خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»

 لبنان اليوم -

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

في مثل هذه الفترة من كل عام، تلحّ علي كلمات ذلك الكوميدي المخضرم الذي قال ذات يوم إن تعاقُب الأيام لا يعنيه مطلقاً لأنه ليل 31 ديسمبر (كانون الأول) ينام باكراً... فيمضي عام ويطل آخر من دون أن يشعر. وفعلاً، في التاريخ القديم كانت الأحداث هي المحطات الزمنية الفاصلة لا الأرقام. بل، حتى عهد قريب، كان الناس في الأرياف النائية يؤرّخون الزمن بالحروب والجوائح والولادات والكوارث الطبيعية، لا العكس.

عام 2020 الذي يودّعنا خلال بضعة أيام، ترك عبر جائحة «كوفيد - 19» ندوباً فظيعة على وجه العالم. وشهدنا بسبب الجائحة وتداعياتها السياسية أحداثاً استثنائية، فسقطت مُسلّمات وتبدّلت قناعات وتغيّرت وجهات نظر وأولويات في مختلف أنحاء العالم.

لقد تقلّص العالم الرحب الذي بدا لنا أن الثورة التكنولوجية المتسارعة - بما فيها الذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية - ستسقط حواجزه. تقلص وانكفأ، ليس إلى حدود الكيانات القومية فحسب، بل إلى ما دونها. ثم رسمت جائحة «كوفيد - 19» حدوداً احترازية أضيق «كياناتها» المدينة والقرية... ومن ثم مع تشديد الحجْر، البيتُ نفسه.

وبعدما كانت البشرية تحلم بمنجزات علمية مُبهِرة تشفي الأمراض المستعصية والمزمنة، وتقضي على العلل والمعوّقات والعاهات الوراثية، وتقدّم للإنسان «قطع غيار» عند الطلب، اكتشف العالم أن للأمراض ومسبباتها قدرة عجيبة على التأقلم والتحوّر، ثم المقاومة العنيدة لما يمكن إنجازه من تقدم. وهنا، بتنا اليوم ننتظر أسلحة طبية «دفاعية» - وقائية وعلاجية - بعدما كنا قد أقنعنا أنفسنا طويلاً بأن الانتصار «الهجومي» المؤزّر على كل ما يهددنا مسألة وقت ليس إلا.

طبعاً، الصحوة المؤلمة، التي تسبب فيها فيروس يحذّرنا العلماء من أنه لن يكون الأخير، لا تقتصر على الطب. بل تمسّ هذه الصحوة ما طرأ وسيطرأ على طرق المعيشة، وأساليب الحياة، والتحكم في الموارد وإدارتها، وآليات اتخاذ القرارات - علناً أو خفية - إزاء مستقبل الجنس البشري، والتعامل مع الحقائق الاقتصادية والديموغرافية.

ثمة علامات استفهام قد لا يطرحها الجميع، إلا أن كثيرين يطرحونها، ومنهم مَن لديهم إجابات عنها. وربما، بين هذه الإجابات ما لا نتصوّره أو نستسيغ تقبّله. ولئن كنا لا نسمع بكل ما يدور من مذاكرات داخل غرف مراكز الأبحاث، لأن بعضها محاط بالسريّة الأمنية، فإن ما يفصح عنه عدد من «المنظّرين» عبر منصّات «الإعلام البديل» مخيف.

في الولايات المتحدة - مثلاً - مقلقة جداً تصوّرات هؤلاء للهويات الثقافية والسياسية والدينية، وقناعاتهم الخطيرة والقاطعة للحتميات «الصدامية» بين الأديان والحضارات والجماعات البشرية. وما يقلق أكثر أن لدى هؤلاء مصادر تمويل، ومنابر تأثير، وإمكانيات ضخمة على التضليل والتزوير وغسل أدمغة الناس... بـ«الأخبار الزائفة» و«نظريات المؤامرة».
وحقاً، أسهمت جائحة «كوفيد - 19» داخل الولايات المتحدة في هزّ التماسك الوطني لكيان اتحادي (فيدرالي)، خلال سنة انتخابية استثنائية بشتى المقاييس. إذ فاقم لجوء الناخبين إلى

التصويت البريدي بأعداد قياسية - تحاشياً للعدوى والتزاماً بالتباعد الاجتماعي - العلاقة بين الرئيس وحكام الولايات الديمقراطيين، وتفاقم الانقسام الحزبي بالتوازي مع الأزمة الاقتصادية الحادة، بسبب تغليب الجمهوريين أولوية إنقاذ الاقتصاد على الإجراءات الصحية... مقابل حرص الديمقراطيين عليها في معاقلهم داخل المناطق الحضرية. ولاحقاً، مع انتهاء الانتخابات بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، رفض الرئيس دونالد ترمب النتيجة، وأثار الأمر سياسياً وقضائياً حتى اللحظة.

وخارج أميركا، مع ضرب «كوفيد - 19» العافية الاقتصادية لمعظم دول العالم عام 2020، كان حتمياً ظهور انعكاسات اقتصادية بعيدة الأثر. ومع تذكّر حقيقة أن البحبوحة في أي مجتمع من المجتمعات هي شبكة الأمان الأولى، وأن اتساع رقعة الطبقة الوسطى يشكل الضمانة الأكبر للاستقرار والسلم الأهلي والتوافق السياسي، لم تكن مفاجئة التداعيات الاقتصادية والسياسية.

في بريطانيا وكذلك باقي أوروبا، أضعفت آثار الجائحة والإغلاق القدرة على المناورة والابتزاز في موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولكن، بينما خففت آثار الجائحة الشديدة مؤقتاً حدة الأصوات القومية الانفصالية في دول كإسبانيا وإيطاليا، سعت القوى اليمينية المتشددة في المجر وبولندا إلى تعطيل التوافق الأوروبي على سياسة مالية جامعة.

أما، في باقي الدول فقد تفاوت حجم الآثار السلبية، تبعاً لظروف كل بلد وإمكانياته وتدابيره... في مواجهة التفشي أولاً، وتداعياته ثانياً. أما المفارقة اللافتة فهي أن الصين، التي انطلق منها الفيروس إلى العالم، تبدو اليوم البلد الأقل تأثراً بتداعيات جائحته. وهذا، مع أن انتقادات كبيرة وجهت إلى شفافيتها في الكشف عنه والتعامل معه، ومن ثم نجاعة اللقاح الذي طوّرته.

على صعيد متصل، بينما تودّع الولايات المتحدة عام 2020 بجو من الشكوك، وتستقبل عام 2021 بعلامات استفهام حول مكانتها عالمياً بعد أربع سنوات من حكم دونالد ترمب، يبدو المسرح الدولي جاهزاً أكثر من أي وقت مضى للتعايش مع فكرة «التعددية القطبية». والمستغرب أن واشنطن نفسها تظهر وكأنها تعايشت مع هذا الواقع، وسط اللغط الشديد داخل واشنطن حول التهديدين الصيني والروسي للمكانة الأميركية. وقبل، وبعد، التقارير الأخيرة عن انتهاكات «سايبرانية» لإدارات وهيئات حكومية، تتهم بها تارة موسكو وطوراً بكين، أصدر الرئيس ترمب عفواً رئاسياً عن مستشاره السابق للأمن القومي الجنرال مايكل فلين. وجاء هذا العفو رغم إقرار فلين بالكذب على الأجهزة الأمنية في موضوع اتصالاته مع روسيا.

أخيراً، رغم الخلاف الآيديولوجي، بين عهدي باراك أوباما ودونالد ترمب، فإن الإدارتين الديمقراطية ثم الجمهورية، قدمتا «هدايا انكفائية» ثمينة لمنافسيها العالميين الكبيرين. ولئن كان أوباما قد استكان لاستعادة روسيا العديد من مناطق النفوذ السوفياتي السابقة، وعقد صفقة نووية تترك لإيران حرية الحركة في الشرق الأوسط، لم يلمس الأميركيون تغيراً يذكر في مقاربة ترمب. بل إن ترمب برّر انكفاءه عبر ثلاثة محاور: الأول، رفعه شعار «جعل أميركا عظيمة من جديد» الآيديولوجي الشعبوي الذي يُعلي أولوية الانكفاء. والثاني، الالتزام بالتعاون مع روسيا بذريعة أن الصين هي العدو الحقيقي الواجب التفرغ لمواجهته.

والثالث، الإحجام عن تطوير أي استراتيجية جدية كفيلة بضمان مصالح واشنطن المتراجعة في آسيا وأفريقيا، أو حتى أوروبا وأميركا اللاتينية... وهنا تأتي رمزية جدار الفصل على طول الحدود مع المكسيك.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19» خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon