وقد تكون المصالحة ضحية الانتخابات الأميركية

وقد تكون المصالحة ضحية الانتخابات الأميركية...!

وقد تكون المصالحة ضحية الانتخابات الأميركية...!

 لبنان اليوم -

وقد تكون المصالحة ضحية الانتخابات الأميركية

أكرم عطا الله
بقلم : أكرم عطا الله

وتستمر مرحلة التيه الفلسطيني في صحراء السياسة باحثة عن شجرة خضراء وسط الرمال الجافة، وبدت في لحظة أنها متعثرة ليس فقط بفعل أربع سنوات عجاف من حكم الرئيس ترامب الذي استغل كل ما يملك من جهل، وليس أيضاً فقط بفعل انزياح اسرائيلي غير مسبوق نحو يمين لم يعد يؤمن بحل دولتين أو بوجود شعب آخر على هذه الأرض، ولا فقط بفعل تحطم الإقليم خلال العقد الماضي بل أيضا بفعل التخريب الداخلي الذي مارسه الفلسطيني ضد نفسه عندما حطم بوصلته ومؤشرها، فسار بلا هدى معتقداً أن السياسة هي مجموعة محاولات.  

جزء من أزمة الإقليم الذي شكل الظهير الاستراتيجي للفلسطينيين هو إضعاف عواصم المركز التاريخية أو تحطمها ونقل مركز القرار في العقد الأخير نحو دول الهامش، وهذا أحدث اضطراباً أظن أن المنطقة العربية لن تشفى منه قريباً. ومنذ طفرة النفط حين بدأ انتقال مركز الثقل الاقتصادي هناك ثم في النصف الثاني للتسعينات وظهور الفضائيات بدأ  مركز الثقل الإعلامي ينتقل، ثم بتحطيم كبرى العواصم القومية ينتقل الثقل السياسي ليبدو الفلسطيني مجرداً من عواصمه التاريخية، في اطار البحث عن الطريق جرت محاولات التوافق في اطار القبيلة المتناحرة دون أن تنجح أي منها، بل كان التشتت يزداد أكثر إلى أن اصطدم الجميع بالجبل، وكأنه كان يجب أن تنكسر الرؤوس لتدرك عمق المأساة التي حسدتها كل المناورات والمناوشات ورحلة الخداع الداخلي، ليكتشف الفلسطيني أنه كان يلهو ولا يمارس السياسة، وأن الثمن كان أكبر من يتحمله شعب وقضيته، إلى أن دفعه ضغط اللحظة أن يذهب إلى حوار يبشر أنه مختلف.

ذهب الفلسطيني إلى أنقرة، وهو خيار لم يكن الأمثل في ظل الصراع الاقليمي، الأمر كأنه يرسل رسالة سلبية لمن اعتبر دوما الحليف الأقرب، وكان يمكن إذا ما قرر الفلسطيني في لحظة ضغط أنه وصل إلى النهاية أن يذهب إلى موسكو التي أدارت حوارات سابقة، هذا إذا لم تكن القاهرة التي تكفلت بهذا الملف، فروسيا أقدر على مخاطبة اسرائيل فيما لو بدأ تطبيق اتفاق مصالحة ولا تتسبب بالحساسية التي يسببها الذهاب نحو أنقرة في هذا الظرف.

على كل حوار رغم المكان غير المثالي ولكنه حدث، ويأمل الجميع أن يكتمل وليس كما الحوارات التي وصلت أبعد منه، وأبرزها حوار العام الماضي الذي أداره رئيس لجنة الانتخابات المركزية الذي أنهى محاولته التي كادت تنجح بتوقيع الفصائل على التفاصيل، ولكن حينها كان الضغط فقط على المواطن، أما هذه المرة فوصلت للمسؤولين جميعاً.

ربما من المبكر نقاش التفاصيل وإن انشغل بها الرأي العام ومجموعات من المفكرين والمثقفين في مجموعات متناثرة على «الواتس آب» وغيره، تتناقش لوحدها وبلا رابط بينها في الانتخابات والقائمة الموحدة التي يجري الحديث عنها بين حركتي فتح وحماس، وحجم الاعتراضات القائمة من الخارج وإن لم تبدأ بعد الاعتراضات الداخلية.

فبعد خمسة عشر عاماً «هذا إن جرت الانتخابات مطلع العام القادم» جعلت طوابير المرشحين أكبر كثيراً من أن يكفيها مجلس تشريعي رغم توسع أعداده من 88 إلى 132 بلا لزوم سوى استيعاب أكبر عدد من المرشحين، ولكنه لم يعد يكفي.

الحديث المبكر من عودة القيادات السابقة بما لها وما عليها يستدعي حديثاً آخر عن ضرورة ليس فقط تجديد شرعية المؤسسة، بل تجديد دم المؤسسة بأجيال جديدة لديها ما تقوله بعد الاختيار الطويل لمن كانوا في الطبقة السياسية لسنوات طويلة، وقدموا النموذج الذي أمامنا قبل هذا الاصطدام.

ولكن الحقيقة وقبل أن نذهب للتفاصيل، نحن أمام حدث قد يغير كل ما هو قائم يتمثل بالانتخابات الأميركية، فمشروع المصالحة الأخير ليس هناك شك أنه جاء تحت تأثير ضغط التحالفات مع الحزب الجمهوري الأميركي والرئيس ترامب، وبالتالي قد تكون إحدى نتائجها أن يفوز بايدن مرشح الحزب الديمقراطي والذي يدعو لعودة المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، أي عودة لسياسة أوباما القديمة وتلك المفاوضات تستدعي الالتزام باتفاقيات أوسلو.

المكالمة التي تم تسريبها لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي يعتقد أنه تم تسريبها متعمداً لتصل لحركة فتح والرئيس محمود عباس، جاء فيها أن الحركة ستدخل الانتخابات لتدفع نحو التنصل من كل ما يتعلق بأوسلو وملحقاته، وبالتأكيد هذا يتعارض مع المفاوضات،

لذا علينا الانتظار لثلاثة أسابيع حتى الثلاثاء الكبير، وحين يصعد الدخان الأبيض سنعرف حينها، فإن فاز ترامب سيختلف الأمر وقد تستمر المصالحة، أما إن فاز بايدن ستتغير أشياء كثيرة في صالح الرئيس عباس، ومنها تعامل دول عربية وحركة المساعدات المالية، ولكن حينها قد تكون المصالحة هي الضحية... ننتظر قبل الدخول بالتفاصيل...!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقد تكون المصالحة ضحية الانتخابات الأميركية وقد تكون المصالحة ضحية الانتخابات الأميركية



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية

GMT 21:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مايك تايسون في صورة جديدة بعد عودته لحلبة الملاكمة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon