان

GMT 20:55 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

بيدري أفضل لاعب شاب في يورو 2020 رسميًا
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon