اقذف السَّرجَ على المُهْر
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

اقذف السَّرجَ على المُهْر !

اقذف السَّرجَ على المُهْر !

 لبنان اليوم -

اقذف السَّرجَ على المُهْر

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

سُئلتُ عن رأيي في انتشار ظاهرة هجرة الشباب الفلسطينيين، خاصة المبدعين منهم، وعن تفشي ظاهرة الترغيب في هجرة الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي، وعن أثر هذه الهجرة على الوطن، قلت: «هناك فرقٌ بين الترغيب في السفر لكسب المهارات والرزق، هذا هو المرغوب، وبين (تهجير الشباب) من أوطانهم، هذا هو المرفوض.

إن السفر لطلب الرزق واكتساب المهارات المهنية والتعليمية ضرورة لصقل الشباب وتوسيع مداركهم، فقد درسنا في ستينيات القرن الماضي في كتاب المطالعة للصف الثاني الابتدائي أبياتاً شعرية، لا تزال تجري على لساني حتى اليوم، هذا الكتاب ألَّفه المبدع الفلسطيني خليل السكاكيني، تقول الأبيات، والتي لم يُعرَّف قائلُها، سوى أنه شاعرٌ من قبيلة، قيس:

اقـْذفِ الـسَـرجَ على الـمـُهْـرِ، وقَـرِّطْـــهُ الـلـِّجـامــا
ثـم صُـبَّ الـدِّرعَ في رأسـي، ونـاولـنـي الـحُـسـامـا
فـمـتـى أطـلُـبُ إن لـم أطـلـبُ الـرزقَ غــُلامــا؟
سـأجـوبُ الأرضَ أبـغـيـهِ، حـلالاً، لا حــرامــا
فـلـعـلَّ الـظـَّعـنَ يـنـفـِي الـفـقـرَ، أو يـُدنِـي الـحِـمـامـا

هذه الأبيات وافقت أبياتاً أخرى نُسبت للإمام الشافعي تقول:

سافرْ، تَجد عِوضاً عمَّنْ تُفارقُهُ......وانْصَبْ، فإن لذيذ العيشِ في النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ......إن ساحَ طاب، وإن لم يجرِ لم يَطب
والشمسُ لو وقفتْ في الأفقِ دائمةً......لملَّها الناسُ، من عُجمٍ، ومِن عَربِ
والتبرُ كالتُربِ مُلقىً في أماكنه......والعُودُ في أرضِهِ نوعٌ من الحطَبِ
فإن تَغرَّب هذا، عزَّ مَطلَبُهُ......وإن تَغرَّب ذاكَ عزَّ كالذَّهبِ.

هذا السفرُ المحمود ضرورةٌ مِن ضرورات الحياة، وهو الذي نوَّع الثقافات، ونقل تجارب الأمم، وأسهم في تأسيس الحضارات.
إن السفر والابتعاث المخطط له والمدروس بعناية هو جوهر النهضة في العالم، أما تهجير الشباب من أوطانهم، وهم جاهلون لا يملكون الزاد الثقافي والمعرفي هو كارثة وطنية فلسطينية وعربية، لأنه يتوافق تماماً مع سياسة المحتلين الإسرائيليين، وفق سياسة؛ تفريغ الأرض من أصحابها الفلسطينيين، واستبدالهم بمهاجرين من المُغرَّر بهم من يهود العالم.

إن دعاة تهجير الشباب، خاصة في فلسطين، هم مقاولون، ينفذون خطة المحتلين دون أن يُجنِّدهم المحتلون، هؤلاء يقومون بأبشع الأدوار، عندما يُزينون الهجرةَ جنَّة موعودة، ويدفعون الشباب بلا خطة للسفر المهلك الخطير، دون رسالة، وبلا عتاد، سوى الرغبة في الانعتاق من الوطن!

هؤلاء المُغرَّرِ بهم يقعون ضحايا هذا التغرير، فهم لا يملكون عتاد السفر وعدته، وحينما يخرجون من الأوطان خروج الناقمين المحبطين، فإنهم يُشكلون بؤرة مرضية خطيرة في بلاد الاغتراب عن أوطانهم، فكثيرٌ منهم ينتقمون من أوطانهم، يُسيئون لها، ويسهُل أيضا تجنيدُهُم من الأعداء.

إنَّ أبرز أسباب هجرة هؤلاء يرجع للقمعِ والاضطهاد لحرية الرأي من الحاكمين المسؤولين في أوطانهم، وعدم وجود قوانين تحمي الشباب، وانتفاء فرص العمل، وضائقة المكان، وشعورهم بأنهم زائدون على حاجة أوطانهم، وأن وطنهم لا يصلحُ إلا للفاسدين، ممن استولوا على مقاليد الحياة.

يزدهرُ تهجير الشباب والكفاءات في الدول التي لا توجد فيها قوانينُ حامية للحقوق، وخاصة الدول التي تسيطر فيها أحزابٌ سياسيةٌ ديكتاتورية، تقيس الوطن من منظور حزبي ضيِّق، وليس لها استراتيجية نهضوية، فإنها من أكثر الأوطان نفياً وتهجيراً لأبنائها!

أخيراً، يُقاس تقدم وحضارة الأمم في عالم اليوم بكفاءتها في استيعاب العقول وجذبهم إليها، ويقاس التخلف والتأخر في الأوطان بمقدار كثرة هجرة العقول والكفاءات منها، لا إليها!
      

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقذف السَّرجَ على المُهْر اقذف السَّرجَ على المُهْر



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon