في بعض أبعاد سيكولوجية الهلع
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

في بعض أبعاد سيكولوجية الهلع

في بعض أبعاد سيكولوجية الهلع

 لبنان اليوم -

في بعض أبعاد سيكولوجية الهلع

عبد المجيد سويلم
بقلم : عبد المجيد سويلم

عند الحديث عن الأخطار الحقيقية لفيروس «كورونا»، يحتاج الأمر إلى رأي الخبراء وذوي الاختصاص، وإلى رأي كبار العلماء الذين لهم الباع الطويل في البحث العلمي المخبري، وإلى الخبرة المتراكمة في تتبع دورات نشوء وتطور دورة حياة هذه الفيروسات.

كما يحتاج الأمر بكل تأكيد إلى نتائج مراقبة ما يُعرف بالطفرات التي تطرأ على مسار تطورها.
في مطلق الأحوال فإن العلماء وذوي الاختصاص وكبار الأطباء هم وحدهم من يستطيع الحديث عن ظهور هذه الفيروسات، وسرعة انتشارها، ووسائل هذا الانتشار، وغيرها من المسائل العلمية.
أما حالة الهلع والخوف والهياج وهستيريا القلق والتوتر، وتحول هذه الحالة إلى حالة عامة لا يشذّ عنها أي بلد أو قطاع أو منطقة ـ إلا ما ندر ـ فهي من صنع الإعلام ومن صنع دوائر بعينها في مراكز قرار هذه الدوائر.
لوحظ منذ البداية أن ظهور الفيروس في الصين قد أعطى لأصحاب هذه المؤسسات الإعلامية العملاقة «فرصة» نادرة «لتسييس» هذا المرض بصورة ملتوية وغير مباشرة، وبصورة مباشرة أحياناً.
فقد عزت هذه الدوائر وبما يشبه «التأكيد» أسباب ظهور هذا المرض إلى الثقافة الصينية، وخصوصاً في مجال الأكل، وأمعنت هذه الدوائر في تصوير المأكولات الصينية وكأنها السبب الوحيد الذي يفسّر هذا الحدث الجلل.
العلم وحده هو الذي سيتكفل بالإجابة عن هذه «الفرضية» المتسرّعة، لكن وسائل الإعلام لم يرق لها انتظار موقف العلم، وتصرفت وكأنّ كل تكهن أصبح بمثابة مسلّمة ثابتة.
تُرى لو أن هذا المرض كان قد ظهر في الولايات المتحدة أو بريطانيا فهل كانت هذه الدوائر ستروّج لخطورته كما تم الترويج لهذه الأخطار بسبب ظهور الفيروس في الصين؟!
أحد الجوانب الهزلية لهذا التسييس هو ما تم ترويجه فيما يشبه الحملة المنظمة من أن ظهور هذا المرض في الصين قد جاء في ضوء «قمع» الصين للمسلمين هناك، أي كعقاب إلهي لها.
صحيح أن هذه الأطروحة قد انهارت بسرعة، وصحيح أن مروّجي هذه الأطروحة وكل مواقعهم تعرضت لنكسة على مستوى المصداقية، إلاّ أن «الكسب» الآني أو المؤقت، أو اللحظي في كثير من الأحيان يعتبر سابقة إعلامية، و»انتصارا» مزيّفا يبحثون عنه بأي وسيلة مهما كانت خسيسة.
بعد بدء تفشي المرض في إيران عادت وانتعشت نظرية الحرب البيولوجية، لكن سرعان ما أن انهارت هذه الأطروحة، أيضاً، بعد أن بدأ المرض بالانتقال إلى المراكز الرأسمالية الكبرى في الغرب.
فقد وصل انتشار المرض في إيطاليا إلى حدود الكارثة الوطنية، وهو يزداد انتشاراً في فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة نفسها.
وانهارت، أيضاً، نظرية أن إسرائيل تقف وراء نشر هذا الفيروس بعد أن وصلت الإصابات إلى إسرائيل، وبعد أن ثبتت استحالة منع انتشار هذا المرض في أي بلدٍ في العالم.
ثم عادت وانتشرت «نظريات» جديدة حول علاقة المرض بالتكنولوجيا الحديثة، وخصوصاً الموجات الكهرومغناطيسية للـ (G5) وبعض التطبيقات المرتبطة بهذه التقنية.
أما الحديث عن الوقاية والعلاج والتي تحولت إلى هوس جماعي، أيضاً، فقد أشعلت ومهّدت لانتشار أطروحات جديدة حول دور شركات الأدوية العالمية، بما في ذلك تفسير ظهور هذا المرض وكأنه حرب لبيع بعض أنواع الأدوية والمضادات والكمّامات وغيرها من الأطروحات الأقرب إلى الخيال والتحليق البعيد.
أما الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والغرب من جهة وبين صعود الاقتصاد الصيني من جهة أخرى فقد احتلّت ومنذ البداية مساحة واسعة ليس بين «أنصار» النشر المهووس عَبر وسائل التواصل الاجتماعي بما هبّ ودبّ، وبما يزيف ويضلل ويزوّر الواقع بكل صلافة وغباء، وإنما بين أوساط كثيرة من المحسوبين على المعرفة والثقافة والمتابعة الجدية للمعلومات والأطروحات الجادة.
فقد أعيد «التأكيد» على أن الصين نفسها هي من اخترع هذا المرض، وأنها ضحّت بعدة آلاف من شعبها حتى يتسنّى لها شراء الشركات الأجنبية في الصين، والتي تعمل في مجالات التكنولوجيا بأبخس الأسعار عند درجة معينة من تفشي المرض وعندما تنزل أسعار أسهم هذه الشركات إلى أدنى الحدود الممكنة!، باعتبار أن هذه الشركات مملوكة للغرب.
باختصار، تعامل «الإعلام» مع ظاهرة «كورونا» بالتهويل والابتعاد عن العلم، والترويج بأخطار صحية كاذبة، وبنظريات وأطروحات مؤامراتية، ودون إتاحة الفرصة أو المساحة للعقل والواقعية، ودون إعطاء العلم المساحة التي يحتاجها في مثل هذه الحالة الطارئة.
وباختصار، أيضاً، فإن إعادة التوعية بحقيقة المرض وأبعاده وآثاره هي الوقاية الأهم ضده، وضد كل ما يمكن أن ينتج عنه من آثار وخسائر وتفاعلات.
هذا هو المستوى الأول والأهم للوقاية. هذا أولاً، أما ثانياً، فإن علينا أن نعرف أن البلد الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع أن يحاصر هذا المرض هو الصين، والصين فقط، أما باقي البلدان الغربية الكبرى فهي تستطيع التفاعل معه من زاوية توفير أعلى مستوى ممكن من البنية المادية للصحة، في نفس الوقت الذي تحاول فيه الحدّ من انتشاره.
في إيطاليا الأمور خرجت عن السيطرة، ولا أرى أي إمكانية للخروج من «الدوّامة الإيطالية» إلاّ بجهود دولية متضافرة بما في ذلك الخبرة الصينية نفسها.
البلدان الفقيرة ـ مثلنا ـ ليس لديها سوى تشديد الإجراءات لأن البنية لا تحتمل الانتشار على الإطلاق، ولهذا فإن أشد أنواع الإجراءات هي الحل الوحيد ولا يوجد أي حلول أخرى.
يجب ألا نخاف من الإجراءات الوقائية والاحترازية، لأن أي استهتار على هذا الصعيد يعني أن ننتظر كوارث لسنا بمستوى التعامل معها، كلما شددنا الإجراءات والتحوّطات أمّنا أنفسنا ومجتمعنا، وعلينا أن نتحمل معاً هذه المسؤولية، وهي مسؤولية وطنية من الدرجة الأولى، وهي مسؤولية جماعية وأصبح العمل التطوعي ضرورياً وملحّاً وفي منتهى الأهمية.
وعلى كل حزب سياسي وحركة اجتماعية وأهلية أن تعتبر هذه المعركة اليوم المعركة الوطنية الأولى مباشرة.
المجتمع المتكافل هو الذي يعيد نشر الوعي الوطني والعلمي والتصدي لحروب الشائعات ونشر الخزعبلات.
لا يوجد دواء أو حل قريب للقضاء على الفيروس، ويستحيل إيجاده قبل اكتمال دورة الشتاء، وربما الشهور الأولى من الصيف.
ليست المشكلة في عدد الوفيات، فهي قليلة جداً على كل حال بالمقارنة مع أمراض وأوبئة أخرى، وإنما المشكلة في الانتشار، ومن هنا فإن الحدّ من الانتشار هو مربط الفرس، وخصوصاً في حالة بلدٍ مثل فلسطين.
إذا حاصرنا الانتشار ـ وسنحاصره ـ نكون قد عبرنا إلى برّ الأمان بإمكانيات بسيطة وبما يشبه البطولة.
ممنوع التراخي مهما كان، والمطلوب تشدّد صارم في الإجراءات. والواجب الوطني اليوم هو التفاف الشعب حول الإجراءات والعمل بكل الإمكانيات من أجل إنجاحها.
التوعية هي السلاح السحري لعدم تحويل الإجراءات إلى هلع.
وهنا يكمن الإبداع.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في بعض أبعاد سيكولوجية الهلع في بعض أبعاد سيكولوجية الهلع



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon