أتكون صدفة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

أتكون صدفة؟

أتكون صدفة؟

 لبنان اليوم -

أتكون صدفة

عبد المجيد سويلم
بقلم - عبد المجيد سويلم

عندما كنتُ يافعاً واظبتُ على قراءة مكسيم غورغي. بالنسبة لي كانت تلك المرحلة هي بداية التعرّف على الأدب الروسي، وعلى الأفكار «الثورية» التي زخر بها ذلك الأدب العظيم.
حماسة جيلنا للأدب الروسي في ذلك الوقت ترافقت مع ما كان يدور في أذهاننا من تطلعات، ومع ما كنّا نشعر به من توق للمعرفة والتعلم واكتساب الخبرات.
كانت كتابات مكسيم غورغي مفعمةً بالأمل في مستقبل أفضل، بالرغم من كل البؤس الذي عكسته هذه الكتابات عن الواقع الروسي قبل الثورة.
لم أكن أعرف شيئاً عن «غوغول» قبل أن أقرأ مكسيم غورغي، وذُهلت بروايته العظيمة «المعطف».
كان غورغي ـ وهذا ما لفت انتباهي بصورة خاصة ـ قد قال؛ إننا ـ ويقصد الأدباء الروس ـ كلنا قد خرجنا من «معطف» غوغول...، وأعترف الآن أنني فهمتُ نفسية البرجوازي الصغير من تلك الرواية أفضل من عشرات الكتب التي قرأتها عنها.
من بين أعمال مكسيم غورغي التي انحفرت في ذاكرتي مؤلّفه «طفولتي»، والذي عدت إليه عدة مرات، وتمعّنت في كل ما انطوى عليه من شقاء وحرمان وذكاء، ومازالت سرديته في طفولتي من أحبّ ما قرأت على قلبي حتى اليوم.
لم أعد أذكر أين قرأت لغورغي ملاحظةً لم تغادرني أبداً، ومازالت تنبضُ في تلابيب ذهنيتي النفسية والمشاعرية على هيئة انطباع، تحوّل مع الزمن إلى نوع من «العقدة» النفسية، أو العقدة الذهنية إذا جاز التعبير.
وأصبحتُ أستحضر هذه الانطباع، العقدة، وصرتُ أعتبرها جزءاً من «أدواتي» الخاصة والخفيّة في التعرف على الناس، وفي «التنسيج» الاجتماعي معهم.
ملاحظة غورغي كانت أن كل شخص إنما يشبه أحد أنواع الطيور.
منذ ذلك اليوم، وإلى يومنا هذا وأنا أُحاول جهدي كلما تعرّفتُ على شخص جديد، أو شاهدته حتى ولو على خشبة المسرح، أو في فيلم سينمائي، أو مسلسل تلفزيوني، قريباً أو بعيداً، رأيته في مجال عمل أو نشاط اجتماعي، أو حتى بالصدفة... أحاول جهدي أن أجد الطير الذي يشبه هذا الشخص.
كان هذا الجهد مرهقاً أحياناً، وكثيراً ما كنت ألجأ إلى الموسوعات العلمية للطيور علّني أجد ذلك الشبه.
في المراحل الأولى، ولعدة سنوات طويلة، ودون أن أجد لنفسي تفسيراً مقنعاً أو منطقياً كان ذلك الشبه يقتصر على الذكور دون الإناث.
لم أكن أعاني إلى حينه من جهد البحث عن علاقة التشابه «الغامضة» بين الطير والأنثى.
أما في المراحل اللاحقة، وعندما أصبحتُ شاباً وليس من أولوياتي في الحياة مجرّد القراءة والتعرف على الأدب والسياسة والفكر الثوري وإنما العلاقات الاجتماعية المزدحمة، فقد زادت أعبائي وتضاعفت مجهوداتي، وتوسعت دائرة البحث والتفتيش لدي بعد أن أصبحت أربط بين الطير والإناث.
كان البحث أحياناً أقرب إلى التنقيب، وأصبحت أعاني بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
كان لا بدّ أن أجد حلاً.
لم يكن الحل في انتهاء هذه المعادلة، أو اختفائها ـ لأن هذا كان مستحيلاً كما دلّت التجربة، وإنما محاولة التخفيف عن وطأة هذا الانشغال الغريب، وهذا الاستحضار الأغرب.
استقرت علاقتي بهذا «الانطباع» فيما بعد عند موازنة جديدة، بحيث لا أستطيع الاستغناء عنه، ولكن دون أن أُمكّنه مني، ودون أن «أسمح» له بتخطي الموضوعية التي أُحاول من خلالها التعامل مع الآخرين.
لكنني في الأيام الأخيرة، ورغماً عني، وفي هذه الأيام من بعد العودة إلى النفس في يوميات الـ «كورونا» المتدحرجة، عدت إلى ذلك الانطباع، أو ربما أن الانطباع قد عاد ليضغط عليّ من جديد.
في هذه المرة لم أشعر بعبء العودة في الحالتين، إن لم نقل بأنني سعيد بها.
 عدنا، الانطباع وأنا، إلى بعضنا بشدة وأنا أحدّق في بعض وجوه أولئك الذين رفضوا أن يدفنوا الطبيبة المصرية في تراب بلدتها «خوفاً» من انتقال العدوى إليهم. ذُهل كل من هو إنسان وهو يتابع هذا الفصل المأساوي في حياة وممات تلك الطبيبة الشجاعة.
التنكر بأبشع الصور، والإجحاف والقسوة والنذالة التي يمكن أن تصل بأحد إلى هذه الدرجة من الخسّة والغدر والخيانة، هنا تجاوزت كل الحدود.
لا أدري لماذا قفز إلى ذهني مباشرةً وأنا أجهد في التحديق إلى وجوههم كيف أنهم يشبهون الخفافيش، المتهمة بنقل فيروس الـ «كورونا» إلى الإنسان.
نعم. إنهم يشبهون الخفافيش.
أيكون صدفةً أم ماذا؟
مثل هؤلاء موجودون في كل مكان.
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أتكون صدفة أتكون صدفة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon