اقتباس من «إبراهيم ملحم»

اقتباس من «إبراهيم ملحم»

اقتباس من «إبراهيم ملحم»

 لبنان اليوم -

اقتباس من «إبراهيم ملحم»

غسان زقطان
بقلم : غسان زقطان

سأقتبس تعبيرا استخدمه الناطق الإعلامي باسم الحكومة "إبراهيم ملحم" في لقاء إعلامي بالأمس: "إننا نحارب الشائعة بالمعلومة، ونضخ المعلومات لنعقم مكامن الشائعات"، تعقيم مصادر الشائعات وبؤرها وملاحقة مطلقيها، كان أحد أهم إنجازات الأسابيع الأخيرة لتحرك وزارة اشتية في برنامجها النشيط لمواجهة انتشار "الكورونا" في الضفة الغربية، ويمكن إضافته الى جانب الجدية في تطبيق الإجراءات المعلن عنها من قبل الجهاز الصحي والأجهزة الأمنية، رغم بعض الاختراقات، والمتابعة التي يمكن ملاحظتها بوضوح في مزاج الرضا الذي يعم أغلبية الناس تجاه طريقة تعامل السلطة مع الوضع الاستثنائي، وخروجها من منطقة الانتظار وردة الفعل نحو المبادرة.

الأهم هنا هو تفاعل الأغلبية مع هذه الإجراءات من جهة، والدور الرقابي العفوي المتبادل الذي نشأ خلال الأيام الأخيرة بين الجهات التنفيذية الرسمية والفعاليات المجتمعية، ويمكن هنا أن نضيف التعلم من الأخطاء ومراكمة الخبرة والإصغاء للملاحظات وملء الفراغات في الأداء، كل هذا انعكس بوضوح على الثقة، وهي الأرضية الضرورية لمتابعة وتعزيز السيطرة على انتشار الفيروس وانتقاله من منطقة الى أخرى.
لعل نقطة الضعف الرئيسية، وهو أمر يمكن تفهمه في الأيام الأولى، تركزت في مدى ملاءمة وتهيئة وجاهزية مناطق الحجر الصحي لاستقبال المصابين، ومستوى الخدمات الصحية والنفسية التي توفرت في بعضها، والذي يمكن تجاوزه بقليل من المتابعة.
تراجعت الشائعات أمام الحقائق، وتحول بيان الناطق الرسمي باسم الحكومة الى المصدر الأكثر ثقة والمرجعية التي تعتمدها غرف التحرير في المواقع الإعلامية.
هذا إنجاز يحسب للقائمين عليه، ومثال يمكن أن يتبع في مختلف القضايا التي تهم الناس، في السياسة والاقتصاد والصحة والثقافة.
يرغب الجميع تقريبا بالحصول على الاهتمام، ولكن ترتفع هذه الرغبة لدى البعض خاصة أولئك الذين يواصلون التذمر من كل شيء وتصيد وتأليف أخطاء الآخرين، في حالة عدم توفرها، مقابل تزجية المديح لأنفسهم، وتتضاعف هذه النزعة أمام الفرص غير المحدودة التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي، والسهولة التي يمكن الحصول بها على "الاهتمام" وإرضاء تلك الرغبة، وتوفر قياس هذا الاهتمام من خلال احتساب أرقام الإعجاب والتعليقات، وهي رغبة شرهة يصعب إشباعها أو السيطرة عليها، وتتغذى على تحريك المخاوف وتأكيدها ومنحها أسبابا للظهور قبل أن تتداخل مع الحقائق وتختلط مع النسيج وتتحول الى أحد مصادر السلوك الاجتماعي، شيء يشبه عملية "غسيل الأموال"، بحيث تتعدد المصادر ومحطات النقل ونوعية البضاعة.
هذا أمر يمكن ملاحظته بسهولة في مختلف مناحي الحياة، الثقافة والسياسة، ويتغذى عبر التطرف في إبداء الرأي والخطاب، وتوجيه الاتهامات وتعزيزها بمعلومات خاطئة في الغالب، نزعة مرضية تسبب الأذى والفوضى وتفتقر للبراءة.
مثل هذا المقال قد تتسبب به استعارة ذكية في خطاب رسمي مثل "تعقيم مصادر الشائعات بالمعلومة".
حسنا، ها أنا أجد نفسي متورطا تماما في مديح الحكومة، ونجاعة إجراءاتها في مواجهة "الكورونا"، وهو أمر لا ينبغي أن يحدث كثيرا.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتباس من «إبراهيم ملحم» اقتباس من «إبراهيم ملحم»



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon