جنوب سوريا شبيه لجنوب لبنان
ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلاً بدء تشغيل أول محطة صينية لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية وفاة الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري بعد معاناة طويلة مع المرض وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل
أخر الأخبار

جنوب سوريا شبيه لجنوب لبنان

جنوب سوريا شبيه لجنوب لبنان

 لبنان اليوم -

جنوب سوريا شبيه لجنوب لبنان

جوني منير
بقلم : جوني منير

بضع ساعات تفصل عن موعد تسلّم الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن لمسؤولياته الرسمية. هو الموعد الذي طال انتظاره بالنسبة لكثير من دول العالم وخصوصاً بعض دول الشرق الاوسط. ولا شك بأنّ دونالد ترامب، الذي لم يُقرّ رسمياً بهزيمته الانتخابية، يأمل باستمرار الحقبة «الترامبية» ولو على المسرح السياسي الاميركي. لكن حادثة اقتحام مبنى الكابيتول هيل، بدّلت على ما يبدو العديد من المعطيات.

منذ انتهاء العملية الانتخابية وصولاً الى الخطأ الفادح باقتحام مبنى الكونغرس، بدأت الحلقة القريبة من ترامب بالتفكك. صحيح أنّ ترامب سيخرج من البيت الابيض وهو لا يزال يستحوذ على قاعدة شعبية تؤيّده حتى الساعة، وهي لم تنخفض سوى 10 بالمئة على افضل تقدير، الّا انّه سيواجه انقساماً حاداً داخل الحزب الجمهوري، على وقع ملفات قضائية ستُفتح بوجهه.

وخلال فترة رئاسته العاصفة والمثيرة للجدل، نجح الوافد الجديد من خارج المؤسسة السياسية الاميركية، في إعادة تشكيل الحزب الجمهوري على قياسه وحده. وهي ظاهرة لم تألفها الحياة السياسية والحزبية سابقاً في الولايات المتحدة الاميركية. وكان ترامب يفاخر بتأييد القاعدة الصلبة له شخصياً وليس للحزب الجمهوري، معتمداً على مبدأ تخويف الاميركيين البيض من ذوي الثقافة التعليمية المحدودة، من تراجع تأثيرهم بسبب التبدّلات الديموغرافية لصالح السود والمهاجرين والاقليات المتنوعة.

في واشنطن، وبعد تطهير سريع على مستوى جهاز الشرطة، جرى تحويل مبنى الكابيتول والمنطقة المحيطة به الى منطقة عسكرية. ووصلت اعداد قوات الحرس الوطني الى حدود 25 الف رجل، اضافة الى تدابير اخرى طالت الاتصالات والانترنت واغلاق 13 محطة ميترو قريبة، اضافة الى الحدائق العامة والمنتزهات.

هذه الاستعدادات تُظهر انّ السلطات الاميركية باتت تأخذ الخطورة التي تمثلها هذه الجماعات على محمل الجدّ، خصوصاً بعدما ظهر انّ بين المهاجرين، مجموعات تولّت التخطيط المسبق واستكشاف المبنى من الداخل قبل يومين، ووضع خطط منظّمة لكيفية الاقتحام والاهداف المطلوبة.

هي تدابير لم يسبق ان حصلت منذ تسلّم الرئيس ابراهام لينكولن مسؤولياته الرئاسية خلال الحرب الاهلية.

وصحيح انّ المؤسسات التي ترتكز عليها عواميد الدولة الفدرالية بدت قوية ومتماسكة وبعيدة من الصراعات السياسية والعرقية، الّا انّ مراسم الترسيم حتى ولو حصلت من دون عوائق، فلقد عطّل ترامب فعلياً فكرة الانتقال السلمي للسلطة، خصوصاً مع وجود مشرّعين اعلنوا رفضهم لنتائج الانتخابات.

