الوجه الجديد للأزمة الأميركية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الوجه الجديد للأزمة الأميركية

الوجه الجديد للأزمة الأميركية

 لبنان اليوم -

الوجه الجديد للأزمة الأميركية

عبد المجيد سويلم
بقلم : عبد المجيد سويلم

تتهاوى الدعاوى التي رفعتها حملة الرئيس ترامب واحدة تلو الأخرى، وانتقلت المقارعة من الدائرة القانونية إلى الدائرة السياسية، بعد خسارة هذه الحملة لكل الادعاءات الترامبية في جورجيا وبنسلفانيا وميتشغان وغيرها وغيرها.

وجوهر الانتقال من «المشاغلة» القانونية، والتي ليست أكثر من شراء وقت، ومن محاولة إلهاء ـ كما كتبنا قبل ذلك ـ للوصول إلى الصلب السياسي، أو العمق السياسي المستهدف من قبل الرئيس وحملته، وهو الوجه الجديد للأزمة في الولايات المتحدة.

مع هذا الانتقال الذي يتسارع في الواقع، لم تعد المسألة مجرد «قبول» ترامب بالنتائج من عدمه، وذلك لأن ترامب لن يقبل أبداً بهذه النتائج، وهو لا يحتاج إلى من يدفعه إلى عدم القبول، لأنه هو الذي يقود ويتزعم هذا الموقف، وإنما المسألة هي أن الرئيس ترامب، المنتهية ولايته يريد أن يزجّ بالحزب الجمهوري إلى معمعان معركة سياسية، وليست قانونية فقط، أو لنقل يريد أن يتغطى بالمسألة القانونية لتحويل الصراع إلى صراع سياسي مفتوح.

وبتحويل الصراع إلى صراع سياسي مفتوح فإن على الحزب الجمهوري أن يتخلى بالكامل عن كل المعطيات القانونية، وعن الكثير من الأسس والأعراف والمرتكزات الدستورية التي تؤمّن تماسك المسألة الديمقراطية، بل وتماسك النظام السياسي الأميركي برمّته.
هنا نحن أمام عدة احتمالات بقدر ما يتعلق الأمر بالمعطيات المتوفرة حتى هذه اللحظة.

فإذا انساق الحزب الجمهوري بأغلبيته المؤثرة إلى المربع الترامبي فإن صراعاً سينفجر على نطاق واسع، وغير مسبوق، وبما لا يكرس حالة الشرخ العميقة في المجتمع الأميركي فحسب، وإنما ـ وهذا هو الأخطر ـ الوصول إلى شارعين أميركيين متصادمين، وبالوسائل التي لا يمكن التكهن بمدى سلميتها وانضباطها للمعايير «الديمقراطية» المعتادة أو المعهودة.

هذا الاحتمال هو الأضعف والأبعد عن الوقوع، وبالرغم من عدم إمكانية استبعاده كليا إلا أن خطورته الشاملة والكبيرة على السلم الاجتماعي هي ما يرجّح عدم وقوعه، أو بالأحرى الوقوع في شركه.

أما إذا انقسم الحزب الجمهوري بين مؤيد ومعارض للرئيس ترامب، بعد أن استنفد كل فرصه القانونية فإن تبعات ذلك ستكون وخيمة على الحزب نفسه أولاً، وعلى السلم الاجتماعي بدرجة أقل، وأقل كثيراً من ما كان سيكون عليه الأمر لو أنه تم جر كامل الحزب إلى المربع المذكور آنفاً.

أهم التبعات المباشرة لانقسام الحزب الجمهوري سيكون على الأغلب خسارة الحزب لمجلس الشيوخ بعد أن خسر مجلس النواب، وبعد أن تكرست خسارته للرئاسة الأميركية.
أما التبعات المتوسطة فهي أن الواقع الأميركي سيتغير بصورة كبيرة مع وجود حزبين جمهوريين أو أكثر، ومع احتمال انحيازات «جمهورية» إلى الحزب الديمقراطي، ومع احتمال إعادة تشكيل الخارطة السياسية في الولايات المتحدة كلها على المدى الأبعد.

وفي هذه الحالة وأمام احتمال من هذا القبيل يمكن أن نتصور ظهور فاشية مكشوفة قوامها الجناح الترامبي الصلب في الحزب الجمهوري ومنظمات يمينية متطرفة، أشبه في تركيبتها وفي أفكارها، وفي سلوكياتها «السياسية» بالعصابات المسلّحة والأقرب إلى الميليشيات التي شهدتها الفترة النازية في ألمانيا والفترة الفاشية في إيطاليا، وفي بلدان أخرى.
أما الاحتمال الثالث فهو أن لا يسلم الرئيس ترامب بنتائج الانتخابات، وأن يجبر على مغادرة البيت الأبيض، وأن يعتبر نفسه ضحية لمؤامرة داخلية قام بها الحزب الديمقراطي بالتواطؤ مع مؤسسات الدولة العميقة «بتزوير» الانتخابابت أولاً، و»سرقة» البيت الأبيض منه، لكي يحضر نفسه للانتخابات القادمة في العام 2024، ليس بصفته مهزوماً، وإنما بصفته رئيساً تمت الإطاحة به «بانقلاب» سياسي مدبّر.

هذه الصورة يحتاجها ترامب كي لا يشعر بالهزيمة، أو كي يصور لأنصاره وأتباعه أنه ما زال قوياً وصلباً وقادراً على العودة إلى البيت الأبيض، ولكي يبقي على الزخم الذي رافق هذه الانتخابات.
هذا الزخم بالذات هو موضوع كبير بحد ذاته.

فبالرغم من كل أخطائه وخطاياه، ومن كل العبث الذي مارس به سياساته وأفكاره وقناعاته، ومن كل الأعمال المعيبة التي أقدم عليها، ومن الحماقات التي تحولت إلى «نهج» مميز وخاص به شخصياً، وكل ما يتمتع به من مواصفات فريدة على مستوى البعد النفسي لمسلكياته من ثأرية وانتقامية وعنجهية، ومن ارتجالات طائشة إلا أنه في نهاية المطاف حصل على ما يزيد على سبعين مليون صوت.

حالة الاستقطاب والتحشيد في أعلى معدلاتها، والتوتر السياسي وحتى الاجتماعي وصل إلى ذروته في المجتمع الأميركي مع هذه الانتخابات، والرئيس ترامب لا يريد أن يفقد هذا الزخم، وهو لا يستطيع أن يحافظ على هذا الزخم، إلا إذا أبدى «صلابةً واستبسالاً» من نوع معين في الدفاع عنه، ولا طريق أمامه في الوصول إلى ذلك سوى الظهور بمظهر الضحية «لمؤامرة» كبيرة اشتركت وشاركت بها قوى داخلية جبّارة.. هكذا يعتقد ترامب، وهكذا يفكر باستثمار هذا الزخم.

باختصار ليس هناك من فرصة ـ كما أرى ـ أن يتنازل ترامب عن السلطة، لا بطيب خاطر ولا بطريقة حضارية كما جرت العادة في الولايات المتحدة على مدى عقود وعقود طويلة، وكما هي عليه بروتوكولات تداول السلطة في معظم بلدان الديمقراطية الراسخة.

الفرصة الوحيدة القائمة، وهي ما زالت مجرد احتمال من بين احتمالات أخرى، أكثر خطراً من هذا الاحتمال هي «إرغام» ترامب على التنازل، ورفضه المطلق للاعتراف بالهزيمة، والتظاهر بمظهر من انتزعت منه السلطة عنوةً، وبانقلاب داخلي مزعوم.

أما الحقيقة المغيّبة في كل هذا المعمعان فهي أن العالم يهرب ويتهرب من الإجابة عن السؤال التالي:
هل ندرك معنى ومغزى أن أكثر من اثنين وسبعين مليونا صوتوا لترامب، وعقليته وأيديولوجيته، وكل أنواع الأعمال الحمقاء والخرقاء التي تميزت بها سياسته؟
هل المسألة مجرد لحظة عابرة في مرحلة متوترة ومشدودة، وفي سياقات سياسية استقطابية حادة، أم أن البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية الأميركية قد وصلت إلى حدود المأزق التاريخي الذي سيولد، إما الانفجار أو صعود الفاشية؟

عندما يصوت أكثر من سبعين مليون أميركي لخيارات كالتي طبعت مسار السياسة الأميركية في السنوات الترامبية الأربع الأخيرة، فهل هذا مجرد مصادفات خاصة، أم أنه «اتجاه» على أعلى درجات الأهمية والخطورة في أكبر وأقوى بلدان هذا العالم.

وإذا أجبر ترامب على التنازل اليوم فهل سيستطيع أحد بعد اليوم وقف مسار هذا الاتجاه، وإذا تمكنت الدولة العميقة من وقفه اليوم فهل سنتمكن من وقفه في المستقبل؟ أليس هذا هو السؤال الأهم والاستنتاج الأهم؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجه الجديد للأزمة الأميركية الوجه الجديد للأزمة الأميركية



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon