كوكوريلا وهالاند وحروب الكلام

كوكوريلا وهالاند... وحروب الكلام

كوكوريلا وهالاند... وحروب الكلام

 لبنان اليوم -

كوكوريلا وهالاند وحروب الكلام

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

نصر بن سيّار الشاعر العربي والوالي الأموي على خراسان قال في قصيدته الأشهر، الخالدة، في تحذير الدول النائمة عن المخاطر التي تسري تحت الأرض، دون أن يشعر بها من فوق الأرض؟

وإنَّ النارَ بالعودين تُذكى

وإن الحربَ مبدؤها كلامُ!

بل إن القصائد نفسها كانت سلاحاً احترافياً في الحرب، قد يقوم مقامها، في تخويف العدو، وشحذ همّة القوم، وما مثال قصيدة «الخلوج» باللهجة العامية النجدية للشاعر الحماسي الشهير محمد العوني غير مثال عابر على ذلك.

الحرب تتخذ صوراً كثيرة، منها حروب التنافس الرياضي، الذي ربما وصل لحدّ المبالغة الفجّة، في صراعات المباريات، سواء على مستوى الفريق أو الفرد.

لمحبّي رياضة كرة القدم، والدوري الأقوى والأشهر في العالم، وهو الدوري الإنجليزي، فإن مباراة نادي مانشستر سيتي ونادي تشيلسي الأخيرة كانت مواجهة خاصة بين مهاجم السيتي العملاق النرويجي إرلينغ هالاند ومدافع تشيلسي، الإسباني مارك كوكوريلا، إنها مواجهة من النوع الخاص.

كوكوريلا، صاحب الشعر الغزير، قال في حديثه وهو في حالة سُكر، كما ذكرت بعض التقارير حينها، عن نجم مانشستر سيتي إرلينغ هالاند، بعد احتفال منتخب الإسبان بالفوز بلقب «يورو 2024»: «هالاند يرتجف لأن كوكوريلا قادم».

لسوء حظه سجّل هالاند هدف الافتتاح لمانشستر سيتي في فوزه 2-0 على ملعب «ستامفورد بريدج»، وكان الهدف من خطأ للاعب الإسباني نفسه، كوكوريلا!

بعد صافرة النهاية، وعندما سأل الصحافي، اللاعب هالاند، عن كوكوريلا، ردّ إرلينغ هالاند على غريمه الإسباني: «كوكوريلا رجل مضحك، في الموسم الماضي طلب مني قميصي، وهذا الصيف غنى أغنية عني».

هل حديثنا عن أجواء الدوري الإنجليزي، ومعارك نجومه مع بعضهم البعض؟

الحق أني أريد أن أتكئ على ذلك، للاعتبار، والحكمة ضالّة المؤمن، أنّى وجدها فهو أولى بها، حتى لو كانت بين أقدام هالاند وسيقان كوكوريلا.

العبرة هي أن تجعل كلامك أقل من أفعالك، وإن حصل ألا تتكلم حتى تفعل... فافعل، وإن حصل ألا تتكلم لا قبل ولا بعد، فهو خيرٌ وأهدى سبيلاً.

مثلاً، إذا كنت تنوي ردع وتأديب عدو غاشم، قتل ضيوفَك في عقر دارك، واغتال صفوةَ قادتك في شققهم، وقصف معسكرات أتباعك، في كل مكان، وسرق معلوماتك السرّية، فالواجب أن تردّ وتثأر، أو تعفو وتنسى، أما أن تكتفي بالويل والثبور، وعظائم الأمور، وبعض الفيديوهات التحفيزية، فذا ينقصك ولا يزيدك، ويجعل موقفك حرجاً، مثل موقف صاحب الشعر المخيف، كوكوريلا، مع المهاجم الغاشم، هالاند!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوكوريلا وهالاند وحروب الكلام كوكوريلا وهالاند وحروب الكلام



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon