الدولة القوية وعودة الأحلاف
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

الدولة القوية وعودة الأحلاف

الدولة القوية وعودة الأحلاف

 لبنان اليوم -

الدولة القوية وعودة الأحلاف

بقلم: رضوان السيد

عاد فرانسس فوكوياما في مقالة له للتأكيد على أنّ الأوضاع الداخلية للدول، والأوضاع العالمية، تستدعي وجود الدولة القوية والإدارة السياسية القوية، وهو الأمر الذي يخالف استنتاجه من قبل في كتابه: صعود الدولة أو النظام السياسي وانهياره (2015). بالنسبة له فإنّ الدول الجبارة التي تقوم كروسيا والصين، وذات النزوع العدواني، كلا الأمرين يستدعي وجود الدولة القوية والإدارة القوية من أجل الدفاع عن النظام وعن الديمقراطيات. وَمَنْ لذلك غير الولايات المتحدة؟! الجمهور الأميركي ما عاد يؤيد الحروب في الخارج، لكنّ الإدارة السياسية ما توقفت عن العمل على تنمية القوى العسكرية، وعلى بناء التحالفات من حول الصين وروسيا باليابان وأستراليا والهند، واليوم مع أوروبا ومع الناتو. يوم الأربعاء في 23 - 3 أتى بايدن إلى أوروبا لاجتماع الناتو ثم اجتماع القوى السبع الكبرى. هل هي الحرب الباردة من جديد؟ بدأت الحرب الباردة الأولى في مطلع الخمسينات من حول كوريا، فهل تكون الحرب على أوكرانيا إيذاناً بالحرب الباردة الجديدة؟ الفارق في الوقائع وفي التكتيكات. ففي الحرب الباردة الأولى كانت الدول الكبرى في معظم الأحيان تستخدم الحلفاء، أما اليوم فإنّ الدول العظمى صارت تقاتل بنفسها مثلما تفعل روسيا مع أوكرانيا. والفارق الآخر أنه ليست للحروب الجديدة أي غطاءات آيديولوجية. في الزمن الماضي كان هناك غطاء التحرر والاشتراكية. أما اليوم فكله صراع صريح على الموارد والمجالات الاستراتيجية ولا فرق في ذلك بين الدولة الاشتراكية (الصين) والدولة الرأسمالية (الولايات المتحدة).
منذ ثمانينات القرن الماضي، وحين كان الرئيس ريغان يثير حرب النجوم على الاتحاد السوفياتي، صعد خطاب الدولة ذات الإدارة الصغيرة لدى الحزب الجمهوري. فإذا أُثير السؤال حول قدرات الدولة للحماية والانضباط، تكون الإجابة أنّ السوق هي التي تنظم كل شيء. العالم تحكمه الشركات الكبرى، أما الدولة فلا حاجة إليها، وزاد الأمر اضطراباً بشأن الدولة عندما ذهب منظرو اليمين مثل هنتنغتون وفوكوياما إلى أنّ الديمقراطية الليبرالية فازت فوزاً أنهى «التاريخ» وجعل من الصراعات صراعات حضارية. فحتى روسيا صارت بعد زوال الاتحاد السوفياتي جزءاً من الحضارة الغربية اليهودية - المسيحية. أما الصين الكونفوشيوسية - البوذية فلا يبعد أن تصبح بتقدمها الاقتصادي جزءاً من هذا المتحد الحضاري. فلا يبقى خارج هذا المتحد غير الإسلام الذي لا بد من إخضاعه لقوانين الحضارة الغربية المنتصرة. وفي خضم الصدامات والصراعات ضد الإرهاب الإسلاموي، شنت الولايات المتحدة حروبها في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. كيف ستضعف الدولة أو تصغر إداراتها ما دامت هناك حروب مستعرة من أجل «الهيمنة»؟ الآيديولوجيا الديمقراطية وصراعات الحضارات لا تُستخدم إلا في مواجهة الإسلام. فإذا تصاعد الحديث عن المنافسة مع الصين، اختفت الآيديولوجيا لصالح قوى السوق الأميركية المتفوقة. وحتى روسيا إياها يمكن استيعابها في الناتو أو الحلف الأطلسي. لقد صارت الآيديولوجيات لعبة تُستخدم بطرائق انتقامية مفضوحة. أما دعاوى القوميات ومظالمها التي تلعب الأديان والهويات دوراً فيها (الدولة اليهودية في فلسطين مثلاً) فيقال أنها استثناء ضروري تارة أو لا داعي لها تارة أُخرى.
ما احتاج الأمر أكثر من عقدٍ واحد حتى اختفى النقاش حول الصراع الحضاري، وعاد الكلام عن ضرورات الدولة القوية المجردة من أي آيديولوجيا. فحتى الكلام عن الديمقراطيات وضرورة حمايتها ما عاد أحدٌ يستخدمه بارتياح. المسؤولية في ذلك تقع في نظر المفكرين الاستراتيجيين على عاتق روسيا التي قالوا إنها تستخدم القوة العسكرية حيث يحلو لها ومن سوريا إلى أرمينيا وأذربيجان والآن أوكرانيا.
لا بد إذن من مواجهة الدولة القوية أو القومية الروسية، بدولٍ قوية قومية أو غير قومية. وليس هذا فقط. فقد انقضت سياسات الرئيسين أوباما وترمب للانسحاب من الشرق الأوسط وأوروبا. والثابتة الوحيدة في النقاشات بعد تغير طبيعة الصراعات كانت إيران، التي لا بد من إجراء الاتفاق النووي (2015) معها أو استعادته الآن (2022). بعد الدولة القوية المستعادة، عاد الحديث عن الأحلاف واستعادتها أو تقويتها. فقد صار التحالف الصيني - الروسي واقعاً في السياسات الدولية، والآن يتحدث الطرفان عن الجناح الإيراني للتحالف، وتواجهه الولايات المتحدة بالتحالف العسكري مع أستراليا واليابان والهند. ثم يأتي دور الناتو ليجدد شبابه وقوته بعد أن صارت حدود الدول الوسطى والصغرى وسيادتها موضع تساؤل. وقد برز ذلك في اجتماع الناتو ببروكسل يوم 23 - 3 ويضاف إليه اجتماع الدول السبع، وهي القوى الاقتصادية الغربية الكبرى. وهناك تسابق بين الدول الأفراد، والأخرى التي هي أعضاء في التحالفات. ألمانيا تقوي جيشها، لكنها في الوقت نفسه تزيد من إنفاقها في الناتو، وتخلق مع فرنسا جيشاً أوروبياً قوامه حتى الآن خمسة آلاف جندي.
بل وهناك تفكير جديد في معنى الحركات المسلحة في الدول العربية وأفريقيا. لقد كانت الفكرة بل والممارسة السائدة أنها تعبير عن ثوران الإسلام الذي ينبغي إخماده من أجل أمن العالم. أما الآن فيقال إنّ تلك الحركات إنما تظهر وتتمدد إذا ضعُفت الدولة (سوريا والعراق وليبيا ولبنان) أو إذا دعمتها دولة (مثل إيران). فمن أجل الاستقرار ووقف تدفقات اللاجئين، لا بد من استعادة قوة الدولة. أما أمن العالم فتهدده الصين وروسيا... وإيران.
هل يرجع ذلك كله إلى الهجوم الروسي على أوكرانيا؟ الهجوم الروسي غيّر استراتيجيات الأميركيين والأوروبيين في عدة نقاط بارزة. إنما ما هو الواضح الآن؟ كان الرهان على الشراكة التي خابت، والآن الأولوية لحفظ الذات والإقليم. وهكذا فإنّ الأولويات لدى الطرفين الأميركي والأوروبي تغيرت، فهل يكون من معالم الحالة الجديدة: العودة إلى سياسات الحرب الباردة، وأين هي منظمة الأمن والتعاون، وهل تنتهي شكاوى الهويات من الوحدة الأوروبية، فيقوى الاتحاد، كما يتجدد حلف الأطلسي؟ وأخيراً فإنّ سياسات الناتو عادت إلى الأوج أو أوشكت فهل تعود سياسات الحرب الدفاعية أو الوقائية، وكيف يجيب الصينيون والروس؟ وهل تتأثر سياسات التهدئة والاستيعاب مع إيران بعد «الصبر الاستراتيجي» الطويل؟!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة القوية وعودة الأحلاف الدولة القوية وعودة الأحلاف



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon