هل أسباب ثورة تونس ما زالت قائمة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

هل أسباب ثورة تونس ما زالت قائمة؟

هل أسباب ثورة تونس ما زالت قائمة؟

 لبنان اليوم -

هل أسباب ثورة تونس ما زالت قائمة

مأمون فندي
بقلم: مأمون فندي


في ذكرى الثورة التونسية التي امتدت من نهاية عام 2010 إلى يناير (كانون الثاني) 2011، وأدَّت إلى هروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، يكون لزاماً علينا أن نسأل: هل الأسباب التي أدَّت بالشاب التونسي بوعزيزي إلى أن يشعل النار في جسده قد تغيرت بعد كل هذه السنين؟ وهل هذه الأسباب الكامنة يمكن أن تؤدي إلى الاضطراب ذاته الآن، في عهد الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد؟ وماذا عن بقية بلدان الربيع العربي؟ ما الذي تغير؟
حسب آخر تقارير منظمة العمل الدولية لعام 2019، فإن معدل البطالة في العالم العربي بين الشباب ارتفع خلال العقد الأخير إلى أكثر من أي مكان آخر في العالم؛ حيث تقول الدراسة إن 30 في المائة من الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير قادرين على إيجاد فرص عمل، وهذه النسبة تمثل أكثر ضعف المتوسط العالمي للبطالة. وحسب الدراسة ذاتها، فإن المحركات الاقتصادية التي أدت إلى اشتعال الحريق في الجسد السياسي العربي 2011، أصبحت أكثر شراسة؛ خصوصاً بعد موجات حركة اللاجئين الداخلية والخارجية، وإن المؤشرات الاقتصادية أسوأ مما كانت عليه في بداية الربيع العربي. فهل هذه الأسباب الكامنة قد تؤدي إلى الاضطرابات ذاتها التي شهدناها منذ عقد مضى؟
مع الأسف، الحوار السياسي في منطقتنا العربية أصبح يتعامل مع العرَض لا المرض، في زفة إعلامية إقليمية لا يمكن وصفها إلا بأنها تحتاج إلى أن تكون مسؤولة في تناولها لقضايا حاسمة في منطقتنا.
ومثل غيري، أنا مدرك أن منطقتنا العربية محاصرة بكثير من التحديات الإقليمية، مثل تعاظم الدور التركي في المنطقة، وكذلك التوغل والتغول الإيراني في البلدان العربية، ومعهما التهديد الإسرائيلي المباشر، كلها أسباب للقلق ولعدم الاستقرار، ولكن هذا لا يعني عدم الالتفات إلى المحركات الداخلية للغضب.
لقد ألقى معظمنا باللائمة على المؤامرة الخارجية في إشعال الربيع العربي، وهذه وجهة نظر أصبحت رائجة ومقبولة لدى قطاعات كبرى من مجتمعاتنا، ولكن هل كانت كذلك بالفعل؟
ما يدعوني إلى التشكيك في نظرية تفسير الثورات العربية من أسفل، هو أنها كانت التفسيرات ذاتها للثورات أو الانقلابات من أعلى. ألم يقل العرب بأن القذافي جاء بمؤامرة دولية ضد الملك إدريس السنوسي؟ ألم يقل البعض بأن ثورة أو انقلاب يوليو (تموز) 1952 كان فعلاً أميركياً بامتياز من أجل هزيمة الإنجليز في مصر وإحلال أميركا مكان إنجلترا؟ ألم يقل العرب بأن ثورة عبد الكريم قاسم في العراق كانت مخططاً أجنبياً؟ لن أتحدث هنا عن انقلابات السودان والجزائر واليمن في النصف الثاني من القرن العشرين، ولكن فسرناها على أنها نتيجة أيادٍ أجنبية خفية.
فكيف يستقيم للعقل أن الثورة من أسفل (يناير 2011 في مصر، ومن قبلها تونس، ثم بعدهما سوريا واليمن) كلها صناعات أجنبية! وأن الثورات من أعلى (أيضاً مصر والعراق وسوريا في خمسينات القرن الماضي) كانت أيضاً صناعات أجنبية!
أسئلة كثيرة يمكن إثارتها هنا، وأولها: لماذا يفسر العقل العربي أن كل ما يحدث له أو يقع عليه، هو بفعل أجنبي خارجي؛ سواء أكان انقلاباً من أعلى أو ثورة من أسفل؟
ولماذا أيضاً لا يؤمن العقل العربي بأن المحركات الأساسية لحياته هي بفعل عوامل داخلية لا خارجية؟ هل وصل العقل العربي إلى نقطة يرى فيها أنه عقل عقيم غير قادر على التغيير؟
ظني أن ما يحدث في عالمنا العربي تحركه محركات داخلية في المقام الأول، وإن كان هناك توافق بين رغبات الداخل في التغيير والخارج فهي من وجهة نظري مجرد مصادفة تاريخية، وإن التغيير محلي في الأساس. ونحن نقترب من ذكرى ثورات الربيع العربي، علينا أن نتذكر وبوضوح لا لبس فيه، أن ما حدث في 2011 كان نتيجة للفقر والبطالة وسوء إدارة في الحكم، ولم تكن هناك لا مؤامرة ولا يحزنون، وإن كانت هناك مؤامرة فقد ركبت الدوافع الداخلية ولم تحركها.
الذي أحرق جسد بوعزيزي وجسد تونس هو الفقر والفجوة الاقتصادية والثقافية والسياسية، بين الأقلية الغنية والسواد الأعظم من الفقراء.
هذا الفقر وهذه البطالة وأسبابها ما زالت قائمة، ومن دون الجرأة في مواجهة الأسباب الأعمق لمشكلاتنا، ستبقى محركات الربيع العربي موجودة، وقد تنفجر هذه المرة أضعاف ما كانت عليه في عام 2011. وذلك ببساطة لأن نسبة الفقر تحديداً هي أضعاف ما كانت عليه يومها، ولكم في تونس ولبنان وغيرهما عبرة لمن يعتبر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أسباب ثورة تونس ما زالت قائمة هل أسباب ثورة تونس ما زالت قائمة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon