في تذكّر غادة الشافعي
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

في تذكّر غادة الشافعي

في تذكّر غادة الشافعي

 لبنان اليوم -

في تذكّر غادة الشافعي

بقلم : زياد خدّاش

الذين لم يسمعوا بالشاعرة العكاوية الفلسطينية غادة الشافعي، ولم يقرؤوا لها سطراً شعرياً واحداً، يحق لملامح وجوههم أن لا تتغير حين يذكر اسمها في جلسة خاصة او في مقهى أو في مذياع، ولعيونهم ان تواصل نظرها العادي للأشياء، بإمكانهم تماماً أن يواصلوا ثرثراتهم ومشاغلهم فلن يلومهم أحد، الذين عرفوا غادة عيوناً وخطواً وابتسامات وصمتاً طويلاً وطيفاً ومفاجآت، وقرؤوا لها شعراً، وعرفوا سيرة حياتها بتحولاتها وعمقها وانقلاباتها، سيكون أمامهم خيار واحد: ان يبحثوا سريعاً عن خلوة ليمارسوا ذلك النوع من التذكر الذي يقع في منطقة ملتبسة بين الفرح والألم، في صيف 1996 نشر لغادة ديوان واحد يتيم، اسمه "المشهد يخبئ صهيلاً"، وقيل ان غادة لم تر ديوانها حتى الآن، الديوان فاجأ الحياة الثقافية الفلسطينية، التي لم تعتد على أنثى تكتب عن الوجود وعن رجل تتخذه جسراً للوصول الى حقائق الحياة وأسرارها. قبل غادة كانت الشاعرة الفلسطينية تكتب عن فواجعها الشخصية وهمها البيتي الضيق، او عن فواجع الوطن وهمومه، غادة أحدثت انقلاباً خطيراً في القصيدة الفلسطينية، لم تحتف به الثقافة الفلسطينية بما يليق بهذا الانقلاب من جمال ورشاقة وذكاء، العالم في شعر غادة هو الوطن، وجعها هو وجع الإنسان في كل مكان، الرجل كائن قريب ومطلوب لكن غادة لا تدعه واقفاً عند حدود جسده او روحه، إنها تجبره على ان يسلمها الى آفاق بعيدة وفضاءات عالية، لم تعهدها المخيلة الشعرية الفلسطينية، إنها تجره من نشوته العادية، ثم تتركه في منتصف الطريق وتطير الى كتل سحاب تنتظرها في الأفق، إنني أجزم بالقول إن الخروج عن نمط الكتابة الفلسطينية في أول التسعينيات بدأ مع غادة الشافعي وانتشر بعد ذلك في نصوص عديد من الكتاب والكاتبات، مثل سمية السوسي ويوسف القدرة ومحمود ماضي ومهيب البرغوثي ووليد الشيخ وغيرهم. وفجأة تترك غادة ديوانها، في مخازن مؤسسة بيت الشعر، تتركه دون ان تراه، دون ان تشمه او تلمسه، وتذهب الى المجهول، الى سحابها الكثيف المتحرك، لم يعد احد يرى غادة، لم تعد تكتب.
لم تعد تمشي في شارع المنارة مشيتها الدائرية، التائهة، تخلت عن الشعر لصالح طاقة شعر آخر لا يُكتب، لا يخط في كتب بل يعاش ويتنفس ويخلط مع الحواس، تكتب غادة قصيدتها الآن بعيداً عن الورق والحبر او الحاسوب او غيره من وسائل الكتابة، قصيدة العالم، المكتوبة بالتأمل والصمت والعزلة والاستنارات الداخلية العذبة، وحدها غادة تكتب الآن وتقرأ شعرها الجديد في ابتعادها الهانئ. جمهورها كائنات مختلفة داخلها، حبرها عيناها المليئتان بالله الحبيب وورقها هواء روحها البيضاء، المشهد يخبئ صهيلاً، تجربة غادة الأولى والأخيرة على الورق العادي وبحبر مطابع لا تهدأ في الهدير والثرثرة والرقص البهلواني، تعيش غادة الآن في مكان ما لا أحد يعرفه، مكان قد يكون القصيدة نفسها، القصيدة الكبرى للحياة بكل تناقضاتها وحيلها وسدودها، وغموضها.
العالم وطن روح غادة، وفلسطين معبر أو رمز ومحطة صغيرة، الله - المطلق - الجمال والنور اللامنتهي، هو هدف غادة، متى كانت قصيدة المرأة الفلسطينية الشاعرة، تمر من هذه الممرات الصعبة ؟؟ متى تخلت المرأة العربية الشاعرة عن وطنها المحدود لصالح وطن الروح والمحبة الكبيرة والطبيعة الصديقة، إنه الهروب الرائع الى الكينونة الأولى، العودة السريعة الجريئة الى وطن الجسد الأول، الحياة الأولى حيث لا لغة ولا جغرافيا ولا مؤسسات او حدود بين ذكر وأنثى، حيث الجبل يحكي والليل يغني والنهر يغضب، حيث الصرخة الأولى والركض بلا ثياب او أحذية تجاه البحيرة، في أمسيات الغابة العميقة، حيث جنسية الناس هي الإنسانية، وحيث وطنهم هو حريتهم، وحيث الأشياء مكشوفة تماماً، وطازجة تماماً، وبكر تماماً وحقيقية تماماً.
غادة: يا ابنة العالم
يا ابنة المطلق
يا ابنة القصيدة الكونية
هنيئاً لك
عالمك غير المحدد، غير المقسم
غير المصنوع.
-----
* أوّل التسعينيات ظهرت في عالم الكتابة شاعرة جميلة من عكا هزت كياننا الجسدي والأدبي نحن الأدباء الشبان، وخلخلت ثقتنا في نصوصنا هي غادة شافعي، أصدرت ديواناً واحداً وزارت رام الله مرة واحدة، ثم اختفت عن فلسطين وعن الشعر إلى الأبد

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في تذكّر غادة الشافعي في تذكّر غادة الشافعي



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon