إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة
وزارة الخارجية الهولندية تستدعي السفير الإسرائيلي في لاهاي لمناقشة الوضع المتدهور في قطاع غزة نتنياهو يؤكد أن إسرائيل عازمة على القضاء على حماس وملتزمة بإعادة جميع الأسرى رجب طيب أردوغان يتهم المعارضة التركية بالوقوف أمام تحقيقات فساد إمام أوغلو تركيا تنفي التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء آلية لمنع الاشتباك بين الجانبين في سوريا منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 90% من الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين سوء تغذية وزارة الصحة اللبنانية تعلن عن مقتل سوريين في غارة إسرائيلية على طريق الدردارة الخيام جنوبي البلاد الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بالتحقيق في قتل إسرائيل لمسعفين في غزة ساوثهامبتون الإنجليزي يفسخ عقد مدربه الكرواتي إيفان يوريتش عقب تأكد هبوط الفريق إلىإلى "التشامبيونشيب" ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 211 شهيداً صحفياً منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع نقابة الصحفيين الفلسطينية تدين مذبحة مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
أخر الأخبار

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة

 لبنان اليوم -

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة

بقلم : رجب أبو سرية

رغم ما حدث من إزعاج للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وهو يزور كنيسة الصلاحية والمسجد الأقصى في القدس والذي ذكرنا بما حدث مع سلفه الراحل الرئيس جاك شيراك عام 1995، ورغم أنه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حرصا على إحداث حالة من التوازن في زيارتيهما ضمن حشد من زعماء الدول لإسرائيل بمناسبة المحرقة، إن كان لجهة زيارة رام الله وبيت لحم، أو لجهة زيارة الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، إلا أن حضور أو مشاركة أكثر من أربعين دولة ممثلة برؤسائها أو رؤساء حكوماتها لإسرائيل يعتبر إنجازاً سياسياً لدولة الاحتلال، تسعى دون شك لاستثماره في محاولتها "تبييض" احتلالها لأرض دولة فلسطين، كما يظهر أيضاً بأن إسرائيل ليست دولة منبوذة تماماً، وأن "تراخي" حائط الصد العربي، وما حدث فيه من اختراقات تطبيعية إسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، قد أتى أكله، وحقق لها وهي محكومة بأسوأ حكومة بل بأكثر حكوماتها تطرفاً، وكذلك في ظل تعنتها وإغلاقها أبواب السلام في وجه الشعب الفلسطيني.
رغم ذلك، فإن من ينظر إلى الأفق لما هو أبعد من أنفه، عليه أن لا يتطير، وأن لا يظن بأن "الخراب" قد وقع، فممثلو أربعين دولة يتذكرون المحرقة ويظهرون تعاطفهم مع الضحايا، ولو أن اللقاء كان في نيويورك أو وارسو، لربما كان الحضور أكثر وكان الاهتمام أبعد، كذلك التعاطف مع الضحايا اليهود الذين قتلوا على أيدي النازية في الحرب العالمية الثانية، لا يعني بأن إسرائيل هي الوريث الشرعي لتراث هؤلاء الضحايا، وإن كانت هي تعد نفسها دولة يهودية، فليست كل دولة مسلمة من حقها أن تتحدث باسم ضحايا مسلمين سقطوا في مكان ما، كذلك ليس من حق دولة مسيحية، أن تتحدث باعتبارها صاحبة الحق وحتى الشعور الإنساني الخاص بضحايا مسيحيين سقطوا ضحية استبداد أو مجازر في مكان ما.
أولاً لا بد من ملاحظة بأن معظم الحضور هم من الدول الأوروبية إضافة إلى أميركا بالطبع، وهذا مبعثه أن الأوروبيين الذين حدثت المحرقة على أرضهم، ما زالوا يشعرون بالذنب بدرجات متفاوتة تجاه تلك الواقعة، لذا فإنهم تعاطفوا كثيراً مع دولة إسرائيل لدرجة عدّ فيها البعض وعد بلفور نفسه جزءاً من هذا، لذا فإنه في محاولة ترتيب الجهد السياسي رداً على هذا الحشد الدولي، لا بد من ملاحظة هذا الأمر وبأبعاده دون تجاهله ودون المبالغة في حجمه بتضخيمه.
وفي منطق السياسة لا بد من لحظ التوظيف السياسي وأبعاده، فالدرس الذي قدمه ماكرون وبوتين يقول إن الإقرار بوجود إسرائيل في حدود آمنة لا يعني الشد على يدها كدولة محتلة، وحين يحدث هذا في لحظة ما، فإنه يكون بسبب إدارة غير رادعة للمعركة السياسية من الجانب المقابل لإسرائيل.
والمنطق الذي لا بد من الاستناد عليه هنا، يكمن في الإجابة على السؤال: هل يحق لضحية ما أن تمارس بحق غيرها ما فعله بها الجلاد في زمن سابق؟ وإن كان هذا ممكناً، فإن الكوارث التي تحدث بفعل البشر الأشرار ستستمر إلى ما لا نهاية.
وقد سجل التاريخ بحق إسرائيل نفسها واقعة النكبة وما تخللها وما تلاها من مجازر جماعية بحق الفلسطينيين، كذلك فإن أهم درس لابد من تذكير البشرية به، هو أن كل عمليات الإبادة العرقية بحق البشر، إنما حدثت في ظل الحروب الكونية والإقليمية، وبدوافع ونوازع السيطرة ونفي الآخر، لذا فإن خلاص البشرية يكمن في منع الحروب ونشر ثقافة التعايش بين البشر، وليس بالاستمرار في اتباع سياسة التفوق العرقي، وفرض القهر والاستعمار من قبل دول قوية عسكريا، كما هو حال إسرائيل اليوم.
كذلك لا بد من القول إنه لا يستوي ولا يقنع التعاطف الإنساني مع ضحية دون إظهار نفس الشعور تجاه ضحية أخرى، فكل البشر سواء، وعلى هذا الكوكب لا بد أن يعيش وأن يتعايش الجميع في ظل مساواة وعدالة سياسية واجتماعية لا تفرق بين أسود وابيض، بين يهودي ومسلم، مسيحي أو بوذي.
المهم هو أن تجد إسرائيل من داخلها أولاً، ومن بين أصدقائها ثانياً، من يأخذ بيدها لتخرج من إسار عقدة الرهاب، وتقطع حبل العلاقة بين التعاطف الإنساني والتوظيف السياسي لذكرى الضحايا، لأن في ذلك فقط خلاصها، لا أن تجد من يشد على يدها، خاصة في احتلالها وفي سياستها لفرض ذاتها بمنطقها الاحتلالي على الآخرين، لأن المشكلة دائماً ليست في البشر، بل في بعضهم وبالتحديد في النظام الذي يقيمونه، فإن كان قائماً على أساس العدالة، حقق الأمن والسلام، وإن كان غير ذلك حقق لشعبه ولغيرهم الحروب والكوارث، وأهم ما في الأمر هو الذهاب بالحاضر لمنع حدوث كوارث أخرى بحق اليهود والمسلمين وكل البشر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات محتشمة بلمسات الريش وألوان ربيعية تزين إطلالات النجمات

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 00:13 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 13:59 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 13:52 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

خبير بريطاني يعلن عن اكتشاف "خنافس غامضة" عمرها 4000 عام

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 21:41 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

تسريحات شعر قصير للعروس في 2022

GMT 23:54 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

المغربي حمد الله يفوز بجائزة الأفضل في شهر آذار

GMT 11:21 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أبرز اتجاهات الموضة لفساتين السهرة هذا الموسم

GMT 20:32 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

خطوات بسيطة للعناية بالشعر الأسود

GMT 23:34 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

إلغاء ماراثون برلين 2020 بسبب كوفيد-19
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon