«كورونا» كم عمر الخوف

«كورونا»... كم عمر الخوف؟

«كورونا»... كم عمر الخوف؟

 لبنان اليوم -

«كورونا» كم عمر الخوف

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

للمفكر المصري الليبرالي الرصين، الراحل الدكتور فؤاد زكريا، الذي رحل عن دنيانا 2010، وقد جاوز الثمانين من عمره، كتاب شهير بعنوان: كم عمر الغضب؟ ردّ به على «أستاذ» الناصريين المصريين محمد حسنين هيكل، الذي ألَّف كتابه الشهير هو الآخر تحت عنوان: خريف الغضب. وخصَّصه لهجاء - ولا أقول نقد - الرئيس المصري أنور السادات.

عمد زكريا في ردّه البديع هذا، ليس إلى الدفاع عن النظام الساداتي، بل إلى تعرية ثم نقض ما وصف بـ«أساطير هيكل»، غير أن هذا بحث آخر ليس ميدانه اليوم، في هذه المساحة الكتابية الوجيزة.
أردت، وحسب، استعارة هذا العنوان الأخّاذ من مفكرنا المصري العربي الرصين، فؤاد زكريا، للحديث عن شعور إنساني آخر، إن طال كالغضب، ضرَّ وما نفع، وهو شعور الخوف. أو لم يقل من قبل: أخوف ما نخاف منه هو الخوف نفسه!؟ واليوم لدينا نصراء، على مستوى العالم، لإدامة حالة الخوف من حمّى كورونا المستجدة، وسدّ أي منفذ للخروج من أنفاق كورونا المظلمة، وهذا بزعمي، صار أمراً بيّناً لا لبس فيه، ومن هنا رأينا تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب المباشر قبل يومين، حين قال، وهو يتحدث عن «تسريع» إدارته لإيجاد العلاج، ولو بشكل جزئي، لمداواة الحالات الصعبة من مرضى كورونا، قال ترمب: اليسار المتطرف لا يريد لنا الخروج من أزمة كورونا، ولا يريد أن ننجح في حلّها، من باب النكاية السياسية!
قد يقال لكن هذا كلام انتخابي سجالي من الخصم الأول ضد اليساريين الليبراليين، بنسختهم الأوبامية... وليكن، غير أن مقتضيات العقل ودلائل الأرقام وإشارات المؤشرات: الاقتصادية والمالية والصحة النفسية والسلامة الاجتماعية، كلها مجتمعة تقول بصوت واحد: حان وقت الخروج من نفق كورونا.
حان وقت الخروج من أجل أن يتنفس الاقتصاد العالمي ولو بعض الأنفاس، لأنَّ موت أو صعوبة تنفس الاقتصاد يعني كوارث عظام، إن قيست بها مضار كورونا، فلا قياس ولات حين مناص.
أوروبا التي سجّلت في البدايات أرقاماً سيئة في سجل كورونا المستجدة، ها هي اليوم تشرع بابها للحياة، وتفتح شبابيكها للشمس والريح، وتدير عجلة الاقتصاد، ولو بتؤدة وحذر، من جديد. وحسناً فعلت دول الخليج، خاصة السعودية والبحرين والإمارات بالفتح التدريجي للنشاط الاقتصادي، والعمل اليومي، وتدبير الحياة شبه الطبيعية من جديد... لأنَّ الإنسان يحيى أيضاً بالاقتصاد، والسعي في الأرض وعمارتها.
هي ليست دعوة لإهمال المواجهة ضد جائحة كورونا، على العكس، نواجهها، لكن مع ملاحظة نبيهة وحريصة على مصالح الناس الأخرى، كما مع استنفار عال كل لحظة، لاقتناص أي فرصة تلوح للخروج ولو بخطوة أو خطوتين من نفق كورونا المظلم.
لا مناص من إعمار الحياة بأمن، لأنه قد حانت نهاية عمر الخوف... فكم عمر الخوف وما هي منافعه؟

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» كم عمر الخوف «كورونا» كم عمر الخوف



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:23 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 00:03 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 18:04 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

اتيكيت مقابلة أهل العريس

GMT 19:07 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

عبير صبري تؤكد إلى أحمد مالك الأخلاق مش بتنفصل عن الفن

GMT 05:24 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

الجماعات الإسلامية" تشن حملة لتشوية الإعلام"

GMT 12:06 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

فيلم «شماريخ» يتصدر شباك التذاكر بـ14 مليوناً و521 ألف جنيه

GMT 12:12 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة وواشنطن تدعمان عائلات متضرري انفجار مرفأ بيروت

GMT 15:19 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل فريدة ومميزة في مجموعة «كروز 2021»

GMT 15:37 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

برج القرد..ذكي واجتماعي ويملك حس النكتة

GMT 00:19 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فوائد حب الرشاد للشعر وطرق تحضير خلطات منه

GMT 18:56 2022 الإثنين ,03 كانون الثاني / يناير

متزلجو لبنان يستعدون لأولمبياد الصين الشتوي

GMT 06:49 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

تعرف علي توقعات درجات الحرارة المتوقعة في مصر الخميس
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon