تأملات في عالم مُتغيّر 7
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

تأملات في عالم مُتغيّر (7)

تأملات في عالم مُتغيّر (7)

 لبنان اليوم -

تأملات في عالم مُتغيّر 7

حسن خضر
بقلم - حسن خضر

نوجّه أنظارنا، اليوم، في اتجاه إسرائيل، التي برر آباء المشروع الصهيوني ضرورة وجودها، كدولة، بدور القلعة المتقدّمة لحماية الحضارة الغربية من "البربرية" الآسيوية. وربما لن نعثر، في الوقت الحاضر، على مفارقة لاذعة، وموحية، أكثر كفاءة من دلالة هذا الدور. فالحاضر لا يُفسَّر بالماضي، بل يُفسَّر الماضي بالحاضر، الذي هو مفتاحه، وسرّه.

ولا ينبغي لعاقل تجاهل ما ينطوي عليه تعبير "كالبربرية"، في هذا السياق، من عنصرية، ولا يحق له غض النظر عن حقيقة أن "البربرية" الآسيوية هي ما كان يستحق الحماية من عدوانية، ولصوصية، "الحضارة" الغربية في زمن التوسّع الكولونيالي، أي في الفترة نفسها التي صاغ فيها آباء المشروع، وسوَّقوا، مسوّغاته الأيديولوجية. وما تجدر ملاحظته أن تعبير "الآسيوية" في خطاب الكولونيالية الغربية، بالمعنى الكبير والشائع في القرن التاسع عشر، يشمل الهند والصين، بين آخرين، ولا يقتصر على المشرق العربي.
ومع ذلك، بدت فكرة القلعة المتقدّمة، في زمن الحرب الباردة، وكأنها نبوءة حققت نفسها. ومن المؤكد أن البضاعة الأيديولوجية للمشروع، بما فيه من حمولة وثيقة الصلة بتاريخ "المسألة اليهودية"، وكارثة الهولوكوست، وجدت رواجاً هائلاً في غرب ينهض من تحت أنقاض الحرب العالمية الثانية، ويسعى للتكفير عن ذنوب كثيرة.
وما أسهم في الرواج أن الديمقراطيات الغربية لم تبحث، في الشرق الأوسط، عن حلفاء يشاركونها ما تعتنق، أو تدعي، من قيم، بل عن حلفاء يشاركونها العداء "للشيوعية"، و"تصادف" أن بعض هؤلاء كانوا هم الأكثر "بربرية" على رأس كيانات أقرب إلى بقايا أركيولوجية من القرون الوسطى منها إلى نموذج الدولة الحديثة.
وقد أسهم كل ما تقدّم في تمكين الإسرائيليين من بلورة، وتسويق، مرافعات أيديولوجية قامت بدور المدفعية الثقيلة، في حرب الروايات، لتفريغ مركزية المسألة الفلسطينية من مضامينها القومية، والجيوـ سياسية في العالم العربي. وأهم مرافعتين، في هذا الشأن، أن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأن عداء الدول العربية لإسرائيل مصدره الدكتاتورية، ومحاولة الطغاة إلهاء شعوبهم بمعارك خارجية، ناهيك عن حرمانها من أبسط الحقوق. ثمة مرافعات إضافية من نوع أن الدول العربية هي التي خلقت مشكلة اللاجئين، وهناك مرافعات قديمة ـ جديدة من نوع أن عداء العرب لإسرائيل مصدره العداء للسامية.
تستحق كل مرافعة معالجة مُستقلة. ويكفي، هنا، تأمّل مرافعة أن العداء لإسرائيل مصدره الدكتاتورية، وحكم الطغاة. وبالعودة إلى ما افتتحنا به هذه المقالة عن حاضر هو مفتاح الماضي وسرّه، لا يصعب اكتشاف أن هذا التأويل الأيديولوجي، الذي ساد على مدار عقود، لمركزية المسألة الفلسطينية، في العالم العربي، يتهاوى، الآن، في كوميديا سوداء تُذكِّر الباحثين عن المفارقات اللاذعة بما يسم التاريخ من مكر، وميل إلى السخرية. فالعرب الراكضون في اتجاه إسرائيل، هذه الأيام، ليسوا طغاة وأبعد ما يكون عن الديمقراطية وحسب، بل وربما آخر ممثلي "البربرية" الآسيوية، أيضاً.
بمعنى آخر، هوية نظام الحكم لا تحظى بأولوية تفوق أهمية دور الرابطة القومية، وحركة التحرر القومي المعادية للكولونيالية، بعد الحرب العالمية الأولى، وإكراهات الجغرافيا السياسية، في تقرير مركزية المسألة الفلسطينية. والواقع، خلافاً، للمرافعة الإسرائيلية، أن الدكتاتوريات التي حاولت احتكار المركزية، والمسألة، ألحقت الضرر بهذه وتلك.
لذلك، وعلى سبيل التمثيل لا الحصر، استنجد بعض الحمقى، من المحسوبين على المعارضة السورية، بالإسرائيليين بعد اندلاع الثورة على نظام آل الأسد. ولذلك، أيضاً، لم يجد البرهان السوداني غير نتنياهو لتمكين الجيش وحلفائه من إعادة إنتاج نظام البشير.
وعلى خلفية كهذه، وبقدر ما أرى، فإن التداعيات السلبية للدكتاتورية، وأنظمة الطغاة، لا تقل، ولم تقل، ضرراً عن التداعيات الكارثية للقومية الدينية على مركزية المسألة الفلسطينية. ولا يبدو من قبيل المجازفة القول إن المركزية لن تتجلى بطريقة صحيحة إلا في ظل أنظمة ديمقراطية يملك مواطنوها الحق في التأثير على السياسة الخارجية عن طريق صناديق الاقتراع، وصناعة الرأي العام، وتحت قبّة البرلمان.
وتبقى، في هذا الصدد، نقطة بالغة الأهمية. وأعني بذلك أن وعد القلعة المتقدمة، وقد أصبحت حامياً لمَنْ نشأت لتحمي "الحضارة الغربية" من شرورهم، يتمثل، (وطالما نحن في زمن الكورونا، أي ما زلنا مشدودين إلى الحاضر) في تكريس كل ما يتجلى من سلبيات نظام عالمي كشف الوباء، في أربعة أركان الأرض، أقنعته الكاذبة.
أعني نظام الليبرالية الجديدة، الذي توحّش، وأصبح مصدر تهديد لكوكب الأرض وقاطنيه، ما عدا فئة قليلة تملّكها وهم "الفرقة الناجية". وهؤلاء هم الرابحون على حساب الشعب، وفوقه، إذا استعرنا عبارة شائعة، وعنوان كتاب لتشومسكي. وبهذا المعنى، وفيه، تبدو "الصفقة الترامبية" خارطة طريق "للفرقة الناجية".
ولا يستدعي الأمر مهارات خاصة في التحليل للقول: إننا نعيش، ونشهد، الآن وهنا، لحظة تاريخية يتضافر فيها تهاوي المرافعة عن الدكتاتورية كمصدر للمركزية، مع تبدّل الدور الوظيفي الأصلي لإسرائيل من حامية من "البربرية" إلى حامية لها، وأن هذا يحدث في ظل، وكجزء مِنْ، نظام عالمي مأزوم ومتوحّش. ولا مجازفة في القول إن في هذه اللحظة التاريخية، وما يتفاعل فيها من مكوّنات، وما سينجم عن هذا كله من ردود أفعال مُحتملة في العالم العربي، ما يعيد في وقت، قد يطول أو يقصر، صياغة مركزية المسألة الفلسطينية، والعلاقة العضوية بين كفاح العرب وكفاح الفلسطينيين، بطريقة جديدة، وما يُعيد إليها الاعتبار. ولنا في ثلاثاء مُقبل عودة.
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملات في عالم مُتغيّر 7 تأملات في عالم مُتغيّر 7



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon