عـن عـلاج الـزوجـة الـمـريـضـة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عـن عـلاج الـزوجـة الـمـريـضـة

عـن عـلاج الـزوجـة الـمـريـضـة

 لبنان اليوم -

عـن عـلاج الـزوجـة الـمـريـضـة

عبد الغني سلامة
بقلم :عبد الغني سلامة

في دراسة فقهية أعدها الباحث جاسر العاصي، ونال بموجبها شهادة الماجستير من الجامعة الإسلامية بغزة (2007)، وحملت عنوان «نفقة الزوجة في الفقه الإسلامي»، خلُص الباحث بموجبها إلى استنتاجات خطيرة ومثيرة يؤكد أنها موثقة ومستقاة من أمهات الكتب المتخصصة في الفقه الإسلامي. سأقتبس من الرسالة النصوص التالية كما جاءت بالضبط:

«اتفق الفقهاء الأربعة على أن نفقة الزوجة تشمل المأكل والملبس والسكن، ولا تشمل أجرة الطبيب، وأجرة الحجامة، وغير ذلك من مستلزمات إصلاح البدن». (ص6). «عدم وجوب النفقة على الزوجة الطفلة». (ص9). «المرأة بطبيعتها الشرعية والعُرفية محبوسة لمصلحة الزوج بعقد النكاح، ولتربية الأولاد ورعايتهم». (ص11). «الزوج عندما ينفق على زوجته وأبنائه يكون من المحسنين، وتحتسب عند الله صدقة». (ص12). «النفقة جاءت لرعاية ضَعف المرأة واحتباسها لمصلحة الزوج؛ فالرجل يعمل خارج البيت، والمرأة في البيت: توفر له الراحة، وتكفيه تربية الأولاد وتجهيز الطعام، وغيرها من الحاجات، فيكون بذلك التكافل. والنفقة حق مالي للزوجة في مقابل التمكين من الاستمتاع، ولا يُعلم منها التمكين من عدمه إلا بدعوتها زوجها للوطء». (ص72). «المحتضِر غير قادر على الاستمتاع بزوجته من شدة المرض، فلا يُفرض عليه نفقة دون مقابل». (ص 73). «عدم فرض نفقة مواد الزينة للزوجة، والاكتفاء بمواد التنظيف». (ص102). «عدم وجوب العلاج للزوجة المريضة». (ص118). «أجرة القابلة على الزوجة، وتكون على الزوج إذا كان هو من استدعاها». (ص121). «عدم وجوب النفقة لها إذا بلغ بها المرض إلى الحد الذي لا ينتفع بها زوجها بوجه من الوجوه». (ص180). «سقوط نفقة الزوجة المحبوسة، ولو ظُلما». «سقوط نفقة الزوجة بسبب سفرها إلى الحج». «سقوط نفقة الزوجة بخروجها للعمل». «سقوط نفقة الزوجة بامتناعها عن السفر مع زوجها». (ص193).
الدراسة تتضمن الكثير من التفصيلات والمسائل الفقهية، وقال الباحث: إنه حرص على توثيق مصادره بدقة من كتب الأئمة الأربعة، وخلاصة الدراسة أن قانون الأحوال الشخصية الفلسطيني يتماشى مع معظم المسائل الفقهية التي فصّلها الكاتب في رسالته، وأهمها:
الزوج غير ملزَم بدفع نفقة لزوجته إذا مرضت، أو إذا اشتد عليها (أو عليه) المرض للدرجة التي لا يعود بمقدور الزوج ممارسة الجنس مع زوجته، وإذا سافرت للحج، أو خرجت للعمل، أو امتنعت عن السفر مع زوجها. وأيضاً: عدم وجوب النفقة على الزوجة الطفلة. والنفقة لا تشمل مواد الزينة، ولا أجرة القابلة.
كنتُ أرغب بالتعليق على كل بند، ولكن، لأن المقال لا يتسع للشرح المستفيض، سأكتفي ببعض الملاحظات:
من الواضح أن بعض الفقهاء فهموا الزواج على أنه «عقد»، مثل عقود البيع والشراء، بل هو عقد «نكاح»، يدفع الزوج ما عليه من مهر ونفقة مقابل استمتاعه «جنسياً» بزوجته، ومقابل منحِهِ الأولاد وتربيتهم، وتوفير الراحة والطعام له، وتلبية حاجاته... فإذا ما عجزت الزوجة لأي سبب من الأسباب عن القيام بهذه المهام، فإن الزوج حينها يكون معفياً من النفقة عليها، وطبعاً بوسعه اللجوء للطلاق، أو الزواج من أخرى... هنا نجد العلاقة قائمة على المصلحة والمنفعة، فإذا انتفت المنفعة اختل العقد، وبذلك يتم تفريغ العلاقة الزوجية من البعد العاطفي والإنساني.
ويعلّق الداعية الإسلامي عمرو خالد  على هذا الموضوع على صفحته الرسمية، قائلاً: «اتفق الفقهاء على وجوب النفقة للزوجة، إلا أنهم اختلفوا في تعيين صفاتها؛ وقد حَصَرَها جمهور الفقهاء في الطعام، والشراب، والكسوة، والسكن، والخادم، ولم يجعلوا منها نفقة العلاج من دواءٍ وأجرة الطبيب ونحوها».
يقول الفقهاء شيئاً لا علاقة له بالآية الكريمة «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً». (الروم21). فسبحانه عرَّف لنا الزواج بأنه اقتران وسُكنى قائم على المودة والرحمة، أي على الحُب والعطف.. وهو حُب مشترك متبادَل (بَيْنَكُمْ). كما أنّ الرسول الكريم ضرب أروع الأمثلة في حب زوجاته وتعامله معهن.. لكن الفقهاء فسروا الأمر انطلاقاً من موروثهم الثقافي، ومن البيئة الصحراوية التي أنتجته.
قديماً، كانت العرب تنظر للمرأة نظرة دونية، لا ترى فيها سوى أنها إناءٌ للمتعة الجنسية، وأنها مجرد وَلود ومرضع ومربية وخادمة للذكر (الزوج والأب والأخ).. وهي امتداد للثقافات الأقدم (الفارسية والرومانية واليهودية والكنسية)، وكل المحاولات الإصلاحية التي جاء بها الإسلام محاها هؤلاء الفقهاء، واستبدلوها بمنظومة تشريعات متزمتة، تضع المرأة في مكانة دونية (جارية وسبيّة وملحقة بالذكر)، فجاءت تشريعاتهم المتعلقة بالزواج منسجمة تماماً مع هذه النظرة.
وقديماً أيضاً، كانت المرأة محجوبة في منزلها، فإذا مرضت عليها أن تتحمل أوجاعها بمفردها، فإما أن تشفى من تلقاء نفسها، وإما أن تموت، حيث كان يُحرَّم على الطبيب أن يكشف عليها، أو يلمس جسدها، وقد برر الرجال فعلتهم هذه بذريعة الشرف، لكن تبين أن الموضوع أبعد من ذلك؛ فالمرأة نفسها كان ممنوعاً عليها أن تعمل بالطب، وإذا عملت به، اتُهِمت بالسحر والشعوذة، وفي أوروبا (القروسطية) كانت الكنيسة تعدم النساء بتهمة التداوي بالأعشاب.
وحتى نفهم الموضوع بصورة واقعية، لنتخيل امرأة أصيبت بمرض معين، أقعدها الفراش، فصارت عاجزة عن القيام بخدمة زوجها، أو أصيبت بالكورونا مثلاً، ولزم حجرها، وهنا نجد الزوج يتخلى عنها، ويرفض علاجها، لأنه غير ملزم بنفقتها، (والفقهاء لن يلوموه على ذلك)!! وهذا الموقف السلبي يتناقض مع القرآن، الذي يقول «وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً»؟ فأين ذهب الفقهاء بالمودة والرحمة؟ ويتعارض مع منهج النبي القائم على المحبة والتعاضد؛ بل هو موقف في منتهى القسوة، ويتناقض مع الإنسانية والحس الإنساني، فالوحوش نفسها لا تفعل ذلك.
هذا الفهم المغلوط للزواج يختزل المرأة ببُعدها الجسدي فقط، وينفي عنها (وعن العلاقة الزوجية) أي بُعد روحي، أو عاطفي، أو إنساني، ويجعل من الزواج مجرد عقد إذعاني يستمتع فيه الرجل بكل امتيازاته، وتُحرم فيه المرأة من أبسط حقوقها (العلاج)، وتنزع عنها صفتها الإنسانية. بل يهبط بها إلى مرتبة أدنى من الحيوانات؛ لأن الحيوانات تعطف على بعضها.
هذا ما يحدث حين  نلغي إنسانيتنا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عـن عـلاج الـزوجـة الـمـريـضـة عـن عـلاج الـزوجـة الـمـريـضـة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon