بقلم : توفيق أبو شومر
برعَ كثيرون من المحللين السياسيين في التعليق على عدد وزارات حكومة نتنياهو الكورونية الخامسة الضخم (36) وزارة، يوم، 17-5-2020، ذاكرين التكاليف الباهظة لهذا العدد من الوزراء، متناسين براعة إسرائيل في جلب المال، وبرعَ آخرون من كُتاب الرأي في تحليل براعة نتنياهو السياسية، وقدرته على تفكيك الأحزاب، وتخلصه من شِباك المنافسين!غير أنَّ لهذه الحكومة الكورونية الخامسة هدفاً مركزياً رئيساً، وهو تطبيق شعار: (إسرائيل هي دولة اليهود فقط لا غير)، أي أن مَن يعيش في إسرائيل يجب أن يكون يهودياً، أما غيرُ اليهود فهم مقيمون ثانويون! هذا الشعار كان يُطبَّق في الحكومات السابقة بلا ضجة إعلامية، أصبح في هذه الحكومة مكشوفاً!
من أبرز الدلائل على تحقيق هذا الشعار؛ الوزراء التالية أسماؤهم:
أريه مخلوف درعي، زعيم حزب شاس الأصولي الحريدي، سيظلُّ وزيرا للداخلية، أي أنه هو المسؤول عن ملف منح الجنسيات والإقامات، وجوازات السفر، هو يهودي مغربي سُجن سنتين العام 2000 بتهمة الرشوة، قام هذا الوزير بأخطر الأدوار في القدس، في التضييق على الفلسطينيين، ما دفع كثيرين للهجرة، كما أنه من أنصار إلغاء جمع شمل العائلات الفلسطينية، بالإضافة لدوره الخطير في مصادرة الممتلكات الفلسطينية، والاستيلاء على المنازل والعقارات، تطبيقا لشعار: (إسرائيل دولة اليهود فقط).
أما الشخصية الثانية، وهي لا تقلُّ خطورة عن الأولى، هو حاخام أصولي حريدي متزمت، هو يعقوب لتسمان، كان في الحكومة السابقة وزيرا للصحة، يشبه أريه درعي، في أنه متهمٌ بالفساد، حينما حاول التأثير على طبيب ليمنح إحدى المجرمات اليهوديات الهاربات من أستراليا، وهي مالكا ليفر، بتهمة الاعتداء الجنسي على أكثر من سبعين طالبة، أن يمنحها شهادة تُثبت أنها مختلة عقليا، ليمنع تسليمها للقضاء في أستراليا، ولكنه كُوفئ كذلك بوزارة خطيرة، وهي وزارة البناء والإسكان، هذه الوزارة هي المسؤولة عن بناء المستوطنات، وهي المسؤولة كذلك عن هدم عقارات الفلسطينيين، بحجة أنها غير مرخصة، هو داعم لقانون هدم بيوت الفلسطينيين، قانون (كمينتس) العام 2016، وإلزامهم بدفع تكاليف الهدم أيضا، لغرض تهجير الفلسطينيين من أرضهم! ما يُحقق شعار: (إسرائيل دولة اليهود فقط)
أما الشخصية الخطيرة الثالثة، فهي الحاخام، رافي بيرتس، شغل منصب حاخام جيش إسرائيل، هو اليوم وزير شؤون القدس، قال العام 2014: «ليس للمسجد الأقصى أهمية عند المسلمين، 90% من المسلمين لا يعرفون القرآن، نحن نعرفه أكثر منهم»!هذا الوزير كان وزيراً للتعليم، فبعد أن أنهى دوره في تأكيد الهوية اليهودية في مناهج التعليم الإسرائيلية، فإنه اليوم سيتفرغ لمهمة أخرى أكثر خطورة، وهي تفريغ سكان القدس الفلسطينيين، أيضا ليُحقق شعار: (إسرائيل دولة اليهود فقط).
أما الشخصية الرابعة، فهي شخصية جديدة من طائفة الفلاشاه المقهورة، التي تعاني من التمييز العنصري والإقصاء في مجالات العمل والسكن، هي، بنينا تامانو شاتا، ستتولى وزارة خطيرة أيضا، وهي وزارة الاستيعاب والهجرة، هذه الوزارة مسؤولة عن استقدام اليهود في العالم، لغرض فرض أغلبية يهودية، تطغى على أصحاب الأرض الفلسطينيين!هذه الوزيرة المجلوبة من أثيوبيا العام 1985م ستُظهر براعتها في جلب القبائل اليهودية العشرة المفقودة حتى اليوم في كل أنحاء العالم واجبار الفلسطينيين على الهجرة لتحقيق شعار: (إسرائيل دولة اليهود فقط)أما الشخصية الخامسة فهي الوزيرة الليكودية الجديدة، تسفي حوتفيلي نائبة نتنياهو في وزارة الخارجية في الحكومة السابقة، ستتولى وزارة مستحدثة، هي وزارة الاستيطان، هذه الوزيرة من أكبر المحرضين على ضم منطقة (سي) بأكملها لإسرائيل، هي أيضا من أكبر المحرضين على وقف دعم (الأونروا)، لإلغاء حق العودة، هذه الوزارة المبتكرة في هذا الوقت بالذات سوف يكون شعارها أيضا: (إسرائيل دولة اليهود فقط)!