لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

 لبنان اليوم -

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

أرسل لي صديقٌ رابطاً من منصة «تيك توك» وعليه مقطعٌ لشخص مصري، يثني فيه لدرجة كاد فيها أن يسفح العبَرات من التأثر، على شخصٍ سعودي مدُان بقضايا التكفير والتحريض، والرجل المُدان خرج بالصوت والصورة في مقابلة تلفزيونية نثر فيها التكفير للحكام والجيوش والشرطة والقضاة وأعلن فيه أن تنظيم «القاعدة» هو «ثورة إسلامية» عظيمة. تنظيم «داعش» وصف «وليد» هذا سابقاً بـ«أحمد بن حنبل هذا العصر» في الإصدار القاعدي المرئي باسم «ترجمان الأساورتي».

كما تبنّى تنظيم «القاعدة» أطروحات «السناني» بمجلة «صوت الجهاد» ومجلة «البتّار» العسكرية، وكذلك فعل تنظيم «داعش» عبر مجلاته «دابق» وغيرها.

لاحظتُ في التعليقات المكتوبة على فيديو المتحدث المصري على «تيك توك» أنواع الثناء على شخصية «وليد»، المعروف بـ«أبي سبيع». واضحٌ أن أغلبهم من خلفيات تكفيرية قتالية، أو مساندون لهذه التنظيمات، لكن من المتوقع وجود مراهقين صغار أو مراهقي عقول، أخذتهم «الصورة» المرسومة للرجل، ودفعتهم مشاعر العداء للدولة السعودية الحديثة.

هنا فكّرتُ، هل قام الباحثون السعوديون، لن أتحدث عن غير السعوديين فهناك جهود كثيرة بهذا الصدد، بتوثيق ودارسة ظاهرة «الصحوة» وتفرعاتها مثل «القاعدة» و«داعش» في المجتمع؟! وإذا كان هذا قد حصل، فماذا فعل الإعلام ومراكز الأبحاث والجامعات بهذا الصدد؟!

هناك من ينادي - بحسن نية في الغالب - بأن تلك المرحلة يجب أن تُطوى ولا تُروى، وهذا خطأ فادح، تجاه التاريخ أولاً، وتجاه الحاضر ثانياً، وتجاه المستقبل ثالثاً.

من قال إن هذه الغِوايات الخطيرة والسموم «اللذيذة» لا يوجد من يشتهيها ويبحث عنها اليوم، من مواليد الألفية وما بعدها؟! تحضرني مقارنة في هذا السياق حول ظاهرة النفور من تذكّر الواقع التاريخي القديم للجزيرة العربية، إبّان ظهور مغريات العصر الحديث، قبل زهاء الخمسين عاماً، وانصراف عن توثيق كل مفردات ذلك التاريخ.

كتب البروفيسور السعودي سعد الصويّان حول هذه الظاهرة، في مقدّمة كتابٍ لطيفٍ له بعنوان «حُداء الخيل»، وممّا قاله في تلك المرافعة: «نتيجة لما نتمتّع به اليوم (يقصد قبل حوالي 3 عقود) من استقرار سياسي ورخاء اقتصادي وما صاحب ذلك من تغيّر جذري في بنية المجتمع وأساليب الحياة، فإن ماضينا القريب أصبح بعيداً في الذهن حيث بدأنا ننساه، بل نتنكر له».

نعم صدق الدكتور سعد، فتوثيق التاريخ بكل فصوله، وبحثه وبعثه من جديد، ليس ترَفاً، بل أمانة علمية، وضرورة فكرية، وحاجة سياسية، وشرطٌ حضاري.

يخبرنا الأستاذ الصويّان عن ذلك فيقول: «جميع الأمم منذ بدء الخليقة تُعنى بدراسة تاريخها، قديمه وحديثه، إذ إنه لا يمكن فهم الحاضر بمعزلٍ عن الماضي لكن مع الأسف إننا نحن غير معنيّين بدراسة تاريخنا دراسة واعية دقيقة».

و«الصحوة»، بكل منعرجاتها، فصل رئيس من فصول المجتمع السعودي، غادرناه بفضل الله وحزم القيادة الحكيمة، لذلك ومن باب تذكر هذه النعمة، يجب توثيقها لئلا تعود.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً



GMT 18:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 18:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 18:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 18:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 17:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 17:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 17:48 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة

GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان

GMT 15:41 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الهيئة الملكية لمحافظة العلا تدشن رسمياً إذاعة "العلا FM"

GMT 19:58 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كارينيو يتخطى الانتقادات ويحصل على لقب الأفضل

GMT 17:21 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

انتهاء تصوير فيلم "دفع رباعي" استعدادًا لعرضه منتصف العام

GMT 03:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 14:28 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

أوجعتنا الحرب يا صديقي !

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon