رقص وحماقات أخرى
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

رقص و"حماقات" أخرى

رقص و"حماقات" أخرى

 لبنان اليوم -

رقص وحماقات أخرى

زياد خدّاش
بقلم - زياد خدّاش

رقصة
في صباح شتاءٍ بعيد، صعدت بنتٌ في العشرين على نصب الأسود التذكاري في رام الله، ولسببٍ ما رقصت هناك، أمام المارة. لدقائق معدودة، صفنت رام الله تلك الصفنة الغبية التي ترافقت مع (ريالة) تسايلت من زوايا الفم المفتوح، لأشهر كاملة انشغلت رام الله وتضامنت معها المدن الفلسطينية الأخرى في النفور والسخرية والفضول تجاه رقصة البنت المجهولة، (هاي وحدة ----- أكيد، لا يا زلمة هاي هبلة وجاهلة، يا جماعة احتمال اتكون بتغيظ أو بتلفت انتباه حبيبها اللي تاركها، بس يفضح عرضها ما أزكاها)، حتى هذه اللحظة وبعد سنواتٍ طويلةٍ أسمع أصواتاً خلفي تهمس في الشارع: "هون رقصت البنت المجنونة".
الذي لا يعرفه أحدٌ وأعرفه أنا وشخصان هما أبوها وشقيقها اللذان تعرفت عليهما بالصدفة لاحقاً، هو أن هذه "البنت المجنونة" كانت قد عرفت في نفس اليوم الذي رقصت فيها أنها مصابةٌ بسرطان الدم، وقررت أن تهزم المرضَ بالفرح والجنون كما قال لي شقيقها، لم تهزمه بطبيعة الحال، ولم تكن الرقصة مقنعة أو مؤهلة لطرد السرطان، ماتت "البنت المجنونة" بعد الرقصة بسنةٍ فقط.

أبو كنفوشة
عند السابعة والربع من صباح كل يومٍ، وأمام فلافل السيوري وسط رام الله تحديداً، يصيح عليَّ من بعيد شابٌ لم يُكمل عقده الثاني بعد، يهبط من سيارةٍ فيها امرأةٌ ورجلٌ يبدوان متعلمَيْن ووقورَيْن: "شو الأخبار يا أبو كنفوششةةةةةة"، يتكرر هذا الموقف معي في أماكن كثيرة، "شو الوضع يا حج؟ إحلق شعرك يا عم"، يترافق ذلك مع ضحكاتٍ وغمزٍ ولمز وحركات. أعجز عن عمل أي شيءٍ، أُسرع في المشي نحو عملي وأنا منذهلٌ من فكرة أن مراهقاً يسخر في شارعٍ عامٍ من رجلٍ كهلٍ مثلي، فقط لأن شعره طويل وغير محلوقٍ بطريقة تشبه شعر الناس.

أولاد عمي
في زمنٍ قديمٍ، شخصٌ ما تقاتل مع ابن عمٍ لي لسبب لا نعلمه، تقاذفا بالحجارة وتضاربا حتى الدم وسط المدينة، لسببٍ ما. عاد ابن عمي إلى المخيم وهو يصيح فينا: "يا ولاد عمي وينكم، في واحد ظربني قتلة، ونزل دم راسي". لن أنسى ذلك الليل الدموي، هب أبناء العمومة في المخيم، متضامنين مع ابن العم دون حتى أن يسألوا عن تفاصيل ما حدث، ركبوا حافلتين، ملؤوهما بالصياح والعصي، وانطلقوا غاضبين إلى أحد أحياء المدينة، وهناك سمعت بوضوحٍ صياح النسوة والأطفال، بعد أن هرب الرجال، وهن يحاولن تفادي حجارة أولاد عمي، بإغلاق الشبابيك، وبالصياح الاستجدائي من الأسطح. رويت هذه القصة للأصدقاء عشرات المرات، في كل مرةٍ كنت أُخفي معلومة مخجلة، وهي أنني كنت واحداً من أبناء العم البُلَهاء الذين ركبوا إحدى الحافلتين وصاحوا ولوّحوا بالعصيّ.

يا شيعي
كذبتُ على طلابي مرة، وقلت لهم، في حمّى غضبي منهم، لأنهم استغربوا، بشيءٍ من الاستهجان، وجود طالبٍ فلسطينيٍ مسيحي، حضر إلى مدرستنا بشكلٍ مؤقت: جدتي مسيحية واسمها جينيت، وزوجة أخي كلدانية من العراق، وصديقة أعز صديق عندي كردية، وجدة جدي يهوديةٌ فلسطينية، وتابعت غير كاذب هنا: وهأنذا أمامكم فلسطيني فلاح منتمٍ لجذوره ومفتخر بهويته، ومنهار أمام "المسخن" الفلسطيني، ولكن مفتوحٌ على العالم، غناءً ورسماً وأدباً وعشقاً وبحراً وأكلاً ورقصاً. أحب الموسيقى الإيطالية، وأعشق الكبة الكردية، وأهيم بالرواية اليابانية، وأجن بعيون الإيرانيات، وأتابع بلهفةٍ السينما البرازيلية.
سكت طلابي، سكنت المقاعد والمدرسة كلها، ووجم كل شيء، الممحاة والسبورة والنوافذ والستارة التي كان الريح يلعب بشعرها، بل سكتت الريح نفسها، تحمّس لكلامي طلابٌ قليلون، واحتار كثيرون، ورفضني قليلون أيضًا. في اليوم التالي، كان ولي أمر طالب يسلّم وزارة التربية ما يشبه الشكوى على أستاذ مجنون، يعلّم طلابه حب اليهود والنصارى، وفن التغزل في عيون البنات الإيرانيات (الشيعيات).
حدث ذلك في أواخر التسعينيات.
حتى الآن (وآخر مرة أمس في شارع مصلحة المياة) ما زلت أسمع أصواتاً من بعيد في المدينة تنادي عليّ:
"ايش يا شيعيييييييييييييييييييييييييي".
   

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رقص وحماقات أخرى رقص وحماقات أخرى



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon