بقلم : جوني منير
كان فريداً من نوعه في الحياة السياسية اللبنانية، الى درجة ان كثيراً من السياسيين حاولوا «استنساخ» اسلوبه من دون ان يفلحوا. انه ميشال المر. في السياسة من الطبيعي ان يكون لك أنصار وخصوم. لكن من النادر أن تشكل للحياة السياسية على مرّ تقلباتها وعهودها حضوراً ملحاً لا يمكن الاستغناء عنه.
كان اسلوبه محط اعجاب حتى لدى السلك الديبلوماسي. فكثير من السفراء كان يعتبر ان ابو الياس «حرّيف» وهو مدرسة في القدرة على الربح، والاهم على الاستمرار عندما تعانده الظروف. وليس من المبالغة القول انه كسب محبة مؤيديه وانصاره الذين بادلوه الوفاء في اصعب المعارك الانتخابية التي خاضها وحيداً والمقصود هنا المعركة الانتخابية الاخيرة، وفي الوقت نفسه كسب على الدوام احترام اخصامه ومنافسيه وهو الذي تمسك على الدوام بأصول واخلاقيات الحياة السياسية اللبنانية.
برحيل ميشال المر يسقط عنقود آخر من عناقيد المدرسة السياسية اللبنانية بالصيغة التي عُرفت بها، والتي بقيت تقاوم من اجلها بعد التغيير الهائل الذي طرأ على الحياة السياسية اللبنانية. وهي الأمانة التي على نجله الياس المر أن يستمر ويحمل شعلتها