كما يليق بحبك لعلا برانسي قسيس الوطن والمصير والذاكرة
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

"كما يليق بحبك" لعلا برانسي قسيس: الوطن والمصير والذاكرة

"كما يليق بحبك" لعلا برانسي قسيس: الوطن والمصير والذاكرة

 لبنان اليوم -

كما يليق بحبك لعلا برانسي قسيس الوطن والمصير والذاكرة

تحسين يقين
بقلم : تحسين يقين

يليق به فعلاً كل الحب كله والجمال..ماذا يعني العنوان غير البقاء الأجمل على هذه الأرض وهذا الوطن!يتعانق الذاتي بالموضوعي، الشخصي بالوطني والإنساني، من خلال خيط يجمع آمالاً وهموماً، بحثاً عن خلاص إنساني، يتحقق بالحب، والحرية، والوطن، الذي سكنها، وسكنته، مؤكدة على هوية الباقين هناك في الوطن الجميل، حيث يطل الوطن ونكبته، لكن بشكل إيحائي جميل بعيداً عن المباشرة، في حين استتر البعد الاجتماعي، فكان رمزياً من خلال تشظيات قليلة، فكوّنت مجمل المعاني ما يمكن أن يكون رواية للإنسان هنا وهناك.

ذاتية نبيلة وموضوعية ملتزمة، بعيدة عن الصراخ، من خلال قلم شاعرة، تنبئ بما يأتي في المستقبل إنسانياً ووطنياً، باتجاه ابداعي عميق، يتحدث عن الشعور الإنساني لمن يحيا في وطنه من فلسطينيي عام 1948، ما بين الشعور باستمرار الاستلاب، واستمرار الحياة.لعله المصير لعله الخلاص، لعلهما معاً، حيث يكتمل المعنى، ونرى المشاعر الإنسانية العادية، في مكان غير عادي، وزمان اختلطت فيه نقاط الاستناد، لماض، وحاضر ومستقبل.
ونحن نستمتع بقراءة تلك النصوص الرشيقة، بجمالية اللغة والتعبير الشعوري، تطل ما بين الحين والآخر نصوص تستوقفنا لنحللها شكلاً ومضموناً، حيث يتسارع الاهتمام بها، لدرجة أن أصبحت محور هذا المقال.

أترك النصوص المجمعة، لكن شهر بعد آخر أجدني منشداً لها، خاصة لعدد محدد منها، هو ما جذبني إنسانياً وأدبياً لها، بل لنصين منها: «حب» و»عيد».نصان من بين 60 نصاً، ظلا يلحان للعودة لهما، كأن بيننا علاقة ما، وتلك هنا، العلاقة الإنسانية بين النص والقارئ، التي من أسباب جذبه لها أنها تحرك ما فيه من شعور وفكر وتأمل.أطلت خلال النصوص الأدبية تسعة نصوص، من بين العشرات، هي من لفتت نظري بشكل خاص، دون أن نقلل من القيمة الإبداعية للنصوص الخمسين الأخرى، التي تراوحت ما بين قصيدة النثر والخاطرة.

في المجموعة الأدبية التي بين أيدينا، للكاتبة الجليلية علا برانسي قسيس، نجد أنفسنا هنا، خاصة مع زعمنا بوجود 9 نصوص هي أقرب للقصة القصيرة، إن لم تكن هي أصلاً كذلك، أقول: نجد أنفسنا متأملين في هوية تلكالنصوص، وما إذا كان من الممكن فعلاً نشرها ضمن مجموعة قصصية للكاتبة، لما لها من سمات مميزة عن باقي النصوص، التي كما ذكرت كانت هويتها ما بين الشعر والخاطرة، واللتين بشكل عام، يتجهان للبوح والتعبير العاطفي، خاصة أن اسم المجموعة يتضمن عاطفة الحب: «كما يليق بحبك»؛ فالظن ظني، أن تلك النصوص التسعة تليق بمجموعها هويتها الشكلية والجمالية أدبياً إنما هي القصة القصيرة.

بعبقرية أدبية، ومن خلال نصوص قصصية قصيرة، استطاعت الكاتبة توصيل مضمونها الإنساني، وما كان ذلك ليتم دون موهبة، حيث إن النصوص القصصية التسعة، وإن تفاوتت في المستوى، إلا أنها تظل مع القارئ طويلاً.
تناولت القصص مشاعر شخصيات القصص وأفكارها تجاه الزمن والقدر والوطن والبداية والنهاية، من خلال أسلوب جذاب مدهش، بشيء من الصدمة الجميلة.وهنا سأتناول القصص الخمس: «حب» و»قصة» و»عيد» و»نسيان» و»أمل»، ومن ثم سأعرج على الأربع الأخرى: «جواز سفر» و»أحلام سمكة»، و»دراجة» و»ندابة».

في قصة «حب»، تفاجأ الزوجة بعد عمر من الزواج وما آل إليه من شكل روتيني، خف معه الحب والغرام والغزل، بعودة الزوج المحب والعاشق والمعجب بها، والذي يبدأ نهاره بالتغزل بها، ليأتي التفسير المدهش في النهاية، بأن الرجل يعيش الزهايمر. كأننا إزاء رمزية عميقة، بأن ننتبه للحياة وللمحيطين بنا.ولعل قصة «قصة»، تعزف على هذا النغم، من حيث البحث عن المصير، حين نجد بشكل فانتازي، شخصيات الكاتب تخرج من النص غير سعيدة بمصائرها، ولا بما آل قدرها في الحب والزواج، كأن الكاتب هنا في مجال تأمل الأقدار، والمسافة الممكنة من الاختيار في الحياة، حيث يصير الكاتب هنا رمزاً للقدر، الذي بالطبع لم يرض عنه أحد. وهي لا شك مسحة وجودية عميقة.

أما قصة «عيد»، فهي في ذات السياق التأملي، حين تستفيق عاطفة السيدة السبعينية، تجاه شخص يطرق فضاء المكان يومياً من خلال ممارسة الرياضة، ومرة أخرى نجد الكاتبة هنا تختبر الزمن.في قصة «نسيان»، نحن إزاء ذاكرة الشخصية، وهي هنا رمز عميق للوطن السليب والذاكرة، حيث يظل الماضي، ما قبل عام 1948، حاضراً بقوة في البال والحياة والسلوك، وتتجلى المفارقة بأن هذا الإنسان يعاني من الذاكرة المقيمة رغم كبر السن، لا النسيان.في قصة «أمل»، يتعانق ما هو عميق لدى المحب، مع ما هو سطحي لدى الطرف الآخر، فيصاب بصدمة ما. إنها مساءلة أخرى لعلاقات الحب والاختيارات والوعي.

أما الأربع الأخرى التي تأتي في المستوى الثاني فهي: «جواز سفر» و»أحلام سمكة»، و»دراجة» و «ندابة».قصة «جواز سفر» وصف عميق نفسي ووجداني لحالة أبناء البلاد المسافرين من خلال نقاط تفتيش الاحتلال، حيث يظل ابن البلاد متهماً، لا فرق بينه هنا أو هناك. ولعلها تضفي الوعي العميق على مسألة الهوية الوطنية، وما لها علاقة بالآلام الإنسانية. وهي هنا بشكل عميق، تتحدث عن المصير الموجع.في «أحلام سمكة» إيحاء عن المصائر والاختيارات، وقد راحت القصة منحى ناقداً للإنسان الذي يتنازل عن الإرادة لمجرد العيش، لكن وددنا لو دار المونولوج والحوار في ذهن الأم لا الطفلة، لربما أخذ معنى عميقاً عن الاختيارات الاجتماعية أيضاً.
في قصة «دراجة»، تعمق الكاتبة المضمون السابق، من خلال صيد السمك.

وأخيراً في قصة «ندابة»، تكتمل الوجودية الرمزية بشجن، في شخصية السيدة الندابة، التي تحيي الأتراح والأفراح، وصولاً إلى معنى عميق تجاه الحياة، بأنه لا فرق سوى في اللحن حزيناً هنا وفرحاً هناك، ليصدمنا المعنى. ولا يبعد أن تكون الندابة رمزاً للأدب والفن.وهكذا انقسمت القصص ما بين اتجاه الذاتية: «حب» و»قصة» و»عيد» و»أمل»، و»أحلام سمكة»، والاتجاه الموضوعي في قصص: «نسيان» «جواز سفر» و»أحلام سمكة»، و»دراجة» و»ندابة»، وإن شعرنا بشيء من التفاعل والتلاقي ما بين الهمين الشخصي والعام، كون الخلاص الفردي ناقصاً.

لغة، تميزت الكاتبة بلغة وصف آسرة مكثفة، بعيدة عن التعقيد اللغوي والمعنوي، وعلى الرغم من جمالية التكثيف، والذي أوصل المعنى، إلا أن هناك ضرورة أحياناً ليكون نفس الكاتب أكثر طولاً، حيث كان بالإمكان أن تطوي بعض النصوص؛ فإذا لم نحمد النصوص الطويلة غير المكثفة، فإننا أيضاً لا نحمد القصيرة الناقصة التي لم تلب تدفقات القارئ.«كما يليق بحبك»، إنساناً ووطناً، وأملاً، أرضاً وسماء، ذلك كان الطموح والتحدي بحثاً عن شكل أدبي يستوعب تلك الحياة. هي بصمة المكان والزمان.لعل القادم من نصوص قصصية سيكون في ذات السياق الإنساني ذاتياً ووطنياً، باتجاه نحو بلورة هوية الشكل الفني لدى الكاتبة.وقعت المجموعة في 170 صفحة من الحجم الصغير، صدرت عن دار الجندي - القدس، كان الغلاف لوحة للفنانة سامية حلبي، وهي بعنوان: فلسطين الصغيرة 2003، وكان تصميم الغلاف للفنان محيي الدين دروزة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كما يليق بحبك لعلا برانسي قسيس الوطن والمصير والذاكرة كما يليق بحبك لعلا برانسي قسيس الوطن والمصير والذاكرة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon