انفجار النظام الطائفي اللبناني
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

انفجار النظام الطائفي اللبناني

انفجار النظام الطائفي اللبناني

 لبنان اليوم -

انفجار النظام الطائفي اللبناني

رجب أبو سرية
بقلم : رجب أبو سرية

لم يشهد لبنان منذ نحو أربعين سنة، رغم حدوث مواجهات عسكرية خلال تلك الفترة مع إسرائيل، كارثة كالتي وقعت الأسبوع الماضي، وراح ضحيتها نحو مائتي قتيل، ونحو خمسة آلاف جريح، إضافة لعدد من المفقودين تحت الركام، والأخطر هو تشريد نحو ثلاثمائة ألف شخص، فيما بلغت الخسائر في بلد يعاني أصلا من أزمة اقتصادية حادة نحو عشرة مليارات من الدولارات، لذا كانت ردود الفعل الداخلية والخارجية على نحو سواء، صاخبة، برز هنا بالخصوص سفر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على وجه السرعة الى بيروت، للوقوف عن كثب على حقيقة ما جرى، ثم تنظيمه مؤتمرا دوليا لمساعدة لبنان على الخروج من المحنة.

بقدر ما كانت مثيرة للغرابة مطالبة عشرات الآلاف من اللبنانيين، بمن فيهم فنانون مشهورون، بعودة الاستعمار الفرنسي للبنان، إلا ان الواقعة تذكر ما يحظى به لبنان من "اهتمام فرنسي" لم ينته أو يتوقف منذ انسحاب فرنسا منه العام 1943، ذلك أن فرنسا الاستعمارية في ذلك الوقت شأنها شأن الاستعمار البريطاني، لم تخرج إلا وكانت تبقي على أسباب التوتر والصراع الداخلي والخارجي للإبقاء على خيوط البلد العربي بيدها، كان ذلك من خلال ضرب العلاقة الوثيقة بين لبنان العربي ومحيطه، خاصة سورية التي سلخت منها لواء الإسكندرون ومنحته لتركيا، ثم وضعت أساس النظام الطائفي في لبنان، للإبقاء أولا على امتياز الطائفة المسيحية، المارونية خاصة، وثانيا على نظام يمكن وصفه بأنه كونفدرالية طائفية لنخبة الأغنياء من الإقطاعيين، ثم الأثرياء.

وفعلا لعب النظام الطائفي لاحقا، وعبر تاريخ دولة لبنان ما بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي دورا في محاربة نظام التحرر العربي، حيث وقعت حرب عبد الناصر ــــ كميل شمعون العام 1958، ثم بعد نحو عقدين، من ذلك الزمان، وبمراكمة العداء للنظام القومي بما فيه السوري، ومن ثم المقاومة الفلسطينية، اندلاع الحرب الأهلية، بحجة استقلال لبنان وسيادته تجاه كل ما يخص ما هو عربي، مقابل انفتاحه على الغرب، وحتى على إسرائيل وان كان بشكل خفي، ظهر جليا في اجتياح الجنوب ومن ثم بيروت من قبل إسرائيل في عامي 78، 82.

في حقيقة الأمر وبعد مرور ما يقارب ثمانين سنة، تغيرت الأحوال كثيرا، خاصة على الصعيد الديموغرافي، ولم يعد ممكنا مع تطور العصر والعالم، أن تبقى صيغة 1943 للنظام الطائفي ممكنة، وهي صيغة قاربتها الولايات المتحدة في العراق بعد أن احتلته العام 2003، حيث عجزت تلك الصيغة، ليس فقط عن إعادة العراق لماضيه الكريم، ولكن عن كبح جماح الانفصال الكردي، وتحطيم الأطر والعلاقات الطائفية، بتقريب الدولة من الصيغة العصرية، أي الدولة المدنية، لذا فإن الفساد الذي استشرى في نظام الحكم اللبناني، على الأرجح هو السبب الحقيقي في حدوث كارثة بيروت الأسبوع الماضي.

لا شك بأن السياسة تلعب هنا في المياه المتعكرة، فما كما روج له من قبل الانعزاليون والشعبويون، من ان مشاكل لبنان سببها وجود المقاومة الفلسطينية، فإن أبواق الغرب الاستعماري، يحاولون، اليوم، ان يعلقوا مشاكله على مشجب "حزب الله"، والحقيقة ان الإعلاء من شأن الانتماء الطائفي، يجعل من التدخل الخارجي أمرا ممكنا، نظرا لأن العلاقات الطائفية عابرة للحدود الوطنية، ومتجاوزة لقوانين البلاد، ومن يبيح لنفسه التدخل في شأن غيره، عليه ان يقبل بنفس الدافع تدخل الآخرين أيضا.

المهم ان الشعب اللبناني بات يدرك حجم وطأة النظام الطائفي على كاهله، وهو حين يخرج للشارع، يندد بنخبة الحكم من كل الأطياف والمراجع الطائفية، يدرك أن الفجوة هي بين الشعب وأركان الحكم، وبين الأغنياء والفقراء، وان الفساد لا يستثني أحدا، من نخبة الموارنة والسنة والشيعة، وان التغيير يجب ألا يكون شكليا ولا مؤقتا ولا حتى مرحليا، ويجب الا يتوقف عند حدود إجراء انتخابات عامة مبكرة.

لقد اقترب ماكرون مع ذلك من جوهر المشكلة، حين تحدث عن ضرورة تغيير النظام، وهنا ينشأ السؤال الحقيقي وهو يتعلق بطبيعة ذلك التغيير، الذي لا بد ان يتماشى مع طبيعة العصر، ويتجاوز الطائفية ونظامها المعمول به منذ 1943، بحيث يصبح للبنان نظام حكم برلماني كامل، وفق نظام الدائرة الواحدة، ولا يحدد طبيعة الانتماء الطائفي لرئيسه او لرئيس وزرائه ورئيس برلمانه.

بل لا بد من إلغاء بند الطائفية من البطاقة الشخصية، والحد من السلطة الدينية وتدخلها ليس في الشأن السياسي فقط، بل وحتى في الشأن المدني، بحيث يسمح النظام الجديد المدني بإقامة التداخل والتزاوج بين أبناء الشعب الواحد، ولا يمنع التزاوج والتداخل بين أبناء الطوائف، وبهذا يتوحد الشعب ويستقل ويحكم نفسه بنفسه، لا أن يعود الاستعمار الى حكمه والتحكم به مجددا، لا بشكل مباشر ولا عبر نخبة حكم موالية او تابعة او حتى عميلة لهذا الطرف او ذاك في الخارج اللبناني.

بمقدور لبنان حين يتجاوز نظامه الطائفي ان يعود ليمثل نموذجا يحتذى به في التعايش الطائفي، لدى الشعوب العربية، فما انطلق الربيع العربي، إلا ليرسي نظاما عصريا مدنيا ديمقراطيا، لا ليحدث انقلابا هنا او هناك يطيح بهذا ويأتي بذاك، ولا يغير من جوهر الاستبداد شيئا.

وحتى يبقى لبنان بلدا عربيا، محبوبا، ليس مطلوبا منه أن يتحول فرنسيا او إيرانيا، بل أن يفتح أبواب التعايش على قاعدة المساواة بين كل أفراد الشعب، وأن يقيم نظاما ديمقراطيا شعبيا، بديلا لنظام النخب الطائفي الحالي، ثم أن ينفتح على محيطه الشعبي العربي، فمعركة أو حرب الشعوب العربية كلها، أولا ضد الاحتلال الأجنبي بذكرياته المؤلمة، وبحضوره الإسرائيلي البغيض، وثانيا ضد الاستبداد والتمييز عبر أنظمة منحازة بل معبرة عن مصالح الأغنياء، حرب الشعوب العربية كلها ومنها اللبناني، ضد الاستبداد وحجز النمو الاقتصادي خاصة، من أجل بناء مجتمعات الرفاهية الحديثة، والانخراط في العصر الحديث بشكل إيجابي، مشارك.

قد يهمك أيضا : 

  «حماس» تتوارى عن الأنظار

التطرف في مهب الريح

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفجار النظام الطائفي اللبناني انفجار النظام الطائفي اللبناني



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon