تأملات في عالم متغيّر 8
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

تأملات في عالم متغيّر (8)

تأملات في عالم متغيّر (8)

 لبنان اليوم -

تأملات في عالم متغيّر 8

حسن خضر
بقلم - حسن خضر

توقفنا، في مقالة سبقت، عند «البربرية» الآسيوية، وكيف أصبح مَنْ برّر مجيئه بحماية الحضارة الغربية منها حامياً لها. وفي هذا ما يأخذنا، اليوم، إلى موضوع رأس المال الرمزي والأخلاقي لمشروع دولة لليهود، وإلى استنتاج مزدوج مفاده أن افتضاح أمر الحامي من ناحية، واحتمال أن يشكّل مصدر تهديد للحضارة التي «تطوّع» لحمايتها من ناحية ثانية، سيؤدي في نهاية الأمر إلى نضوب الرصيد الأخلاقي والرمزي للمشروع ودولته.
ويصعب، في الواقع، التقدّم في بلورة فرضية كهذه دون العودة قليلاً إلى الوراء. فقد فشل العرب والفلسطينيون، بوتائر مختلفة، في إدراك أن رأس المال الرمزي والأخلاقي لمشروع دولة لليهود كان وافراً، ومتوفراً، في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، والهولوكوست، على نحو خاص، وقبل هذا التاريخ بعقود كثيرة، أيضاً، وأن هذه الذخيرة كانت من العوامل الحاسمة في تمكين المشروع الصهيوني من النجاح، وتزويد دولته، بعد قيامها، بأسباب البقاء. بمعنى أكثر مباشرة: يحتاج الأمر إلى ما هو أكثر، وأبعد، من مؤامرة إمبريالية، أو غيرها، لإنشاء دولة لليهود في فلسطين.
وربما نجم الفشل عن ميل الإنسان، في الصراعات القومية الكبرى، إلى تجريد الأعداء من كل رصيد رمزي وأخلاقي مُحتمل، وما أدراك إذا كان هؤلاء، منظوراً إليهم بأعين ضحاياهم، جزءاً من ظاهرة الكولونيالية، الغربية، أيضاً، التي قطعت للعرب وعوداً كاذبة في الحرب العالمية الأولى، واقتسمت بعدها بلادهم. ومع ذلك، ثمة ما يُبرر الاعتراف بوجود أرصدة رمزية وأخلاقية (بصرف النظر عن مضامينها) لمشروع دولة لليهود، واستحالة نقدها ونقضها برواية بديلة دون رصيد رمزي وأخلاقي مضاد.
وبهذا المعنى، في كل نقد محتمل «لعبء الرجل الأبيض»، مثلاً، ما لا يفضح التهافت الرمزي والأخلاقي لرواية الكولونيالية عن نفسها وحسب، بل وما يشكل مصدراً جديداً لإغناء رواية ضحاياها عنها وعن أنفسهم، أيضاً. وهذا درس لنا، ففي كل محاولة «للكلام» عن إسرائيل، بلغة السياسة والعلوم الإنسانية، ما يجب أن ينطوي، مباشرة أو مداورة، وبالضرورة، على محاولة لإنشاء رواية مضادة، وللاستثمار في، والرهان على، رأس مال رمزي وأخلاقي بديل. لا حياد، ولا حياء.
على أي حال، لا يسمح ما تبقى من مساحة بالاستطراد. لذا، تكفي الإشارة إلى ملاحظة إدوارد سعيد في «مسألة فلسطين» بشأن لغة ودلالات ودوافع وعد بلفور، مثلاً. فما قيمة تلك الكتلة البشرية الغامضة من العرب، في آسيا الغربية، في ذهن إمبريالي بريطاني، في مطلع القرن الماضي، إذا ما قورنت بالحضور التاريخي والديني لليهود والمسألة اليهودية، وحتى بفلسطين نفسها، في المخيال الغربي. ومن «محاسن الصدف» أن هذا ينسجم، أيضاً، مع اقتسام أملاك السلطان العثماني «رجل أوروبا المريض»، وحماية قناة السويس، ودرّة التاج البريطاني في الهند.
المهم، ولأسباب وثيقة الصلة بموضوعنا، أن ما تكلمنا عنه من فشل زوّد اليمين القومي والديني، العربي والفلسطيني، بعدة شغل كاملة من المفردات، والتصوّرات، والخردوات الأيديولوجية المحلية والمستوردة، التي دارت، وما زالت تدور، في فلك تلفيقات مُبتذلة من نوع «بروتوكولات حكماء صهيون» (التي جاءت إلى العالم العربي مع ضباط مكتب المستعمرات البريطاني في الحرب العالمية الأولى)، وتُضفي، بالتالي، صفات شبه أسطورية على «مؤامرة» الصهيونية، و»دهاء» اليهود.
وقد بلغ الفشل، وما زالت أصداؤه مسموعة حتى الآن، في منابر الإسلام السياسي، وغيره من القوى المحافظة والرجعية، قدراً مُريعاً من الشطط، بقدر ما تجلى في اتهامات ومرافعات تستهدف اليسار الماركسي والقومي، في فلسطين والعالم العربي، بوصفه لا من مُخرجات مؤامرة للاستيلاء على فلسطين وحسب، ولكن كأدوات في مؤامرة غربية ـ صليبية ـ صهيونية، يهودية ـ مسيحية ـ علمانية ـ شيوعية ـ قومية ـ ماسونية (أضف ما شئت من سمك ولبن وتمر هندي) للنيل من «الإسلام»، أيضاً.
على أي حال، لا ضرورة حتى للتدليل على ما في خلطة كهذه من خيال مجنّح. المهم أن الفشل في صيغتيه: السياسية عن المؤامرة الإمبريالية، والهذيانية عن مؤامرة النيل من «الإسلام»، لم يكن عاجزاً عن نقض ونقد رأس المال الأخلاقي والسياسي لمشروع الدولة اليهودية وحسب، بل وزوّد المراهنين، في إسرائيل والغرب، على القيمة الاستراتيجية لرأس المال هذا، بمرافعات إضافية لإقناع المواطنين الغربيين في زمن الحرب الباردة بأنهم مع «الأخيار» ضد «الأشرار».
والمفارقة، في هذا الشأن، أنه أصبح في وسعنا، الآن، الكلام عن تآكل رأس المال الرمزي والأخلاقي لمشروع الدولة اليهودية، مع ضرورة التشديد على حقيقة أن هذا التآكل لم ينجم، في الجانب الأكبر منه، عن نجاح العرب والفلسطينيين (فالقليل الذي حققه هؤلاء، في عقود سبقت، دمّرته حماس) بل نجم عن مقامرة اليمين القومي ـ الديني في إسرائيل بما تبقى من رأس المال الرمزي والأخلاقي لمشروع الدولة بطريقة تُنذر، إذا ما ستمر الحال على هذا المنوال، بنضوبه في وقت قريب.
وبقدر ما أرى، فمن الحماقة التفكير في احتمال أنه يفعل هذا دون إدراك مُسبق لما تنطوي عليه المقامرة من مخاطر وعواقب وخيمة في حال الفشل. والأرجح أنه يُقدم على مجازفة كهذه محاكاة لتجربة سبقت، ونتيجة حسابات مفادها أن موازين القوى قد تغيّرت، وتغيّرت معها قواعد اللعبة، وأن ثمة لحظة مواتية ينبغي الرهان عليها واستثمارها. وهذا ما يستحق التأمل في معالجة لاحقة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملات في عالم متغيّر 8 تأملات في عالم متغيّر 8



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon