بقلم :صالح المنصوب
كم أوجعت الحرب من شرفاء وطيبيين في اليمن وكم يعاني فيها الأعزاء والكرماء ، وصعد فيها التافهين والمتلونيين والمزدوجين متعددي الشرائح وأصبحوا أثرياء. فجئه دون تعب ، حرف البعض الحرب عن المسار والقضية وحولوها إلى غنيمة وأصبحوا بين عشيه وضحاها يملكون المال والفلل والوصول إليهم صعب المنال.
في ذات صباح لمحت على الرصيف صديقاًِ لي مقطّع الأحذية ممزق الثياب ومن ملامحه ترى الكم الهائل من الحزن ، أقتربت منها وصافحته ، أتعبتني واحزنتني تنهيداته وهو يحكي قصته مع الحرب وكيف أصبح حاله .
شردت ذاكرتي الى الوراء وأنا منهمك معه تذكرت الطيبة والأناقة والكرم لصديقي ، وحاله االيوم وكم الهموم الأحزان الذي يخفيها، جعلتني ألعن كل من أشعل الحرب ويريدها أن لا تتوقف .
أرباح من الحرام يجنيها جنرالات الموت ، وأقبح من ذلك من يحسنون صورتهم ويضعوهم بمنزلة الملائكة وهم أشبه بشياطين يغوون الناس بالمال.
كل يوم يمر وترى إنسان يحكي تفاصيل معاناته ، منهم من رحل قريبه دون أن يراه ، وهذا ترك منزله وآخر هلكت مزارعه
والبعض اغلقت محلاته و البعض لايجد ما يعطيه لأسرته وفي عيونهم قصص مؤبده بالحزن.
الناس يريدون السلام ويتمنون أن تنتهي الحرب وهناك من لايريديها ان تتوقف لأنه يستثمر من خلالها .
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ).صدق الله العظيم