إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة

 لبنان اليوم -

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة

بقلم : رجب أبو سرية

رغم ما حدث من إزعاج للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وهو يزور كنيسة الصلاحية والمسجد الأقصى في القدس والذي ذكرنا بما حدث مع سلفه الراحل الرئيس جاك شيراك عام 1995، ورغم أنه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حرصا على إحداث حالة من التوازن في زيارتيهما ضمن حشد من زعماء الدول لإسرائيل بمناسبة المحرقة، إن كان لجهة زيارة رام الله وبيت لحم، أو لجهة زيارة الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، إلا أن حضور أو مشاركة أكثر من أربعين دولة ممثلة برؤسائها أو رؤساء حكوماتها لإسرائيل يعتبر إنجازاً سياسياً لدولة الاحتلال، تسعى دون شك لاستثماره في محاولتها "تبييض" احتلالها لأرض دولة فلسطين، كما يظهر أيضاً بأن إسرائيل ليست دولة منبوذة تماماً، وأن "تراخي" حائط الصد العربي، وما حدث فيه من اختراقات تطبيعية إسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، قد أتى أكله، وحقق لها وهي محكومة بأسوأ حكومة بل بأكثر حكوماتها تطرفاً، وكذلك في ظل تعنتها وإغلاقها أبواب السلام في وجه الشعب الفلسطيني.
رغم ذلك، فإن من ينظر إلى الأفق لما هو أبعد من أنفه، عليه أن لا يتطير، وأن لا يظن بأن "الخراب" قد وقع، فممثلو أربعين دولة يتذكرون المحرقة ويظهرون تعاطفهم مع الضحايا، ولو أن اللقاء كان في نيويورك أو وارسو، لربما كان الحضور أكثر وكان الاهتمام أبعد، كذلك التعاطف مع الضحايا اليهود الذين قتلوا على أيدي النازية في الحرب العالمية الثانية، لا يعني بأن إسرائيل هي الوريث الشرعي لتراث هؤلاء الضحايا، وإن كانت هي تعد نفسها دولة يهودية، فليست كل دولة مسلمة من حقها أن تتحدث باسم ضحايا مسلمين سقطوا في مكان ما، كذلك ليس من حق دولة مسيحية، أن تتحدث باعتبارها صاحبة الحق وحتى الشعور الإنساني الخاص بضحايا مسيحيين سقطوا ضحية استبداد أو مجازر في مكان ما.
أولاً لا بد من ملاحظة بأن معظم الحضور هم من الدول الأوروبية إضافة إلى أميركا بالطبع، وهذا مبعثه أن الأوروبيين الذين حدثت المحرقة على أرضهم، ما زالوا يشعرون بالذنب بدرجات متفاوتة تجاه تلك الواقعة، لذا فإنهم تعاطفوا كثيراً مع دولة إسرائيل لدرجة عدّ فيها البعض وعد بلفور نفسه جزءاً من هذا، لذا فإنه في محاولة ترتيب الجهد السياسي رداً على هذا الحشد الدولي، لا بد من ملاحظة هذا الأمر وبأبعاده دون تجاهله ودون المبالغة في حجمه بتضخيمه.
وفي منطق السياسة لا بد من لحظ التوظيف السياسي وأبعاده، فالدرس الذي قدمه ماكرون وبوتين يقول إن الإقرار بوجود إسرائيل في حدود آمنة لا يعني الشد على يدها كدولة محتلة، وحين يحدث هذا في لحظة ما، فإنه يكون بسبب إدارة غير رادعة للمعركة السياسية من الجانب المقابل لإسرائيل.
والمنطق الذي لا بد من الاستناد عليه هنا، يكمن في الإجابة على السؤال: هل يحق لضحية ما أن تمارس بحق غيرها ما فعله بها الجلاد في زمن سابق؟ وإن كان هذا ممكناً، فإن الكوارث التي تحدث بفعل البشر الأشرار ستستمر إلى ما لا نهاية.
وقد سجل التاريخ بحق إسرائيل نفسها واقعة النكبة وما تخللها وما تلاها من مجازر جماعية بحق الفلسطينيين، كذلك فإن أهم درس لابد من تذكير البشرية به، هو أن كل عمليات الإبادة العرقية بحق البشر، إنما حدثت في ظل الحروب الكونية والإقليمية، وبدوافع ونوازع السيطرة ونفي الآخر، لذا فإن خلاص البشرية يكمن في منع الحروب ونشر ثقافة التعايش بين البشر، وليس بالاستمرار في اتباع سياسة التفوق العرقي، وفرض القهر والاستعمار من قبل دول قوية عسكريا، كما هو حال إسرائيل اليوم.
كذلك لا بد من القول إنه لا يستوي ولا يقنع التعاطف الإنساني مع ضحية دون إظهار نفس الشعور تجاه ضحية أخرى، فكل البشر سواء، وعلى هذا الكوكب لا بد أن يعيش وأن يتعايش الجميع في ظل مساواة وعدالة سياسية واجتماعية لا تفرق بين أسود وابيض، بين يهودي ومسلم، مسيحي أو بوذي.
المهم هو أن تجد إسرائيل من داخلها أولاً، ومن بين أصدقائها ثانياً، من يأخذ بيدها لتخرج من إسار عقدة الرهاب، وتقطع حبل العلاقة بين التعاطف الإنساني والتوظيف السياسي لذكرى الضحايا، لأن في ذلك فقط خلاصها، لا أن تجد من يشد على يدها، خاصة في احتلالها وفي سياستها لفرض ذاتها بمنطقها الاحتلالي على الآخرين، لأن المشكلة دائماً ليست في البشر، بل في بعضهم وبالتحديد في النظام الذي يقيمونه، فإن كان قائماً على أساس العدالة، حقق الأمن والسلام، وإن كان غير ذلك حقق لشعبه ولغيرهم الحروب والكوارث، وأهم ما في الأمر هو الذهاب بالحاضر لمنع حدوث كوارث أخرى بحق اليهود والمسلمين وكل البشر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon