في قصر هشام بن عبد الملك
كتائب القسام تُقرر الإفراج غداً الخميس عن 3 أسرى إسرائيليين تحطم طائرة مقاتلة أميركية من طراز "إف-35" في قاعدة إيلسون الجوية في ألاسكا ونجاة طيارها الأمن الأميركي يوقف مسلحاً حاول قتل 3 مسؤولين كبار في إدارة الرئيس دونالد ترامب مقتل 15 هندياً على الأقل وإصابة العشرات في تدافع خلال مهرجان ديني شمال الهند البحرية الأميركية تحظر استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة ديب سيك الصينية بسبب مخاوف أمنية وأخلاقية السلطات الروسية تفرض قيود مؤقتة على حركة الاستقبال والإقلاع في مطاري سانت بطرسبرج وقازان اشتعال حريق في طائرة على متنها 176 شخصًا بمطار في كوريا الجنوبية محكمة أميركية تُصدر قرارًا بوقف تنفيذ أمر الرئيس دونالد ترامب المتعلق بتجميد المنح والقروض الاتحادية نعيم قاسم يعلن اغتيال استشهد الشيخ محمد حمادي مسئول القطاع الغربي في حزب الله ويتهم إسرائيل وزارة الصحة اللبنانية تعلن ارتقاء شهيدين وسقوط 17 مصاباً جراء اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على عدد من البلدات جنوبي البلاد
أخر الأخبار

في قصر هشام بن عبد الملك

في قصر هشام بن عبد الملك

 لبنان اليوم -

في قصر هشام بن عبد الملك

تحسين يقين
بقلم : تحسين يقين

ما زلت حتى اللحظة، وغداً، وبعده، أؤمن بأن هناك دوماً مجالاً للحق والخير والجمال، وأنه يمكن حل المشاكل، ما بين الإنسان ومحيطه، وما بين أبحر البشر، ودولهم؛ ولا أظن مثلاً أن "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا" هذه المقولة التي أطلقها الشاعر الإنجليزي "روديارد كبلنغ" في نهاية القرن التاسع عشر، بدافع ومبررات رآها لأسباب ربما موضوعية وذاتية، فعلى الرغم من ذلك، هناك مجال، بل من الضرورة الإنسانية أن يقتربا، وليس الشرط طبعاً هو التطابق.

نعم يمكن حل النزاعات والصراعات، بين البشر، حيث كلنا نتفهم معنى المصالح، لكن لو تأملنا سنتعمق ونؤمن بأن هناك مصلحة إنسانية عليا، من المحبة أن نعليها.
والنزاع المشكلة، تعني الوجود، بل إنها في داخل جسد الإنسان ونفسه، وروحه، ولكن من غير الطبيعي والمتقبل حلها بإيذاء، لأن مسلسل الفعل ورد الفعل يطول (ع الفاضي).
طيب!
أفكر في دور الفن والأدب والإعلام والتعليم في تعميق المحبة والحنان والتضامن، "وادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم..". فصلت (آية 34).
أكمل!
في الأديان كمقدسات اتفق عليها البشر، وفي الأخلاق بل والميثولوجيا، تحفل النصوص بما يؤكد على قيمة التسامح.
.........؟
إنه يا صاح يبدأ في مقتبل العمر..
وهكذا رحت أسرد لصاحبي، ما كان من رحلة مدرسية، لنا عندما كنا أطفالاً، فهل كنا أطفالاً فعلاً؟ وهل نتذكر طفولتنا!
في يوم من الأيام.. من سبعينيات القرن الماضي، في نهار مبتسم مشرق دافئ من أيام الربيع، تجمع الأطفال مبكرين أمام المدرسة، نافضين عن أعينهم النعاس، تختلف وجوههم عن الصباحات الأخرى، حيث صار النعاس والعبوس اليومي يقظة وفرحاً..
فرح رامي وهو يجلس في كرسي الحافلة..

- ما أجمل الرحلات!
ومن القدس إلى أريحا مضت الحافلة. ولم يمض سوى ربع ساعة حتى بدأت الحافلة بالهبوط التدريجي نحو الغور.. على الجانبين مشهد التلال والرعاة ومضارب البدو.
على الرغم من فرح رامي إلا أنه كان مهموماً..

المعلم: نحن الآن متجهون إلى أريحا، مدينة النخيل، المتميزة بدفئها، من أرضها، انبثق دفء الحضارة والتمدن، لتهدي العالم فكرة المدنية والاستقرار والإبداع الإنساني الخلاّق. لقد دلت الحفريات التي جرت في بداية القرن ومنتصفه على أن أريحا القديمة هي من أقدم المدن المسورة (لها سور) في العالم، وتاريخها يعود إلى 10.000 عام. ففي تل أريحا المسمى تل السلطان نسبة إلى عين السلطان، يستطيع الزائر أن يتعرف على أول حياة مدنية عرفها التاريخ، فالمدينة القديمة كانت محاطة بسور، وفيها برج، ودلائل تشير إلى أماكن المهن والطبقات الاجتماعية، وهي مرحلة حضارية تمثل بداية الاستيطان البشري، التخلي عن حياة الرعي، إضافة إلى جوانب أخرى تخص حياة المدينة.
تحدث المعلم عن مسار الرحلة
- أرجو ألا يجعلها المعلم حصة مدرسية!
ضحك الزملاء..
وضحك علي الذي كان يجلس في الجهة المقابلة، لكن سرعان ما بدا عليه الهمّ.
علي في نفسه:

كان يوم أمس ثقيلاً، ثلاثة امتحانات..وخلافي مع رامي..
هو الذي أخطأ!
رامي لنفسه:
ليتني لست على خلاف مع أحد من زملائي..!
على مشارف أريحا، تذكر علي تفاصيل الخلاف..
لا بدّ أن رامي غاضب من كلامي معه..
رامي في نفسه: كان رد فعلي سريعاً..
علي لنفسه:
لم يكن ضرورياً أن أتسرّع..
لقد أخطأت!
لكنه أخطأ أيضاً..
ظهراً، اقتربت الحافلة من قصر هشام:
لاحظ الطلبة أن المكان خرب، لا توجد إلا هذه الأعمدة..!

المعلم: تسمى هذه المنطقة التي يوجد فيها قصر هشام بن عبد الملك خربة المفجر.. وقد بنى الخليفة الأموي هشام هذا القصر عام 733 للاستمتاع بجو الغور شتاء، وممارسة هواية الصيد وركوب الخيل. وقد تكون القصر من قاعات استقبال وحمامات ومساجد.. لكن للأسف تعرّض القصر لزلزال قوي لم يبق منه سوى القليل من الآثار..
طالب: ترى أين لوحة الفسيفساء الكبيرة التي درسنا عنها؟

المعلم: سندخل الآن لمشاهدتها..
حين أطل الطلبة رأوا لوحة الفسيفساء أسفل القاعة.

المعلم: تعد لوحة أرضية قاعة الاستقبال هذه من أجمل لوحات الفسيفساء في العالم وربما من أكبرها..
نظر رامي إلى من يقف بجانبه فكان علي... تبادلا النظرات بسرعة، لكن لم يتحدثا..
طالب: إذن هذه شجرة الحياة..!

تأمل الطلبة في اللوحة من فوق، على يمين الشجرة أسد ينقض على غزال، وعلى يسارها غزالان يقضمان ورق الشجر..
طالب آخر: يسمونها لوحة الخير والشرّ!

تتركز عيون رامي وعلي على الغزلان والأسد..
علي في نفسه: شمال الشجرة يرمز إلى الخير!
- ما أجمل الخير!
رامي في نفسه: يمين الشجرة يدل على الشرّ!
لا أحب الشرّ..

المعلم: أريحا أكبر واحة في العالم، إن المدينة والحضارة في كل عصورها مدينة للمدينة القديمة منذ آلاف السنين؛ فالمدينة لا تعني إلا مفاهيم الاستقرار والإبداع والسلام والفن والمحبة.
التقت عيون علي ورامي..
فتبادلا الابتسامة..
وتصافحا..
أكمل يا صاحبي!

طريق الخير والحق والجمال والسلام معروف، أكان بين الإنسان وأقرب الناس إليه، أو بين الحلفاء. وأنت ما ترى؟
لا بد من العمل، بأن توصل المجتمعات الإنسانية للحكم رجالاً ونساء، يؤمنون فعلاً بالسلام وثماره، من هنا إلى آخر الدنيا.
وهكذا تركت صاحبي يتأمل ويتذكر، فهو أيضاً له رحلات مدرسية، ورحلات في الحياة، وأنا وأنتم.
تلك هي الروح الحضارية لفلسطين..
جميل أن نرتقي لها جميعاً في العالم..
ضروري أن يفعلها المختلفون هنا، بدلاً من الحديث الذي طال...كثيراً.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في قصر هشام بن عبد الملك في قصر هشام بن عبد الملك



GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 07:47 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

هيفاء وهبي تخطف الأنظار بحقائب صغيرة وتتصدّر أحدث صيحات الموضة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 13:06 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

أحمد فهمي يكشف عن العيوب القوية في شخصيته
 لبنان اليوم - أحمد فهمي يكشف عن العيوب القوية في شخصيته

GMT 02:33 2023 الخميس ,20 إبريل / نيسان

اتجاهات الموضة في أنواع طلاء الأظافر لعام 2023

GMT 10:18 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

نيويورك تايمز" تعلن الأعلى مبيعا فى أسبوع

GMT 09:15 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

صحيفة "دايلي ستار" اللبنانية تُسرّح جميع موظّفيها

GMT 05:37 2022 الإثنين ,20 حزيران / يونيو

رسالة من وزير السياحة اللبناني إلى بلدية الغبيري

GMT 11:27 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

تحضير بخاخ ماء الورد للعناية بالبشرة والشعر

GMT 22:16 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

نفايات مسترجعة من تونس تسبب أزمة في إيطاليا

GMT 12:40 2022 الجمعة ,01 تموز / يوليو

كيف تربي طفلك الذكي ليصبح استثنائياً

GMT 19:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 04:50 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

أفضل وجهات شهر العسل بحسب شهور العام

GMT 15:04 2023 الأحد ,07 أيار / مايو

الأطفال في لبنان بقبضة العنف والانحراف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon