إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة

 لبنان اليوم -

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة

بقلم : رجب أبو سرية

رغم ما حدث من إزعاج للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وهو يزور كنيسة الصلاحية والمسجد الأقصى في القدس والذي ذكرنا بما حدث مع سلفه الراحل الرئيس جاك شيراك عام 1995، ورغم أنه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حرصا على إحداث حالة من التوازن في زيارتيهما ضمن حشد من زعماء الدول لإسرائيل بمناسبة المحرقة، إن كان لجهة زيارة رام الله وبيت لحم، أو لجهة زيارة الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، إلا أن حضور أو مشاركة أكثر من أربعين دولة ممثلة برؤسائها أو رؤساء حكوماتها لإسرائيل يعتبر إنجازاً سياسياً لدولة الاحتلال، تسعى دون شك لاستثماره في محاولتها "تبييض" احتلالها لأرض دولة فلسطين، كما يظهر أيضاً بأن إسرائيل ليست دولة منبوذة تماماً، وأن "تراخي" حائط الصد العربي، وما حدث فيه من اختراقات تطبيعية إسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، قد أتى أكله، وحقق لها وهي محكومة بأسوأ حكومة بل بأكثر حكوماتها تطرفاً، وكذلك في ظل تعنتها وإغلاقها أبواب السلام في وجه الشعب الفلسطيني.
رغم ذلك، فإن من ينظر إلى الأفق لما هو أبعد من أنفه، عليه أن لا يتطير، وأن لا يظن بأن "الخراب" قد وقع، فممثلو أربعين دولة يتذكرون المحرقة ويظهرون تعاطفهم مع الضحايا، ولو أن اللقاء كان في نيويورك أو وارسو، لربما كان الحضور أكثر وكان الاهتمام أبعد، كذلك التعاطف مع الضحايا اليهود الذين قتلوا على أيدي النازية في الحرب العالمية الثانية، لا يعني بأن إسرائيل هي الوريث الشرعي لتراث هؤلاء الضحايا، وإن كانت هي تعد نفسها دولة يهودية، فليست كل دولة مسلمة من حقها أن تتحدث باسم ضحايا مسلمين سقطوا في مكان ما، كذلك ليس من حق دولة مسيحية، أن تتحدث باعتبارها صاحبة الحق وحتى الشعور الإنساني الخاص بضحايا مسيحيين سقطوا ضحية استبداد أو مجازر في مكان ما.
أولاً لا بد من ملاحظة بأن معظم الحضور هم من الدول الأوروبية إضافة إلى أميركا بالطبع، وهذا مبعثه أن الأوروبيين الذين حدثت المحرقة على أرضهم، ما زالوا يشعرون بالذنب بدرجات متفاوتة تجاه تلك الواقعة، لذا فإنهم تعاطفوا كثيراً مع دولة إسرائيل لدرجة عدّ فيها البعض وعد بلفور نفسه جزءاً من هذا، لذا فإنه في محاولة ترتيب الجهد السياسي رداً على هذا الحشد الدولي، لا بد من ملاحظة هذا الأمر وبأبعاده دون تجاهله ودون المبالغة في حجمه بتضخيمه.
وفي منطق السياسة لا بد من لحظ التوظيف السياسي وأبعاده، فالدرس الذي قدمه ماكرون وبوتين يقول إن الإقرار بوجود إسرائيل في حدود آمنة لا يعني الشد على يدها كدولة محتلة، وحين يحدث هذا في لحظة ما، فإنه يكون بسبب إدارة غير رادعة للمعركة السياسية من الجانب المقابل لإسرائيل.
والمنطق الذي لا بد من الاستناد عليه هنا، يكمن في الإجابة على السؤال: هل يحق لضحية ما أن تمارس بحق غيرها ما فعله بها الجلاد في زمن سابق؟ وإن كان هذا ممكناً، فإن الكوارث التي تحدث بفعل البشر الأشرار ستستمر إلى ما لا نهاية.
وقد سجل التاريخ بحق إسرائيل نفسها واقعة النكبة وما تخللها وما تلاها من مجازر جماعية بحق الفلسطينيين، كذلك فإن أهم درس لابد من تذكير البشرية به، هو أن كل عمليات الإبادة العرقية بحق البشر، إنما حدثت في ظل الحروب الكونية والإقليمية، وبدوافع ونوازع السيطرة ونفي الآخر، لذا فإن خلاص البشرية يكمن في منع الحروب ونشر ثقافة التعايش بين البشر، وليس بالاستمرار في اتباع سياسة التفوق العرقي، وفرض القهر والاستعمار من قبل دول قوية عسكريا، كما هو حال إسرائيل اليوم.
كذلك لا بد من القول إنه لا يستوي ولا يقنع التعاطف الإنساني مع ضحية دون إظهار نفس الشعور تجاه ضحية أخرى، فكل البشر سواء، وعلى هذا الكوكب لا بد أن يعيش وأن يتعايش الجميع في ظل مساواة وعدالة سياسية واجتماعية لا تفرق بين أسود وابيض، بين يهودي ومسلم، مسيحي أو بوذي.
المهم هو أن تجد إسرائيل من داخلها أولاً، ومن بين أصدقائها ثانياً، من يأخذ بيدها لتخرج من إسار عقدة الرهاب، وتقطع حبل العلاقة بين التعاطف الإنساني والتوظيف السياسي لذكرى الضحايا، لأن في ذلك فقط خلاصها، لا أن تجد من يشد على يدها، خاصة في احتلالها وفي سياستها لفرض ذاتها بمنطقها الاحتلالي على الآخرين، لأن المشكلة دائماً ليست في البشر، بل في بعضهم وبالتحديد في النظام الذي يقيمونه، فإن كان قائماً على أساس العدالة، حقق الأمن والسلام، وإن كان غير ذلك حقق لشعبه ولغيرهم الحروب والكوارث، وأهم ما في الأمر هو الذهاب بالحاضر لمنع حدوث كوارث أخرى بحق اليهود والمسلمين وكل البشر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon