النهضة العربية ولمّ الشمل
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

النهضة العربية ولمّ الشمل

النهضة العربية ولمّ الشمل

 لبنان اليوم -

النهضة العربية ولمّ الشمل

تحسين يقين
بقلم : تحسين يقين

ذلك التنوير القادم من هناك، لعلنا ندرسه ونحلله، لربط ماضينا بحاضرنا وغدنا؛ خصوصاً أن هناك إجماعاً ثقافياً على تقديره، بما يشكل منظومة ثقافية، وفنية تربط عربياً المشرق بالمغرب، تجمع ولا تفرّق في ظل ما نعاني من فرقة.على مدار عقدين وأكثر، شهدنا انطلاقة عربية في عدة مجالات ثقافية وفنية، جمعت المثقفين والفنانين العرب بتعدد مشاربهم، أكان جمعهم في حواضر الإمارات العربية المتحدة، أو في العواصم والحواضر العربية، بما يشمل الأدب والشعر والمسرح والسينما والفنون التشكيلية، والموسيقى والغناء، إلى جانب الفكر والتربية، شكلت مجالاً لتبادل الرأي والخبرة، ودافعاً للتميز بوجود التشجيع على أكثر من صعيد.

ومن المهم جداً الانتباه لأمرين:
الأول، أنه على الرغم من وجود عاملي البترول والتجارة، إلا أن القارئ لتاريخ الإمارات العربية كل إمارة على حدة، وجميعها معاً، وحتى اليوم وغداً، يجد الاهتمام بالثقافة والأدب واللغة والتعليم، كما حدث مع بلاد عربية أخرى تقاربت في الظروف الموضوعية.
الثاني: أن تلك الإمارات الشابة الفتية، وقد أنشأت دوائر ثقافية في حكوماتها، قد ركزت في علاقاتها العربية على التبادل الثقافي، وصولاً إلى ازدهار وإثمار، بحيث صار للعروبة ملتقيات رواية ومسرح وشعر وسينما وفن تشكيلي، في ظل تراجع الدعم العربي في تمويل العمل الثقافي قطرياً وقومياً.
لذلك، ونحن نرى ونقيّم كمياً ونوعياً لمجمل النشاطات الثقافية، التي نحن في سياق فهمها، وعلاقتها بتاريخ النهضة العربية الحديثة، سنجد أن هناك استئنافاً لها، باتجاهات إنسانية وعالمية.
لم يشأ هذا الفهم الجاد والمخلص أن يركز الفعل في حواضر مكانه الخاص، بل راح يدعم إقامة الفعل الثقافي العربي في عواصم الثقافة الكبرى، محبة ووفاء لها. والأمثلة كثيرة، في تعددية الأماكن، ما دام زمننا واحداً وهدفنا سامياً.
ونحن نشتبك مع قضايانا اليومية الذاتية والموضوعية، فإننا نسير باتجاه هدف كبير، إستراتيجي وإنساني، تندمج فيه النهضة والتنوير بالتحرر، بيت قصيد تحققها الفعلي: لمّ الشمل.
النهضة العربية المرجوة، هي غاية وخلاص وطني قطري وقومي، وحتى نتبين ما نحن فيه، فإن ملاذنا هو التاريخ العام، ثم تاريخنا، فما صنعه اليونان كان منطلقه ثقافياً، وحتى الرومان، وهم من انتصروا، عادوا للفلسفة والثقافة، وإن حصرنا نقاشنا عربياً، سنجد أن الحضارة العربية العباسية، إنما كان دينامو التنوير هو الفلسفة والثقافة، من بغداد حتى حواضر الأندلس، يعني باختصار، ستظل الثقافة والفن تشكلان المنطلق الإنساني الضامن للتحضر والتمدن.
لذلك حين انطلق رواد التنوير العرب في نهضتنا العربية الحديثة، كان ملاذهم/ن الثقافة، فعادوا للتاريخ الثقافي والفلسفي، فنهلوا منه، وأحيوه لا كي يحاكونه مقلدين، بل لينطلقوا متقدمين إلى الأمام.
إن تقييم مشروعنا النهضوي الذي انطلق من أواخر القرن التاسع عشر ليس سهلاً، لأنه أصلاً لم يكن منتظما، وعانى من الجزر، الذي كان أكثر من المدّ، كما أن وقوع الإقليم العربي بشكل عام تحت الاستعمار بل والاحتلال الأوروبي، حدّ منه، فلم يذهب لمنتهاه، بل تم السطو عليه لتتغير مساره، لإدراك قوى الاستعمار أن هناك علاقة بين التنوير والتحرر. كما عانى مشروعنا فيما بعد الاستقلال، من تفاوت نظرة نظم الحكم، كل بما يرى، كما أن استمرار وجود الاستعمار بأشكال مختلفة، واستمرار احتلال فلسطين بشكل خاص، واستمرار النزاعات العربية، مثلت جميعاً عوائق ذاتية وموضوعية، فكان ما كان من تقدم هنا ليصحبه تعثر هناك.
من المهم الاتفاق على أن الخلاص القومي خلاص قطري، كذلك، فإن التنوير الفعلي شرط التحرر لا من الاستعمار، بل من كل ما يعيق التطور.
خلال أشهر "كورونا"، خفّ الفعل العربي الثقافي المشترك، الذي سررنا به، كونه عاملاً موحداً، بين المثقفين والفنانين، في ظل الفرقة للأسف. وعليه، نحن بحاجة ماسة اليوم أن يساهم المثقفون والفنانون والتربويون والمفكرون العرب في التأكيد على المضي في استئناف فاعل حقيقي للنهوض، مدركين معاً أهمية لم الشمل العربي، لما للتضامن من دور في البناء.
في العام 1990، حيث حرب الخليج، وما عانيناه جميعاً من فرقة واختلاف، غنى الفنان علي الحجار أغنية ربما لم تلق انتشاراً كما تستحق، كتبها الجميل جمال بخيت ولحنها المبدع فاروق الشرنوبي، وكانت بعنوان "لم الشمل":
لم الشمل بلاش تفكيكا ياللى بتلعب بالبولوتيكا
عايز تاكل كل من قمحك عايز تعزف اعزف سيكا
أرضك واحدة وربك واحد لا تروح روسيا ولا أمريكا
وافهم بقى رب يخليكا
وأظن أن الكلمات واضحة بمعانيها، وهي تطالب الساسة بعدم العبث بالشمل العربي، كذلك تؤكد على ما حذر منه جبران ذات يوم: ويل لأمة تأكل مما لا تزرع، كذلك نؤكد على أن الخلاص الجمعي الواحد إنما ينطلق من الذات.
إنت ضمير الكون يا أخينا إنت النور الصارخ فينا
حارس بيت الله على أرضه من بيت لحم لمكة لسينا
لم الشمل الدوحة هترجع امسك فاس المغرب وازرع
خضرة تونس لازم تجمع طمي سودانك على صحاريكا
وافهم بقى ربي يخليكا
ولعل الشاعر جمال بخيت، قد فطن إلى التنوير والإيمان الروحي مكانياً وزمانياً، حيث إن ذلك كله اشتراطات النهوض والانطلاق.
لم الشمل بلاش تفكيكا ياللى بتلعب بالبولوتيكا
ارفع كل رايات بني غازي من عمان وكفايه نعازي
البحرين تحشد جزايرها يغرق فيها سليل النازي
الإمارات قمره بتتهني مع فرسان من عدن الجنة
غصن الرز يقول اتمني سهم دمشق في عين اعاديكا
وافهم بقى رب يخليكا
لم الشمل بلاش تفكيكا ياللى بتلعب بالبولوتيكا
لم يميز الشاعر بين البلاد العربية، بل لعله ضمّ في قصيدته المغناة بلادنا العربية، والمثير في الأمر أنه قام فعلاً بدوره في الانتصار للقيم الإنسانية، منتقداً المستوى السياسي محمله المسؤولية.
وهنا، للمتأمل أن يفهم ويحكم بنفسه على اتجاهات دعم وتمويل العمل الثقافي العربي الحرّ، فلو أخذنا مثلاً دعم الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، في بلادنا العربية، دون أي اشتراطات، سيجد أنه خلال 15 عاماً، استعاد المسرحيون عافيتهم المسرحية، لتقديم أعمال جادة إبداعية شكلاً ومضموناً، بحيث راكمت على ما هو إبداعي، كما أنه في ظل تراجع الشعر العربي جماهيرياً، أعادت حاضرة أبو ظبي الشعر إلى الجمهور، من خلال شاعر المليون وأمير الشعراء. كذلك مثّل لم شمل المثقفين والفنانين/ات طريقاً للتجديد والتجويد بدافع التنافس الإيجابي، خاصة للفئات الشابة.
القاهرة، دمشق، بغداد، بيروت، وكان من الممكن وجود القدس ويافا، حواضر ومراكز مهمة للثقافة العربية، تلك الحواضر وغيرها تعاني اليوم، فجاءت حواضر الإمارات لتنهل منها وتبني على إنجازاتها، باتجاهات عروبية وإنسانية.
ثمة وعي لدى الممول عن وعي للفعل الثقافي العربي كحاضنة تطوير وحاضنة للم الشمل العربي، وهو يأتي ضمن سياق نهوض تربوي نأمل أن يأخذ مداه، بوجود مسؤولين عرب، في وزارات التربية والتعليم، بحيث يحدث التفاعل بين الثقافة والفن وقيم المواطنة، لضمان سلامة نمو الأجيال العربية، التي يمكن أن تخلص نفسها مما علق بها.
الأمل موجود، "وفي البدء كانت الكلمة"، وكانت المحبة، والتعاون، لعلنا نسير إلى الغد بطريق منتظم منهجي لا يسطو عليه أحد.
على السياسي، أن يخلق حاضنة فعل عربي إنساني علمي وحدوي، وهو بذلك ستتجلى فيه وبه روح وطنية وقومية وإدراك لدوره والتزامه، بحيث يكون يتم خلق علاقة تناغم وتعاون لا تبعية وتحكم.
وأخيراً، أعود وأقول: نحن بحاجة للسير نحو تحقيق أهدافنا المشروعة، مقدرين لكل جهد يعم النهوض العربي في كل مكان.
ليس لنا إلا أن نواصل المسير، لعل هناك من يلتقط فكرة ما ليؤسس إستراتيجية دائمة للفعل العربي الثقافي والتربوي لا تتأثر بفرقة الساسة من ناحية، ويبحث بعمق النهوض الثقافي اليوم ضمن بنية الثقافة وتاريخها على مدار ما يقرب من قرنين، في سياق فهم التاريخ الإنساني العام من ناحية أخرى.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النهضة العربية ولمّ الشمل النهضة العربية ولمّ الشمل



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon