بقلم : توفيق أبو شومر
حرَّضني، إيهود أولمرت، رئيس وزراء إسرائيل الثاني عشر أن أكتب عن، الملياردير الأميركي الصهيوني، شلدون أدلسون، بعد موته يوم، 11-1-2021م، بعد الإعلان عن هزيمة، ترامب في الانتخابات الأميركية، كان هذا الملياردير صديقا ورفيقا مقربا من، ترامب، ونتنياهو، كشف أولمرت كثيراً من الحقائق في مقاله المنشور بعد موت، شلدون أدلسون، مما جاء في المقال:
«أنا أكره كل شيءٍ يُحبه، شلدون أدلسون، لأن كل الذين ذرفوا الدموع على موت الملياردير، أدلسون، كانوا يتلقون منه الأموال، على رأسهم الحاخام الأكبر، مائير لاو، ومسؤولو جمعية، بيرث رايت الصهيونية في أميركا، الجمعية الممولة بالكامل منه، إن ثروة أدلسون هي شهرته، يفتخر بها أينما حلَّ، لأنه ولد في أسرة فقيرة، عاش في شقةٍ صغيرة، مع والديه وثلاثة إخوة، حاول بثروته شراء الولاءات، (لا الديموقراطية) وبخاصة في أميركا، ما أثَّر على ملايين المواطنين في إسرائيل والعالم، حاول شراء الرئاسة في الانتخابات الأميركية، ليكون له النفوذ، وليس لمصلحة الأميركيين، منح، ترامب مائة مليون دولار العام 2020 ولم يمنح زعيما غيره، سعى لتعزيز الانقسام في أميركا، ساهم في إفساد العلاقة بين أميركا ودول أوروبا، دعم العنصريين الأميركيين البيض، من أبرز المحرضين على إلغاء الاتفاقية النووية مع إيران، أما موقفه من إسرائيل، فقد كان من أشد المعارضين لحل الدولتين، كان مُحرضا على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، هو يُطالب بترحيل الفلسطينيين من منطقة، سي، ويتجاهل حقوقهم، أدلسون يكره اليساريين، يؤمن باليمين القومي والحارديم، على الرغم من أنه ليس متدينا، وهو يعتقد بأن على إسرائيل أن تستخدم سلاحها النووي ضد إيران».
أما سبب هجمة أولمرت على شلدون أدلسون فظهر في نهاية مقاله، حين قال: «عندما التقيتُ به بطلبٍ منه في مكتبي، ضغط عليَّ حتى لا أتنازل عن أي أرض للفلسطينيين في إطار أي اتفاق للسلام، قال لبعض مسؤولي البيت الأبيض، يجب إقالة وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، لأنها تُعادي إسرائيل، وكذلك باراك أوباما، أما عني فقد قال: يجب التخلص منه!»
للعلم فقط، فإن الملياردير، شلدون أدلسون، هو أكبر داعمي جمعيات اليمين الحريدي المتطرف في القدس، وبخاصة جمعية، عطيرت كوهانيم، وجمعية إلعاد المختصة بتزييف الآثار، وتهويد المدينة، والاستيلاء على بيوت الفلسطينيين، هو أيضاً أكبر المستثمرين في قطاع كازينوهات القمار في العالم، بخاصة في لاس فيغاس، مات ابنه، متشل بعد أن تعاطى جرعة كبيرة من المخدرات، كما أنه يملك قطاعا كبيرا من وسائل الإعلام، فهو يملك صحيفة، ماكور ريشون، ولاس فيغاس، وأشهرها صحيفة «إسرائيل هايوم»، فقد أسسها نكاية في صحيفة، معاريف لأنه حاول شراء صحيفة معاريف ولم ينجح، فأصدر صحيفة، إسرائيل هايوم، وقرر تسويقها مجانا نكاية في الصحيفتين الإسرائيليتين، يديعوت أحرونوت، ومعاريف، لأنهما كانتا الأوسع انتشارا، تُقدر ثروته بثلاثة وثلاثين مليار دولار.
تكمن مشكلته في أنه فاشلٌ دراسيا وعلميا وثقافيا، فشل في التخرج من كلية نيويورك.
حاول الاقتراب من الصين بوساطة تأسيس منتجعات القمار في جزيرة، مكاو، القريبة من هونغ كونغ، أدلسون هو الصديق المقرب من المتطرف اليميني والمرشح الجمهوري السابق لرئاسة أميركا، نيوت غنغرتش، لأنه قال يوما: «الفلسطينيون شعبٌ مُخترع»!!
لا أزال أذكر أنني أرسلتُ منذ سنوات صورة غلاف كتاب المؤرخ الإسرائيلي الجديد، شلومو ساند، وعلى غلافه عبارة (اختراع الشعب اليهودي) إلى صفحة جريدة «إسرائيل هايوم»، وإلى بريد، شلدون أدلسون، وزوجته، مريام!