في المرحلة المقبلة، احداث كثيرة ستحصل على مستوى السياسة الداخلية الاميركية، والحزب الجمهوري يتجّه الى انقسام عامودي والى ضعف سيصيبه من دون شك، في ظلّ استحالة ظهور حزب ثالث، وهو ما قد يجعل من الانتخابات النصفية بعد اقل من سنتين من الآن، مناسبة جديدة للديموقراطيين لتعزيز حضورهم داخل الكونغرس الاميركي.

وفي هذا الوقت، ستعمل ادارة بايدن على استعادة دور بلاده عالمياً من خلال ملفين: الصين وايران.

لذلك، سعت ادارة ترامب او ما تبقّى منها، الى وضع العصي في وجه مشاريع بايدن مع ايران، وكان آخرها اعلان الحوثيين تنظيماً إرهابياً. او بما معناه، محاولة قطع الطريقعلى اي تسوية في اليمن، وهو ما ادّى الى اعتراض من الامم المتحدة ومن رموز ديموقراطيين في الكونغرس.

ولا حاجة للاستنتاج، بأنّ فريق بايدن يقف وراء هذه الاعتراضات. ذلك انّ وزير الخارجية الاميركية في زمن رئاسة باراك اوباما، اي جون كيري، كان قد توصل على ما يبدو الى تفاهمات ولو بالعناوين العريضة مع الايرانيين، من خلال وزير خارجيتهم محمد جواد ظريف حول الملف النووي وخارطة طريق للنزاع اليمني.

لذلك مثلاً، تقدّم نواب ديموقراطيون بمشاريع قوانين تعارض بيع السعودية قنابل دقيقة التوجيه. وفي مجلس الشيوخ يستعد السيناتور الديموقراطي بوب مينينديز لترؤس لجنة العلاقات الخارجية، وهو المعروف عنه معارضته الصريحة لبيع السعودية الاسلحة الهجومية بسبب حرب اليمن.

والاستنتاج واضح هنا، وهو انّ ادارة بايدن تحضّر اوراق المساومة مع السعودية لإنجاز التسوية اليمنية. لكن الاتفاق النووي شيء، والتفاهم على مصير الصواريخ البالستية الايرانية واعادة رسم خارطة النفوذ في المنطقة شيء آخر.

وبخلاف ما يحصل بالنسبة لملف بيع الاسلحة للسعودية، فإنّ اي ردّ فعل لم يصدر عن الديموقراطيين، بعد الكشف عن تعاون اميركي - اسرائيلي حول قصف قوي لمواقع مهمة لإيران عبر حلفائها في شمال شرق سوريا. وهذا الكشف هو اجراء نادر الحصول. والواقع، انّ واشنطن توافق الرأي الاسرائيلي بأنّ الحدود الشرقية لسوريا تتحول بسرعة الى منطقة نفوذ ايرانية صافية، ما يستوجب مواجهة ذلك. لكن رغم كل شيء فهذا لا يعني تحوّلاً اميركياً - اسرائيلياً استراتيجياً في المواجهة. والواضح انّ ادارة بايدن وافقت على هذه الخطة. ويتردّد كثيراً انّ ادارة بايدن وخلال شروعها في رسم استراتيجيتها التفاوضية مع ايران، اجرت مشاورات مع اسرائيل وتفاهمت معها على العديد من العناوين.

ولذلك، فإنّ الضربات الاخيرة في البوكمال ودير الزور، والتي لم تعارضها روسيا، حملت رسائل واضحة الى ايران، مفادها انّ واشنطن وتل ابيب متفقتان ومصممتان على احباط جهود ايران في سوريا، بما في ذلك الانشطة غير النووية. الردّ الايراني لم يتأخّر، وجاء بالمستوى نفسه، مع اختيار ايران لصواريخ بالستية بعيدة المدى لإصابة هدف في المحيط الهندي على بعد حوالى 1800 كلم. وكان الجواب الايراني، أنّ ترسانة صواريخه خارج اطار التفاوض.

في الواقع، تستعد ادارة بايدن الى طرح انشاء منطقة جنوب سوريا بشكل مشابه لجنوب لبنان، اي رقابة دولية خالية من اي نشاط ايراني او حليف. لكن الأعين الاميركية كانت لحظت نشاطاً ايرانياً في ايصال صواريخ دقيقة وطائرات مسيّرة انتحارية الى العراق واليمن.

في المقابل، لم تعترض ادارة بايدن على قرار ترامب بإدراج وزارة الدفاع الاميركية اسرائيل في هيكل القيادة العسكرية الاميركية للشرق الاوسط، بعد ان كانت في القيادة الاميركية لأوروبا. والمعروف انّ «السينتكوم» يشرف على السياسة العسكرية الاميركية المتعلقة بالدول العربية. وهو تدبير سيفتح الطريق امام البنتاغون لإشراك اسرائيل بشكل اكبر في العمليات الاقليمية.

مع تسجيل عودة الحيوية لحركة «داعش» خصوصاً في سوريا، وهو ما يفتح باب مخاطر «تسرّب» ارهابيين الى الداخل اللبناني، الذي يعاني فقراً وانهياراً اقتصادياً وصراعاً سياسياً ومذهبياً، وهي تشكّل بيئة مثالية لنمو سريع للحركات المتطرفة.

في الواقع، فإنّ التحضيرات الجارية لإدارة بايدن تنبئ بورشة كبيرة، وانّ للشرق الاوسط اولوية على ملف الصين لسبب بسيط، وهو انتزاع اوراق الصين في الشرق الاوسط، وبالتالي قطع طريقها امام افريقيا.

وعلى ما يبدو ستعمد اسرائيل الى تجميد ملف تعاونها الاستثماري مع الصين، وستسعى واشنطن الى تفاهم مع ايران، يحاكي الحدّ من التوسع الصيني. ففي آخر استطلاع للمؤسسة الاميركية «الباروميتر العربي»، احتلت الولايات المتحدة الاميركية مرتبة متأخّرة عن الصين في بعض البلدان العربية ومنها لبنان.

ففي تقييم دور الصين مقابل الدور الاميركي، جاءت النتائج كلها لصالح الصين وفق النسب التالية:

الاردن 35% مقابل 15%

الجزائر 60% مقابل 24%

المغرب 52% مقابل 28%

تونس 50% مقابل 21%

لبنان 43% مقابل 25%

ليبيا 34% مقابل 14%

وفي اي دولة تهدّد مصالح البلد، تقدّمت الولايات المتحدة على الصين في جميع البلدان، وحتى في لبنان، فإن 47% قالوا انّ واشنطن هي مصدر التهديد في مقابل 26% اعتبروا بكين. وهو ما يعني انّ ورشة الشرق الاوسط بدأت تشكّل اولوية اميركية ملحّة، وهي لن تكون سهلة بكل تأكيد.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنوب سوريا شبيه لجنوب لبنان جنوب سوريا شبيه لجنوب لبنان



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
 لبنان اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 لبنان اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:43 2021 الثلاثاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فوز سيدات لبنان على سوريا في بطولة غرب آسيا لكرة السلة

GMT 22:09 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 سيارات دفع رباعي حديثة ومريحة على الطرق الوعرة

GMT 07:24 2023 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المنتجة الفنية ناهد فريد شوقي عن عمر يُناهز 73 عامًا

GMT 17:19 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هاميلتون يؤكد أنّ شوماخر بطل سباقات السيارات على مر العصور

GMT 14:35 2014 الخميس ,04 أيلول / سبتمبر

شريط فيديو جديد لدبلوماسي سعودي مختطف في اليمن

GMT 08:17 2022 الإثنين ,30 أيار / مايو

السعودية وأميركا... قوة المنطق

GMT 18:23 2021 الأربعاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

قرداحي يعدد ما تعلمه من أزمته الأخيرة ويؤكد شعوره بالظلم

GMT 16:10 2021 الثلاثاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسلام سليماني يدعم محمد صلاح في سباق الكرة الذهبية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon