بقلم : رامي مهداوي
مع تحول انتباه العالم إلى مكافحة جائحة «كوفيد ــ 19»، يواجه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال أزمة إضافية متمثلة في خطر الضم؛ أسمع تصريحات بعض القياديين الفلسطينيين في وسائل الإعلام يرددون العبارة التالية «الضم الإسرائيلي المخطط للأرض المحتلة يهدد حل الدولتين»، هذا التصريح يجب أن يتغير لأنه لا يوجد سوى احتلال يُسيطر علينا في جميع جوانب الحياة، والغريب أننا نعيد ونكرر ذات التصريحات والمحيط بنا يتغير بشكل سريع وسيئ ولا يحقق تطلعاتنا كشعب له قضية عادلة.
حتى خلال حالة الطوارئ الصحية غير المسبوقة، واصلت وتواصل إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال ترسيخ الاحتلال غير القانوني وأعلنت علنا نيتها ضم مناطق واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية مع تواصل حصار قطاع غزة. وهو ما يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وانتهاكا صارخا لقرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك القرار 2334 الذي يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.المُبكي بالأمر، أن حالنا الفلسطيني الذي يعلمه الجميع ـــ ولا نحسد عليه ـــ يساعد الاحتلال في الهجوم علينا، بطبيعة الحال وصلنا الى مرحلة العجز في المواجهة وعدم التقدم والمبادرة في تنفيذ أي خطوة سياسية بالمقابل، ما جعلنا أشبه بمن يتلقى الضربات المتتالية في حلبة الملاكمة، نترنح لا نريد السقوط على أرضية الحلبة ننتظر الضربة القاضية!!
علينا أن نكون مع أنفسنا أولاً وأخيراً وأن نضع عددا من الخطوات الدبلوماسية السريعة وخصوصا أن المجتمع الدولي معنا، وعلينا العمل على تعزيزه بترتيب خطواتنا، فنرى كيف أدانت الدول الأوروبية الكبرى احتمال الضم وألمحت إلى الرد. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي لا ريفيير قوله، إن الضم «لن يمر دون اعتراض ولن يتم التغاضي عنه في علاقتنا مع إسرائيل» وهذا قد يعني الاعتراف بدولة فلسطين.
وجهة نظري بأن خطة الضم إن تم تنفيذها سيكون نتنياهو أشبه بمن ابتلع المنجل، الضم سيؤدي الى إلحاق الضرر بالهدف الصهيوني للدولة اليهودية الاحتلالية؛ فمن المرجح أن يؤدي الضم إلى جعل المزيد من الفلسطينيين مؤهلين ليصبحوا مواطنين في إسرائيل، سيكون ذلك خطأ فادحا بالنسبة للفكر الصهيوني، لأن مواطنيها العرب يشكلون الخطر الحقيقي لوضع إسرائيل كدولة يهودية.وماذا يحقق الضم بالفعل؟ إنها قفزة بالهواء، لفتة تجاه الإسرائيليين الذين يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية بالتالي هم بمأزق قانوني. لكن الضم لا يخرجهم من المأزق لأنه من المحتمل أنه لن تعترف أي حكومة في العالم بتغييرها في الوضع القانوني. باختصار، من المحتمل أن يؤدي ضم الضفة الغربية إلى الإضرار بعلاقات إسرائيل مع إدارة ترامب والديمقراطيين والأوروبيين والزعماء العرب، فضلاً عن زعزعة استقرار المنطقة.
المنجل الذي سيبلعه نتنياهو له عدد من الشفرات الجارحة المتمثلة في تلاعب مزاج ترامب خصوصاً وقت انتخابات رئاسة الولايات المتحدة، وغضب الديمقراطيين والأوروبيين، والقادة العرب الذين أرادوا تطبيع العلاقة مع الاحتلال، وانتفاضة الشارع الفلسطيني، ربما يقظة اليسار الإسرائيلي، وأخطرها كما ذكرت إضافة فلسطينيين جدد كمواطنين لإسرائيل.
ليس فقط على الفلسطيني أن يقول، «لا» لخطة الضم لإنهاء الاحتلال، لسبب بسيط وهو أن ضم الضفة الغربية له نتائج عكسية على كافة الأصعدة؛ وبالأخص على الفكر الصهيوني لهذا على الإسرائيليين وأصدقائهم أن يقولوا بصوت مرتفع وواضح، «لا» لضم الضفة الغربية.