اخترتَ يومَ الهول يوم وداعِ
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

اخترتَ يومَ الهول يوم وداعِ؟!

اخترتَ يومَ الهول يوم وداعِ؟!

 لبنان اليوم -

اخترتَ يومَ الهول يوم وداعِ

رضوان السيد
بقلم: رضوان السيد

هو أسبوعٌ نادراً ما يمرُّ مثله على العرب وعلى العالم. كان غسان شربل الصحافي المحقق البارز ورئيس تحرير جريدة «الشرق الأوسط» ينشر مقابلةً مع ليلى خالد عن عملها مع وديع حداد في مطالع سبعينات القرن الماضي في خطف الطائرات، من أجل «التنبيه» وقْتَها إلى عدم نسيان قضية الشعب الفلسطيني! وفي تفاصيل العمليات وخلالها يمرُّ ذكر الرئيس رفيق الحريري، باعتباره أحد من كانوا يهرّبون السلاح إلى أوروبا لصالح وديع حداد! وكان ذلك مفاجئاً لي بالفعل. كنَّا ولا نزال نتابع أسانا بأحداث الزلازل على تركيا وسوريا لا مثيل له، وقد قيل إنّ الزلزال السوري يحتاج العمل عليه إلى ثلاث سنواتٍ وأكثر، وليس بسبب خراب الزلازل وحسْب؛ بل لسنوات الحروب الهائلة في سوريا وعليها لأكثر من عقدٍ من الزمان. ثم جاءت ذكرى اغتيال الرئيس الحريري في 14 فبراير (شباط) عام 2005؛ وكأنها حدثت بالأمس. وآخِر هذه السلسلة من المصائب تقرير لصندوق النقد الدولي أنّ الخوف الأول الآن على تردي الأوضاع المالية والإنسانية في لبنان وتونس، والخوف ثانياً على مصر والأردن!

يقول وليم شكسبير (في هاملت): إنّ المصائب لا تأتي فُرادى! والعبارة لا تنطبق على اللبنانيين فقط؛ بل تتناول عدة دولٍ عربية. فالفجيعة برفيق الحريري وعليه ليس علتها مقتله وحسْب؛ إذ تعوَّد لبنان على الجرائم السياسية الكبرى، ثم جاء انفجار مرفأ بيروت أو تفجيره الهائل عام 2020؛ وإنما عظمت الفجيعة، لأنه بعد مقتل الحريري تكاثفت المشكلات التي لم تجد حلاًّ، فصارت الفجيعة بغياب الحريري إيذاناً بمصائب سود توالت على هذا البلد.
لا يمكن التهوين من شأن المشكلات في بلدان المشرق العربي. إنما التعزّي أنّ في مصر والأردن وحتى تونس حكومات مسؤولة تستطيع أن تتصرف وأن تعمل، وأن تحول دون هذا التردّي أو ذاك، ولا يمكن قولُ ذلك عن لبنان وسوريا. ففي لنبان تنشلُّ الحكومة من زمان، ويغيب رئيس الجمهورية، فما عاد هناك أحدٌ يمكن اعتباره مسؤولاً. وسيقول كثيرون: لكنك بذلك ترفع المسؤولية عن كاهل الموجودين في الحكومة، وأقول ومعي معظم اللبنانيين إنّ طاقمنا السياسي لا يأبه وسواء أكان هؤلاء في الحكومة أم من حولها أم لم يكونوا.
وإذا التفتنا إلى سوريا، وقد نالها من الزلزال الكثير والكبير، نجد أن هناك أربع سلطات أو خمسا، وصراعا دوليا من حولها وعلى أرضها. وقد لا تصل مصيبتها بالزلازل إلى ما وصلت إليه حال تركيا؛ لكن مرةً أخرى في تركيا حكومة مسؤولة وقوية، وهو الأمر الذي تفتقر إليه سوريا إلى حدٍ بعيد.
فالدرس الأول في أعقاب الزلازل والحروب، أنّ الأمر يختلف إلى حدٍ كبير عندما تكون هناك حكومة تعتبر نفسها مسؤولة حتى لو كان الحدث من أحداث الطبيعة الكبرى. هذا الاعتبار نجده في الدول العربية المصابة في سياسييها وفي إدارة شؤونها ومنها العراق وليبيا والسودان. ومع ثقافة الدولة إن توافرت تظل محاولات الاستعادة جاريةً ولا تتوقف، لأنّ الوجود في السلطة يستدعي السعي الدؤوب للبقاء فيها أو تدعيمها بالعمل على خدمة الناس بقدر الوسع والطاقة. وهذا هو ما يختلف فيه الوضع في لبنان وسوريا، لأنّ الموجودين لا يتوقف وجودهم ونفوذهم على العمل من أجل البشر والمواطنين، إذ لا يدينون في الوجود والبقاء للناس أو خدمتهم والحرص على رفاههم وسلامهم وحيواتهم المعيشية والإنسانية.
والدرس الثاني -إذا صحَّ التعبير- أنّ أشقى ما يمكن أن يُصاب به أي بلد، هو الصراع الدولي عليه أو من حوله. ولننظر وقد حصل الزلزال في تركيا وسوريا كم كان هناك اهتمامٌ دوليٌّ بهما. قال إردوغان إنّ سبعين جهة أو أكثر اندفعت لمساعدة تركيا في مصابها. وحتى الصراع الدولي لعب ويلعب لصالحها، لأنّ جهاتٍ كبرى ووسطى شتى تأمل في تركيا وقدراتها وأدوارها. فقد تنافس على المساعدة كلٌّ من أميركا وروسيا، واندفع للمساعدة حتى اليونان وأرمينيا وهما خصمان لدودان لتركيا في العادة. بينما يلعب الصراع الدولي لغير صالح سوريا ولبنان. وذلك بسبب النفوذ الإيراني في البلدين، وخصومات إيران الضارية في المجالين الدولي والإقليمي. ما اعتذر أحدٌ في حالة تركيا بالصعوبات وقد امتد الزلزال على مساحة خمسمائة كيلومتر مربع؛ بينما في حالة سوريا اعتذر البعض بصعوبات الوصول، والبعض الآخر بالقطيعة بين منطقتي النظام والمعارضة. والبعض الثالث بالمماحكات داخل مناطق المعارضة بل المعارضات. وقد زعمت الولايات المتحدة أنّ اعتبارات الشأن الإنساني تتفوق على ما عداها، ثم لم تكن لها مساعٍ وتأثيرات تضاهي مزاعم تفوق الشأن الإنساني.
والصراع الدولي الذي يظهر في حالتي سوريا ولبنان بالذات، تأثيراته أكبر وأوضح في حالة أوكرانيا. لكنْ حتى في حالة أوكرانيا هناك الاعتباران الآخران اللذان يلعبان لصالحها: وجود الحكومة القوية والمسؤولة، وأنّ الحرب تجري على الأرض الأوروبية، وأنّ أمن أوروبا المستقبلي يتوقف إلى حدٍ بعيد على بقاء أوكرانيا دولةً وشعباً واستقلالاً، لكي لا تتغولَ روسيا عليها أيضاً كما تغولت على أوكرانيا وفقاً لهم.
في شأن لبنان تقول الجهات الغربية إنه ليس هناك سلطات بالداخل يمكن الاعتماد عليها، لأنها خاضعة لقوى الأمر الواقع الإيرانية المغضوب عليها دولياً، وفي حالة سوريا فإنّ إيران وروسيا تقبضان على أنفاسها، فتتحول المناطق الخارجة على سلطة الأسد إلى رهائن في مواجهة روسيا وإيران. بالطبع فإن تركيا لديها رهائن من الأرض والبشر في شمال سوريا، ولا تأخذ عليها الدول الغربية ذلك فهي في حلف الأطلسي، ويظل الغرب يأمل في استمالتها نحوه رغم علاقاتها الجيدة بكلٍ من روسيا وإيران!
والعبرة الثالثة وليس الدرس الثالث، أنّ الدول الصغرى وأحياناً الوسطى تحتاج إلى حواضن. والحاضنة في حالتي سوريا ولبنان هي دول الجامعة العربية. لكنّ العرب يئسوا من لبنان وما عادوا يهتمون إلا بالشأن الإنساني على تردد! أما في سوريا، فتحاول دول عربية من سنواتٍ أن تساعد لأسباب إنسانية وأخرى سياسية واستراتيجية؛ لكنّ إيران تظلُّ بالمرصاد لكل المحاولات. وكما تعودنا من إيران، فإنّ رهاناتها في الاستيلاء تظلُّ على بؤس الشعوب وعدم قدرتها على الحراك، والتبعية الكاملة للنظام السياسي أو شبه النظام، وهو الوضع السائد في سوريا ولبنان من سنواتٍ وسنوات.
شطر البيت الذي وضعتُه في عنوان المقالة هو لأحمد شوقي في رثاء الأديب المنفلوطي، الذي توفي عشية وفاة الزعيم سعد زغلول فلم يلق الاهتمام الذي كان يستحقه.
المصائب لن تأتي فرادى لكنها تتفاوت في الشدة بحيث يُنسي واحدها الآخر؛ وهو الوضع مع الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال الحريري!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اخترتَ يومَ الهول يوم وداعِ اخترتَ يومَ الهول يوم وداعِ



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon