انتحار البنات
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

انتحار البنات

انتحار البنات

 لبنان اليوم -

انتحار البنات

سما حسن
بقلم : سما حسن

أنت لست بحاجة لكي تسأل نفسك: لماذا تنتحر البنات؟، فالجميع من حولك سوف يجيبون دون كلام، من نظرات عيونهم سوف تفهم، ومن إيماءات رؤوسهم سوف تعرف، ومن زمزمة شفاههم سوف تصلك الإجابة، والحقيقة أنك تشعر بالرعب لكل هذه الرسائل الصامتة، فلا يعقل ان تسلم بالرد بأن ملاكاً صغيراً بريئاً حالماً قد أقدم على قتل نفسه للأسباب التي يراها الآخرون.

الشرف هو السبب الأول كما يراه الآخرون، يبدو ان هناك القصة المعتادة؛ هي أحبت وهو خان، هي وثقت وهو تولى، هي أعطت وهو ولى هارباً، فقررت ان تنهي حياتها هرباً من العار والفضيحة، ولذلك خنقت نفسها بإيشارب رقيق كان تلف به شعرها الحريري حين كانت تقف في الشرفة وتحلم في ساعات المساء، وحين كانت تلف به شعرها وتخرج إلى محل البقالة القريب مع شقيقها الأصغر لتبتاع له حلوى وتحاصرها العيون المتفحصة لمعالم أنوثة تبدت، او حين تذهب إلى المدرسة الثانوية، وحيث لا يجب أن تذهب دون أن تغطي شعرها في حرم المدرسة التي تحتمل قصص الحب والغرام الأولى من ابن الجيران المنتظر او عابر السبيل او صاحب الورشة القريب او حتى سائق سيارة الأجرة.

هي لا تملك الآن دفاعاً عن نفسها، قررت أن تنهي حياتها ولن تقول لكم لماذا فعلت ذلك، ماذا تريدون أن تسمعوا مثلاً؟ هل تريدون أن تعرفوا كم كانت بحاجة لأمها المطلقة لتخبرها بأشياء صغيرة تحدث مع البنات لأول مرة فلم تجدها؟، وكم احتاجت للبكاء على صدرها مرات كثيرة لأمور تافهة اليوم، عظيمة في الأمس، كانت تريد ان تبكي بسبب مسألة الحساب التي أخفقت في حلها، وبسبب درجتها المتدنية في مادة العلوم، ولكنها لم تجد صدر أمها، واعتادت على الفراغ حولها ولفّتها برودة قاتلة حتى قررت ان تنهي حياتها.

الحكاية ليست كما تتصورون، هي لم تفرط بشرفها، هي تعرف جيداً ان الشرف حين يضيع يصبح مكانه الموت، فلا حياة لبنت في هذا المجتمع دون ان تكون متهمة، عليها ان تقدم له دليل شرفها وعفتها وعذريتها.

انها شاحبة مثل وجوه مصاصي الدماء، ونحيفة لدرجة لا توصف، ووجنتاها غائرتان، لم تسر النضارة يوما في وجهها ولم تكن ذات عافية، ففي بيت فقير نشأت، وتحت ظلم الأب الذي انتزعها من حضانة الأم عاشت، فهي لم تكن فتاة بضة نضرة تلفت إليها العيون، ولا تستدير نحوها الاعناق.

هي باختصار ولكي لا ترهقوا أنفسكم بالتحليل فتاة، كانت تتمنى ان تعيش في أسرة مترابطة سعيدة وبيت فيه كل سبل الراحة، وان تصحو في الصباح لتقبّل يدَي والديها، وان لا تحمل هم سرها الصغير حين يزورها كل شهر، فتجد أمها تعد لها كوباً ساخناً من مغلي أوراق المريمية، وتسمع همس أمها وهي تخبرها أنه من السذاجة ان تبكي الفتيات الصغيرات بسبب علامة متدنية في المدرسة، فأمامها في الحياة تجارب أعظم واكبر، وسوف تكبر وتسخر من نفسها كثيراً، ويجب ان تمارس حياتها وتمرح مع أخوتها، وتستعد لمشاهدة الحلقة الأخيرة من المسلسل العربي الذي تنتظره كل الأسرة.

هي افتقدت الاحتواء، ربما لا تعرفون معنى وقيمة الاحتواء لفتاة صغيرة، ولمراهقة تقترب من نهاية عقدها الثاني، والمطلوب منها في لحظة ان تصبح زوجة وأماً، وهي لا تستطيع ان تعطي ما فقدته مثلاً، فتقرر ان تنهي حياتها، لا تستطيع باختصار ان تستبدل تعاستها بتعاسة طفل قادم، لا تستطيع ان تعطي وقد عاشت محرومة.
القصة يا رفاق ليس كما تخيلتم، دائماً تحروا الأسباب قبل ان تشيروا وتحركوا عيونكم في محاجرها، فالشرف الذي تتحدثون عنه ليس هو السبب لكي تنتحر الفتيات، إنهن رقيقات ومؤنسات وغاليات، ولكنهن حين يشعرن بالضياع يقررن الانتحار.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتحار البنات انتحار البنات



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon