بقلم : وليد بطراوي
«لو زرعنا لو بيطلع يا ريت»
لست خبيرا مالياً او مختصاً في الشؤون الإدارية وشؤون الموظفين، لكنني مواطن واضع نفسي في مكان الموظفين الذين ينتظرون أي خبر حول رواتبهم. اعتقد ان الحكومة قد أخطأت عندما دفعت رواتب الموظفين بالكامل في شهري آذار ونيسان، ليس لأنهم لا يستحقون لا سمح الله، ولكن لأنهم كانوا مهيئين للتضحية، وللانتظار، ولاحتمالية استمرار الجائحة لشهور قد تصل الى نهاية العام، أي انهم كانوا مستعدين للقبول بتخبئة قرشهم الأبيض لذلك اليوم الأسود. وقد كانوا مستعدين للحصول على نصف راتب لأن كثيرين غيرهم لم يحصلوا على أي دخل خلال هذين الشهرين. أمّا الآن، وبعد ان عادت جميع القطاعات للعمل، فلا يوجد ما يدفع الموظفين العموميين للقبول بنصف راتب.
«مش عيب بس حرام»
ما زال هناك الكثيرون ممن يعتقدون ان الإصابة بفيروس كورونا عيب، وان مكانتهم الاجتماعية لا يمكن ان تصاب بالفيروس اللعين، ويخفون شعورهم بأي من أعراضه، ولا يفصحون عن مخالطتهم لمصابين او مخالطين. نعم «مش عيب» لكن «حرام» ان نصاب وان ننقل العدوى للآخرين بتصرفاتنا وتجاهلنا للإجراءات الوقائية وعدم الالتزام بالحجر، وتنقلنا من مكان لآخر، دون اكتراث لما قد يصيب الآخرين.
شهور ستة
وأخيرا، استطعت تجديد التأمين الصحي الحكومي يوم الخميس الماضي. فمنذ انتهائه في 31/12/2019 لم استطع تجديده لأسباب تتعلق أولاً بذهابي اربع مرات للتجديد في شهري كانون الثاني وشباط دون جدوى بسبب عدد المراجعين الذين يرغبون بتجديد التأمين. ومن ثم دخلنا في «ابقوا في منازلكم» وبعد عودة الحياة إلى ما قبل الحجر، ترددت كثيرا في الذهاب الى أي مركز صحي، إلا أنني جازفت أخيراً. الإجراءات الوقائية شجعتني للدخول الى مديرية صحة رام الله والبيرة، واستطعت تجديد التأمين الصحي خلال خمس دقائق، بسبب عدم وجود مراجعين. إلا ان ما اعتبره إجحافا، هو انني دفعت مبلغ 600 شيكل، أي عن سنة كاملة، لكن سريان مفعول التأمين ينتهي في 31/12/2020 أي بعد ستة اشهر. كتبت مراراً عن هذا الأمر، إلا انه لا مستجيب. انتهاء التأمين الصحي لكل المستفيدين منه في نفس اليوم، يعني الاكتظاظ، والطابور، والصراخ، وضغط الموظفين، والتوتر، وعدم تمكن الكثيرين من تجديده في الوقت المناسب. بالنسبة لي، لم اقصّر في محاولاتي تجديد التأمين للشهور الستة الماضية، بل ذهبت مرات اربع، ثم منعتني الظروف العامة من تجديده، وعندما سمحت ظروفي الخاصة الوقائية والمالية ذهبت دون تردد لتجديده. خسرت ستة شهور رغماً عني، ودفعت مقابلها دون ان يتم الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي أدت الى تأجيل التجديد.
إني رأيت رؤوساً
لأطفال يخرجون من نوافذ وفتحات سقف المركبات، بينما يمج الأب سيجارته وتنشغل الأم بمكالمة على «الموبايل»، حتى اني رأيت بنتاً تخرج الجزء العلوي من جسمها خارج السيارة دون ان ينتبه أهلها، كما رأيت ولداً يخرج رأسه من سيارة لتدريب السياقة دون ان ينتبه المدرب. هذه الرؤوس لم يحن قطافها بعد.
لو كنت مسؤولاً
لعملت وفق مقولة «نطقك سعدك». بمعنى ان انتقي عباراتي وكلماتي خاصة في زمن الجائحة، وألا اصرح بأي تصريح قد ينشر الهلع بين الناس وان تكون تصريحاتي للتوعية لا للتخويف، وألا أقول «سأكشف سراً» واعلن عنه، وبعد ان اكشفه، أتراجع وانفيه.
الشاطر أنا
انا يا جماعة من يوم قصة الكمامات بلتزم 100%، بغطي تمي ومنخاري ولو بصح لي بغطي عيني كمان، وما بتركها منظر ع ذقني ع أساس اني حاطتها ومش حاطتها، مثل اللي بيكون حاطت حزام الأمان ومش حاطه. طبعا لأني شاطر انا أصلا مش خايف من الكورونا، مش شايف انه في كورونا، وكل هالحكي الفاضي أصلاً مش بس مؤامرة عالمية، لكن مؤامرة خص نص ع الشعب الفلسطيني علشان يلهونا عن خطة الضم، يعني بخلونا نتباعد، وهمي بضموا! أهمية الكمامة بالنسبة الي هي انه لما بغطي ملامح وجهي بفكر انه الناس ممكن ما تعرفني، وما يوقفوا يحكوا معي واضيع وقتي الثمين. الأهم من هذا كله، لما بشوف حد حاطت كمامة ومغطي ملامحه، وبكون بعرفة بس بديش احكي معه، بطنشه، إذا حكى معي بقوله «والله مع هالكمامات بطل الواحد يعرف الثاني»، وبضحك هههه.