بقلم:مشاري الذايدي
استهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي، بهجمات المسيرات المفخخة، وقتل 3 من المدنيين وإصابة آخرين، تصعيدٌ حوثي - إيراني خطيرٌ وكبيرٌ.
دولة الإمارات العربية المتحدة تُستهدف، لأول مرة، بهذه الطريقة، وهو أمرٌ يشير إلى الحنق الإيراني من الدور الإماراتي المؤثر في محاربة المشروع الإيراني في اليمن، هذا الدور الإماراتي ضمن قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، واضحٌ، وقد أشار له بصراحة قائد القوات المشتركة في اليمن، القائد العسكري السعودي، الفريق أول مطلق الأزيمع قبل الهجمات على خزانات الوقود في العاصمة أبوظبي.
نتائج هذا الهجوم متنوعة، داخلياً وإقليمياً ودولياً، وأول رسالة تتجه لإدارة الرئيس الأميركي بايدن، الذي سارع بلا مسوغ لشطب الميليشيات الحوثية من قائمة الجماعات الإرهابية!
السيناتور الجمهوري جيم أنهوف عضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي، قال عبر حسابه على «تويتر»: «تظهر هجمات اليوم المميتة على أصدقائنا في الإمارات مرة أخرى أن الحوثيين المدعومين من إيران إرهابيون»، مضيفاً «كان من الخطأ من قبل إدارة بايدن رفع تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب».
وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو قال إن الحوثيين المدعومين من إيران - والذين يقول عنهم الرئيس جو بايدن إنهم ليسوا إرهابيين - قاموا بشن ضربة إرهابية صاروخية على نقطتي نقل عالميتين في أبوظبي. يعلن مسؤولون في إدارة بايدن، مثل مستشار الأمن جايك سوليفان، عن إدانة الهجمات الحوثية، والتضامن مع الإمارات، ولكن ماذا بعد هذا الموقف اللفظي القولي؟!
كيف يستقيم هذا الكلام، مع المسارعة التي حدثت من قبل إدارة بايدن، ومستشاره سوليفان، لرفع الجماعة الإرهابية الحوثية المحتضنة من إيران، من القوائم الإرهابية؟!
من الرسائل التي كتبها هجوم الحوثي – إيران على الإمارات، رسالة عميقة، وهي أن المعركة السعودية الإماراتية في اليمن، واحدة، والعدو واحد، والهدف واحد، وما سوى ذلك تفاصيل.
هذا المعنى كشفته الأحداث الأخيرة، قبل هجمات الدرونز على أبوظبي، تحرير محافظة شبوة من الحوثي وهزائم الحوثي في مأرب، وهي منجزات كانت بفضل القيادة السعودية والدعم العسكري وغير العسكري من السعودية والإمارات، وكانت هجمات الحوثي – إيران، على الإمارات عملاً انتقامياً، وتحديداً بسبب دورها الأخير باليمن. مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان جدد «إدانة المملكة للهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار أبوظبي الدولي، والتأكيد على الوقوف التام مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيق».
قبل ذلك كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أعلن تضامنَ ونصرة المملكة للإمارات، في اتصال له مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
المعنى الكبير في كل مجريات الأيام السالفة الأخيرة، تثبت عدالة المعركة بقيادة السعودية في اليمن لصون الأمن العربي كله، معبر عنها بأبيات الشاعر الدارمي الذي نصح وقال:
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح
وإِن ابن عم المرء فاعلم جناحُه وهل ينهض البازي بغير جناح