تحولات الفكر العربي الاتجاه الفلسفي والرؤيوي
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

تحولات الفكر العربي... الاتجاه الفلسفي والرؤيوي!

تحولات الفكر العربي... الاتجاه الفلسفي والرؤيوي!

 لبنان اليوم -

تحولات الفكر العربي الاتجاه الفلسفي والرؤيوي

بقلم: رضوان السيد

في الأسبوع الماضي دعتني جهة ثقافية عُمانية (بيت الزبير) إلى «ملتقى بيت الزبير الفلسفي الأول». وهناك قابلتُ أسماء معروفة من المخضرمين في الكتابة الفلسفية، مثل الزواوي بغورة (من الجزائر ويدرّس بجامعة الكويت) وقد تحدث عن الفلسفة والعصر، ومحمد المصباحي (من المغرب واشتغل على ابن رشد) لكنه في مؤتمر مسقط تحدث عن العودة إلى الفلسفة، ومشير عون (من لبنان)، وتحدث عن إشكاليات التعددية، والسيد ولد أباه (من موريتانيا)، وتحدث في العقل الفلسفي والأزمات الراهنة للإنسان، ومحمد شوقي الزين (من الجزائر)، وتحدث عن أصل الفلسفة بين التجربة الفلسفية والتجربة الصوفية، وعبد السلام بنعبد العالي (من المغرب)، وتحدث عن الفلسفة والترجمة.
هؤلاء أساتذة معروفون ونحن نعرف كتبهم. إنما الذي فاجأني المتفلسفون من شباب عُمان وكهولهم، منهم محمد الشحي مدير «بيت الزبير»، ومنى حبراس من العاملين بالبيت، وزكريا المحرمي، وعلي الرواحي، ومحمد العجمي، وسعود الزدجالي، وبدر العبري، وكل هؤلاء بدوا عارفين بكتبنا وأفكارنا؛ وأيضاً بالتيارات الفلسفية الغربية الحديثة والمعاصرة. وليس هذا فقط؛ بل إنّ من هؤلاء من هو مهندس أو طبيب أو واعظ. ومن بين المدعوين سيدة سعودية اسمها داليا التونسي مهتمة بتعليم الفلسفة للأطفال!
وأذكر أنّ جمعية فلسفية سعودية جديدة دعتني قبل شهور لمؤتمرها الفلسفي الأول أيضاً، وأسفْتُ كثيراً لأنني ما استطعت الحضور، لجدية الموضوعات التي طُرحت، والشخصيات الكبيرة التي دُعيت من الغربين، وشاركت عن بُعد بسبب أزمة كورونا المحتدمة وقتها.
الأستاذ محمد المصباحي تحدث في المؤتمر عن العودة إلى الفلسفة. وهي عودة يشهدها العالم العربي منذ عقدين وليس أكثر. وفي أذهان الشباب أكثر من الشيوخ ارتباط الأمر بالتفكير النقدي. وفي الأذهان والوعي لدى الشباب على الأقلّ أنّ الفلسفة ظُلمت في العقود الأخيرة في البلدان الخليجية بالذات. وهي تعود إلى البرامج والاهتمامات في المدارس والجامعات وتشهد اهتماماً ملحوظاً من المسؤولين السياسيين والتربويين.
وربما تعرضت الفلسفة المدرسية (وليس التفكير النقدي!) لضغوطٍ من المحافظين بالمؤسسات التعليمية؛ لكنها ما تعرضت لشيء من ذلك في مصر والمغرب وتونس ولبنان، ومع ذلك ما عادت شهرة أي أستاذٍ في العقود الأخيرة من القرن العشرين، تقوم على تخصصه في فلسفة كانط أو هيغل أو هايدغر أو بول ريكور أو هابرماس أو تشارلز تايلور؛ بل على إنتاجه في مجال «نقد الموروث» الإسلامي، تاركاً تخصصه الأصلي وتعليم طلابه، ومحاصراً نفسه وطلابه وقرّاءه بين قطائع باشلار وفوكو!
نحن في انطلاقنا من جديد باتجاه الفلسفة والتفلسف مقلِّدون، كما كنا في منتصف القرن العشرين، عندما ازدهرت الأطروحات الفلسفية ورؤى العالم في حقبة ما بين الحربين وما بعدهما في أوروبا وأميركا.
وكما قال السيد ولد أباه في محاضرته فإنّ الفلسفة تعود في العقود الأخيرة لمعالجة أزمات الإنسانية ومشكلاتها؛ ونحن ننضمّ إلى ذلك بعد تفويت 3 عقود وأكثر. أما فيما بين الستينات والتسعينات من القرن الماضي، وفي صراعنا الموهوم مع الموروث، فما كنا نقلّد أحداً. فقد اعتقد مفكرونا الكبار، وتبعهم تلامذتهم، أنّ الموروث القديم يشكّل حوائل وعوائق دون الدخول في الحداثة. وما كان معظم سُعاة «الحداثة» من الليبراليين مثلاً الذين يتحسرون لأننا لم ننضمّ إلى الازدهار الغربي بعد الحرب الثانية؛ بل كان ذاك النقد الآيديولوجي للموروث في معظمه ذا خلفية ماركسية، وسط موجات الحرب الباردة الثقافية، مع استعانات بكليشيهات الأبستمولوجيات الفرنسية. وكنت أبتسم وأتحسّر عندما أجد شبابنا بالجامعة «يتناتشون» مغتبطين كتاب هذا الثائر على الموروث أو ذاك! وهذا في الوقت الذي كانت تتعملق فيه في الجهة المقابلة أطروحات الصحويين والجهاديين ودعاة الدولة الإسلامية الميمونة! وقد أفضت بنا الإغارة على الموروث في التسعينات إلى الاشتباك مع دُعاة صدام الحضارات والإنسان الأخير. ثم كان الانهماك المضني في الصراع دولاً ومثقفين مع الإحيائيات الجهادية القاتلة.
نعم، في العقدين الأخيرين، بدأ شبابنا وكهولنا الخروج من أسْر عقدة الموروث باتجاه الشغل الفلسفي على الرؤى الجديدة للعالم، والتصدي مع المتصدين لأزمات الإنسانية. وبالطبع ما انتهت مشكلاتنا الأصيلة والمستوردة؛ لكنّ مناهج المعالجة داخَلَها التغيير والتعديل والتطوير باعتبارنا جزءاً من العالم، ولا تختلف مشكلاتنا عن مشكلاته.
وفي مجالات تأمل الموروث بالذات، ما عادت المعالجة المأزقية ممكنة ولا واردة. فهناك اليوم عشرات الباحثين والأساتذة العرب والمسلمين بالغربين الذين يعيدون النظر جذرياً في الانطباعات الموروثة عن التاريخ الديني والفكري والثقافي العربي والإسلامي. لقد عبّر عن هذه التوجهات الجديدة الألماني توماس باور الذي كتب عن الثقافة الإسلامية الوسيطة باعتبارها «ثقافة الالتباس»، و«لماذا ما كانت في الإسلام عصورٌ وسطى»؟
بينما صدرت في العقد الأخير عدة كتب مجموعة وأعمال مؤتمرات تستهدف إعادة النظر في مجالات الدراسات الإسلامية بالجامعات. وصحيح أنّ بعضها ما يزال يُغرقُ في الاستخدام الآيديولوجي لمنهج نقد الخطاب الاستعماري، بيد أنّ الأكثرين يتجهون إلى إعادة قراءة التاريخ الثقافي استناداً لمخطوطاتٍ ووثائق ومناهج بحثٍ جديدة.
قليلاً ما أستفيد مما تعرضه وسائل الاتصال الجديدة، ومنه مفيدٌ وجادّ. وقد نبهني أحد الأصدقاء قبل أسابيع إلى محاضرة لأستاذ عربي شاب متخصص في فلسفة القانون عن جون راولز (صاحب نظرية العدالة، 1971) ونقّاده. وعندما استمعتُ إلى التسجيل سرّني - كما يسر أي كاتب - أنه ذكر مقالة لي في الموضوع من العام 2017. إنما الذي سرَّني أكثر أنّ أحد طلابي بالدكتوراه بجامعة محمد بن زايد، كان قد سمع المحاضرة كما سمعتُها، ثم تابع الأمر فاستحضر مقالتي أيضاً في الموضوع ووزّعها مع المحاضرة على زملائه. في حين سارعت طالبة في الفصل نفسه إلى البحث عن كتاب توماس باور؛ لماذا ما كانت في الإسلام عصورٌ وسطى؟ وكنتُ قد ذكرتُه، فعرضته عرضاً نقدياً في جلسة المناقشة في الفصل. هي أجيالٌ جديدة عامرة بالنشاط وتفكّر بطرائق مختلفة، وتحتاج إلى عنايتنا واهتمامنا، دونما مبالغاتٍ في التوجيه أو التحكم.
كان أسلافنا يسعون لإقامة مدرسة فلسفية عربية. والحق أنّ هناك تحولات في الكتابة الفلسفية في جامعاتنا، ليس باتجاه محاولات «النهوض الذاتي» غير المفيدة، بل باتجاه العالمية. وهذا أمرٌ واعد.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحولات الفكر العربي الاتجاه الفلسفي والرؤيوي تحولات الفكر العربي الاتجاه الفلسفي والرؤيوي



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon