أقصى اليمين في الغرب سلفيٌ، أيضاً
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

أقصى اليمين في الغرب سلفيٌ، أيضاً..!!

أقصى اليمين في الغرب سلفيٌ، أيضاً..!!

 لبنان اليوم -

أقصى اليمين في الغرب سلفيٌ، أيضاً

حسن خضر
بقلم : حسن خضر

استدعت مقالة سبقت استجابات متنوّعة من جانب أصدقاء وقرّاء. البعض علّق، والبعض أرسل ملاحظات بالبريد الإلكتروني، والماسينجر. وبقدر ما أرى: يتمثّل مصدر الاهتمام في خصوصية الموضوع، وصلة النسب بين فرنسي «تصوّف»، و»تأسلم»، و»تمشيخ» من ناحية، وأقصى اليمين الأوروبي والأميركي من ناحية ثانية. هذا جديد إلى حد ما، وأرجو أن نتمكن من توسيع أفق النقاش.وما يضفي على الخصوصية قدراً من الإثارة، يصعب إنكاره، أن صلة النسب، في ناحيتها الثانية، تتجلى في أيديولوجيا تبدو صاعدة في الغرب، وأن مِنْ نجومها أشخاص أقوياء، فعلاً،من نوع ستيف بانون، الذي أدار حملة ترامب الانتخابية، وتولى وظيفة المستشار الاستراتيجي في بيته الأبيض، وكذلك ألكسندر دوغين، أحد أقطاب اليمين الروسي، الذي يُقال إنه يؤثر على نظرة الكرملين إلى روسيا والعالم.

وقد تعلّق جانب كبير من الملاحظات بماهية صلة النسب، التي جعلت من الشيخ عبد الواحد مصدر إلهام لحركة أيديولوجية لمع فيها، وما زال، نجم أشخاص أقوياء كبانون ودوغين، واقترنت بتصوّرات وتأملات فلسفية تحوّلت على يد أتباع ومريدين إلى مدرسة تُعرف بالتقليدية (Traditionalism). وهذا يعني أن صلة النسب لن تتضح بصورة كافية دون الكلام عن المدرسة المذكورة.ومع ذلك، ثمة ملاحظة لن تستقيم علاقتي بالموضوع، أي حرصي على الكتابة عنه، دون تبيانها. فلم يفارقني، مثلاً، خلال قراءة كتاب تايتلباوم «حرب الأبد» الذي أوردت معلومات عنه، في مقالة الأسبوع الماضي، إحساس من رأى هذا من قبل (déjà vu). وأرجو أن يكون هذا الإحساس خاطئاً لأن دلالته مأساوية تماماً.

ففي الكتاب إشارات وإيحاءات كثيرة حول ما يكتنف سلوك أقصى اليمين الغربي من غموض، ونوايا باطنية، وتصوّرات تآمرية، واستيهامات رسولية، ودور نشر صغيرة في شوارع جانبية، وندوات تحضرها شخصيات مغمورة غريبة الأطوار، وملصقات، ومنشورات ذات عناوين غريبة، وعجيبة، تبدو هذه الأشياء، للوهلة الأولى، هامشية وغير ذات صلة، في عواصم أوروبية، ومدن وبلدات أميركية على مدار عقد مضى.ولكن هذا كله يبدو فعلاً (déjà vu) بالنسبة لعرب عاشوا في سبعينيات القرن الماضي، في عواصم عربية كثيرة، ولاحظوا المجلدات التراثية المذهبة، وشبه المجانية تقريباً، في المكتبات، ومعارض الكتب، ناهيك طبعاً عن: مِنْ «معالم على الطريق» لسيّد قطب إلى تفسير الأحلام لابن سيرين، ومِنْ «رحلتي من الشك إلى الإيمان» لمصطفى محمود إلى فتاوى ابن تيمية.

وعلاوة على هذا، كان ثمة شخصيات غريبة الأطوار، ونوايا باطنية، وتصوّرات تآمرية، واستيهامات رسولية. لم يكن الصحويون الوهابيون قد كتبوا ونشروا، بعد، سيحتاج الأمر عقداً أو أكثر من الزمن قبل إعلان انتقالهم من الهامش والاستيلاء على المتن. وكانت هذه الأشياء كلها تبدو في البداية هامشية، وغير ذات صلة، مقارنة بالمد اليساري، والقومي، في المدارس الثانوية والجامعات، وفي وسائل الإعلام، وحتى في مناهج التعليم المركزية في المثلث المصري ـ السوري ـ العراقي. وهناك في بيروت كانت الرايات حمراً، والبنادق عالية، والأحلام خضراء.

ولكن المظاهر كانت خادعة، فلم يكد عقد السبعينيات ينتهي حتى كانت الردة اليمينية، والثورة الإخوانية ـ الوهابية المضادة، قد نجحت في التسلل إلى مراكز حضرية وحضارية كبيرة، ليصبح إسقاطها والاستيلاء عليها مسألة وقت لا أكثر. من الشهادات الرائعة كتاب اللبنانية كيم غطّاس، الصادر بالإنكليزية في مطلع العام بعنوان «الموجة السوداء»، الذي يُعيد الاعتبار إلى الذاكرة، وما كانت الحواضر عليه قبل موجة كانت فعلاً سوداء.لذا، أرجو أن تمر عشرية القرن الحالي الثالثة في الغرب (الذي أعيش فيه، وأعرفه عن قرب) على خير، لأن الثورة المضادة، التي يقودها اليمين القومي والديني العنصري والفاشي، المعادي للحداثة، وحقوق الإنسان، وأنظمة وقيم الديمقراطية الليبرالية، تلوح في الأفق.

وينبغي الاعتراف أن الدلالة اللغوية لـ Traditionalism قد أسهمت في تعميق إحساس مَنْ «رأى هذا من قبل». الترجمة العربية للكلمة تعني «التقليدية»، وهذه تتسع في العربية، وحتى في الإنكليزية، لدلالات من نوع المألوف، والقديم، والرجعي، والمحافظ. وفي قاموسي أوكسفورد، ومريام ويبستر، يتم التمييز بين الكلمة بتاء صغيرة، والكلمة نفسها بتاء كبيرة. في الحالة الثانية تعني المدرسة الفلسفية، المعادية للحداثة، المعروفة في تاريخ الأفكار بهذا الاسم.

وإذا أضفنا الدلالة اللاحقة إلى تعريف تايتلباوم في «حرب الأبد» للمدرسة نفسها، بوصفها قناعة أن حكمة الحياة، والقانون الاجتماعي، أشياء اكتشفها البشر، أسلافنا، منذ عصور غابرة، وتجلّت مبعثرة في الأساطير والطقوس والديانات القديمة واللاحقة، سنكتشف أن الترجمة العربية مُضللة، فالتقليدية لا تحتمل، هنا، سوى دلالة السلفية الشائعة والمتداولة في الحقل الدلالي للعربية، وظلاله الأنطولوجية واللاهوتية.بمعنى آخر، ستتغيّر طريقة فهمنا للحركة التي يعالجها تايتلباوم، إذا حررناها من دلالة «أقصى اليمين»، فلا أحد غير المختصين بتاريخ اليمين في الفكر الغربي يفهم بصورة كافية دلالة «أقصى» و»يمين»، فالأولى قد تعني التطرّف، والثانية قد تعني عكس اليسار. وفي الحالتين ثمة الكثير من الخلط والالتباس، فلا يشبه يمين يميناً آخر إذا اختلفت الحقول اللغوية، والتجربة التاريخية. وهذا يصدق على اليسار، أيضاً.

على أي حال، أعتقد أن الدلالة الأقرب إلى الصواب في معرض الكلام عن ظاهرة بانون، و»أقصى اليمين»، الذي يراهن على ترامب في أميركا، وبولسينارو في البرازيل، وبوتين في روسيا، وأوربان في المجر، وسالفيني في إيطاليا، وغيرهم، هي السلفية. وفي صلب السلفية، هذه، فكرة الدوائر، أو الحقب، التي فكّر الشيخ عبد الواحد أنها تختزل حركة التاريخ، والزمن الدائري الذي لا يكف عن العودة إلى نقطة البداية. ولنا عودة.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

الشيخ عبد الواحد..!!

حسومات أخلاقية ومؤامرات..!!

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقصى اليمين في الغرب سلفيٌ، أيضاً أقصى اليمين في الغرب سلفيٌ، أيضاً



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon