رواية «مرهاة» للسودانية آن الصافي الضمير يصحو متأخراً
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

رواية «مرهاة» للسودانية آن الصافي: الضمير يصحو متأخراً

رواية «مرهاة» للسودانية آن الصافي: الضمير يصحو متأخراً

 لبنان اليوم -

رواية «مرهاة» للسودانية آن الصافي الضمير يصحو متأخراً

تحسين يقين
بقلم : تحسين يقين

أوروبي ستيني متقاعد، محب للجمال الشرقي، يهيم بالزخارف والمنمنمات العربية الإسلامية، لدرجة استعارة طويلة لمخطوطين نادرين دون إذن المتحف، تدفعه الرغبة للسفر في الأمكنة والأزمنة، فيقرر الذهاب إلى بلد منشأ المخطوطتين، في الشرق العربي، فيقيم لا كزائر، ولكن كمقيم دائم، يندمج بالمجتمع هناك، بما في ذلك ما يحدث من اضطرابات، لا يسلم منها، فيتعرض للإيذاء كونه ابن بشرة بيضاء، من بلد مستعمر مكروه، فتتغير ملامح وجهه من أثر أحد الانفجارات فيما بعد، فيساعده أحد السكان المحليين في انتحال شخصية رجل ميّت، فيعيش بعدها مثلهم كابن تلك البلاد، فيتنقل من عمل إلى آخر، وفي كل عمل يلتقي بشخصيات، بعضها تظل معه، وأكثرها تذهب لحال سبيلها، يكون خلال تلك الرحلة الشرقية مسكونا بطيف صانعة جمال، يحيا معها في خياله كثيراً، فتصير جزءاً منه، بل يخلق سرداً خاصاً بها في الماضي والحاضر المتخيل، يصير سرداً موازياً لما هو فيه في الحاضر.

تحصل المفارقة، حينما يحاولون تهريبه الى الغرب، كمهاجر لاجئ؛ فبسبب ما تعرض له، وانتحاله المشروع لتلك الهوية، مع تغير لونه بعد الانفجار، فكيف لمثله أن يعود متسللا؟ ان ذلك كان بسبب خوفه من ملاحقة القضاء بسبب المخطوطين. لكنها مفارقة فعلا. تتسارع ظروف الاضطرابات بسبب الإرهاب، فيضطر جزء من سكان البلاد للهجرة الى الغرب الأوروبي، بما في ذلك بلده هو، فيما يختار هو البقاء في بلد التصارع والتنازع، متحملاً آلام وجوده، وبصمة تلك الآلام على جسده، محتملاً في صبر لكل ما يمرّ معه، وصولاً لحالة تكون فيها حياته مهددة صحياً، تقرر فيها ابنته أو رفاق رحلته عودته الى بلده، حيث يقيم في نزل كبار السن، الذي يصبح مجالاً لحوارات تاريخية وحضارية، بين الغربيين أنفسهم، وبينهم وبين شرقي هو صديقه ورفيق رحلته، الذي اختار اللجوء الى الغرب في لحظة تاريخية صعبة. تلك هي مفارقات أدبية وإنسانية، أن يقيم في الشرق، فيما يهرب أهله طلباً للأمان في الغرب.

سؤالان يظهران هنا: - ما هو سرّ ارتباطه بالجمال الشرقي لدرجة اختيار الإقامة هناك رغم الظروف الصعبة وحالة اللاأمان؟
- السؤال الثاني مرتبط بالسؤال الأول، ما سرّ نظرته الحضارية المتصالحة والمتسامحة؟
ستكون ربما الإجابة عن الأول إجابة نفسية جمالية، فيما ستكون الإجابة عن الثاني إجابة معرفية وتربوية، حيث يبدو أن تلك الجوانب قد تفاعلت معا وشكلت شخصية "الغريب" أو سامر فاضل الأمير، التي تم تشجيعه على انتحالها حفاظاً على سلامته، بعد حادثة الاعتداء عليه كأجنبي أبيض، من الفصل الخامس حتى الثالث عشر.

لماذا مرهاة؟
لغة تعني ما له علاقة بالسرعة، وهنا، ماذا ستعني من رمزية؟ تلك إجابة غير معجمية بالطبع.
لماذا مرهاة الشخصية في الرواية؟ ولماذا مرهاة الرواية؟

كأنها أرادت ان تقول رسالة إنسانية؛ تصب في احترام الإنسان، من خلال احترام الحضارات، حيث نجد الكهل حريصا على إيداع، أو توصيل وثائقه لجهة أمينة تقوم بالحفظ. ويتم تعميق الاحترام، عبر نضج البشر، حيث نجد كبار السنة نزلاء بيت المسنين أكثر موضوعية وإنسانية ونقداً، خصوصاً للإعلام الذي يكرس الرؤية النمطية السلبية تجاه الآخرين. وهنا نحن إزاء نضج إنساني، أو صحوة للضمير، ولو متأخراً. لذلك ثمة مسحة وجودية اكتسب بها الرواية. وثمة رؤية نقدية للذات الأوروبية، تمثل ذلك في قوله: أنا من "بلاد تعظيم الأنا"، فيما تشيع الرؤية الجمالية للشرق. لذلك أيضا لم تذكر الرواية لا اسم بلد الغريب، ولا البلد الشرقي، بل جعلته معوماً مموهاً، حتى ينطبق المعنى على عالم الحضارتين.

لعل الدائرة في اكتمالها دلت على تلك الرسائل، فما أصابه من نضج مبكّر (الغريب) أصاب رفاقه في بيت المسنين، الذين رغم راحتهم كأفراد عن حياتهم الخاصة، إلا أنهم غير راضين عما آلت إليه الأمور في الفضاء العام والعالمي، وهم في ظل الشعور النقدي لما يرون الآن، بعد الوقوع في أسر الهرم، لم يعودوا قادرين لا على القيام بدور، أو حتى التأثير في عالم الغد.في فضاء رحلة الغريب الأبيض، تتاح له أن يرى الناس كما هم من دون تكلف ولا تمثيل، فبعد حادثة التعرض للأذى بسبب شكله الغربي، نتيجة نفور المشرقيين، ومنهم العرب، للغرب المستعمر، الذي يحملونه وزر ما حلّ ويحل من اضطراب وفوضى ونزاعات، فإنه ببطاقة هويته الجديدة يصير مواطناً، فيرى الصورة من الداخل، لا من السطح الإعلامي. صار سامر فاضل الأمير، وعمل حارس متحف، الذي شهد سرقة الكنوز الحضارية وتواطؤ الفاسدين، عمل مزارعاً، بائع خضار، عامل مطعم، من الفصل الخامس حتى الثالث عشر؛ فكان من خلال هذا الوجود العادي، قادراً على رؤية الحقائق، وكأنه يكشف الغبار، ليرى بوضوح، وكيف أن هندسة (التحولات والربيع العربي) لم تكن هكذا، بل تم تصميمها لتخريب النسيج الاجتماعي والسطو عليه. وهو من مكانه ذلك، اختبر خوف الأبرياء وهم كثر، أولئك الباحثين فقط عن الأمن والسلام.

وهنا يصبح للحديث بين عيد وأسرة بيت المسنين معنى، يتجلى بالشعور بالذنب، من خلال رمزية أحاديث سام وآدم وليو.شخصيات:
ظهرت الشخصيات متواصلة طوال السرد كشخصية عيد ومنار، أو متقطعة، كشخصية علم الدين، أو لمرة واحدة حسب كل عمل وكل مكان حل فيه.إن استعرضنا تلك الشخصيات نجد أن المحورية منها كانت قليلة، لقد هربت واختفت، فقط عيد كان الاستثناء لما ارتبطا به، حتى لكأن عيد كان يعرف حقيقة التخفي تلك لكنه كتمها، حتى يشعر الغريب بالخوف، وكان يتابع أمره مع ابنته في أوروبا. إنها إذاً شخصيات عادية، من داخل المجتمع، مفعول بها، وقع عليها ظلم الفساد والإرهاب، المرتبط بشكل مباشر بعلاقات القوة في العالم.هو يرى نفسه استثناء ما، وهو قريب من البشر، لذلك فقد أحبه الناس كعلم الدين ومنار وعيد بهويته الأوروبية، كما أحبه الباقون بهويته المنتحلة.

شكل وبنية
عِبر وخيال فانتازي وحلم، وواقعية، قدمت آن الصافي روايتها، راوية بشكل متواز عن مرهاة، فتاة الحلم والخيال كرمز للجمال الشرقي، وعن الحياة الواقعية.شغلت مرهاة، الحلم والخيال بما تحمل من دلالات، الفصل الثاني كاملاً، وأجزاء من الفصول: الثالث والرابع والخامس (فتاة الوشاح الفيروزي)، والسابع، والتاسع، والعاشر، والفصول الثلاثة الأخيرة.تلك الثنائية، الواقع والحلم، وظفت تعميق الحالة الإنسانية من جهة، وخلقت تشوقاً، ازداد مع الروح البوليسية خلال فترة التخفي. ولم يكن ذلك ليتم بهذا الابداع والنجاح في السرد والبناء بدون روافع أسلوبية، خاصة رافعة التمكن من تقنية السرد، ورافعة اللغة في الوصف، والسرد، والرافعة البوليسية.

وأخيراً، وعوْداً على بدء، نجحت الرواية، في نقل العين الإنسانية المجردة والموضوعية، لترى الواقع الشرقي من داخله، من منطلق احترام الحضارات، والتضامن الإنساني، والإيمان بالخلاص المشترك للبشر. لقد نحت الرواية منحى التنفير مما آلت له الأوضاع من زعزعة السلام الاجتماعي وشيوع الخوف والقتل والاستلاب والعنف، في سياق كولينالي مستور، قامت بكشفه وإظهاره على الملأ، من خلال شاهد موضوعي منصف من بلاد الغرب نفسه سلم من البرمجة وهندسة العقل والشعور.

----
*آن الصافي، روائية وشاعرة من السودان، تقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، حاصلة على بكالوريوس هندسة كمبيوتر، إعلامية، محاضرة ومدربة في مجال الإدارة والتطوير المهني الاحترافي. وهي من خريجي أكاديمية الشعر في أبو ظبي، الدفعة الخامسة، صدر لها: رواية "فلك الغواية" 2014، ورواية "جميل نادوند" ورواية "توالى".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية «مرهاة» للسودانية آن الصافي الضمير يصحو متأخراً رواية «مرهاة» للسودانية آن الصافي الضمير يصحو متأخراً



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon