بقلم : وليد بطراوي
زميلة بريطانية سألتني عن إمكانية استخدام وسائل الاتصال المتاحة لإجراء بعض المحاضرات واللقاءات للصحافيين الفلسطينيين، ومن ضمن ما سألت بخجل، هل هذه الأمور متاحة في فلسطين؟ أجبتها بأن ما يشهده العالم منذ تفشي جائحة كورونا، شهده الفلسطينيون على مدار سنوات وسنوات. فقد كان المجلس التشريعي الفلسطيني اول برلمان في العالم يستخدم تقنية «الفيديو كونفرنس» لعقد الجلسات بين غزة والضفة وربطه بنظام التصويت. كما اننا اكثر من يستخدم الكمامات واللثام، واكثر الشعوب التي خضعت لايام واشهر من حظر التجوال، ولسنوات وسنوات من الحصار المالي والاقتصادي وحظر التنقل والسفر الا بتصريح خاص، وربما اول الشعوب التي أغلقت فيها المدارس والجامعات بشكل كامل ولفترة طويلة، وأول من لجأ للتعليم المنزلي، والعمل من المنزل، وتعطل عمل مطاره الوحيد، واغلاق حدوده، واكثر الشعوب التي تكون فيها الطواقم الطبية والصحافيون في خطوط المواجهة!
بانتظار الإعلان الرسمي
الصحافي الإيطالي ماركو يقول أنه خلال أزمة جائحة كورونا، تم تسريب مرسوم حكومي للصحافة يقضي بالحجر المنزلي والاغلاق الشامل في جميع انحاء ايطاليا، قبل الإعلان عنه رسمياً، والذي كان مقررا بالصدور في وقت متأخر من الليل او صباح اليوم التالي قبل توجه الناس الى أعمالهم. أدى هذا التسريب لاندفاع الكثيرين إلى محطات السكك الحديدية والحافلات للوصول الى وجهتهم قبل الإغلاق. الحشود والاكتظاظات زادت من احتمالية انتشار الفيروس بسرعة. في هذا السياق، يدور الحديث فلسطينياً عن منع للحركة قبل وخلال وبعد العيد، دون صدور قرار رسمي بذلك حتى اللحظة. وما زاد من تداول هذه الاحاديث تصريحات وزيرة الصحة التي قالت فيها اننا «اقرب الى الاغلاق». باعتقادي صدور مثل هذا التصريح عن وزيرة الصحة بالغ الأهمية، ولكنه متسرع بعض الشيء، ومن شأنه ان يدعو الى خروج الناس، كما حدث في إيطاليا، الى الأسواق لاستغلال التسهيلات الممنوحة قبل دخول «الاغلاق» حيز التنفيذ. لو كنت مكان الوزيرة لقلت «لننتظر الإعلان الرسمي».
«أكيد في إشي»
نحن شعب شكاك، وكيف لا وقد تحالف ضدنا الجميع، حتى انفسنا. لدرجة اننا نشك في انفسنا وفي افعالنا واقوالنا ونشك في نيّة الآخرين، ونشك الدبابيس كاما شككنا في امر. دائماً نقول «أكيد في من ورا هالشغلة اشي». المشكلة ان «الإشي» لا يبان. وعلى رأي هالواحد «يحرق ابو هالإشي اللي صار لنا سنين بنحكي انه في إشي ولحتى اليوم ما بيّن».
بعكس «فرق»
تبث القنوات الفضائية برامج في شهر رمضان ومن ضمنها بعض المسلسلات وما يسمى بالبرامج «الكوميدية» والتي شاهدت مقتطفات منها وشعرت بالقرف لأنها سخافة وليست كوميديا. لست خبيراً مسرحياً لكنني ومن قراءاتي المختلفة افهم ان الكوميديا هي نوع من انواع المسرح الشعبي، تُرفهُ عن المتفرج وفيها النقد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بعيدا عن الهزل والابتذال، وإضحاك المشاهد ليس شرطاً لها. اذاً هناك فرق بين الكوميديا والسخافة، وليس غريباً ان قلب احرف كلمة «فرق» يعطيك «قرف».
لو كنت مسؤولاً
عن قرار فتح دوائر السير، لما تركت الامر دون تنظيم، ولرتبت المراجعات حسب جدول معين. مثلاً الذي انتهت رخصة مركبته او رخصته الشخصية بتاريخ 5/3/2020 يمكنه تجديدها يوم كذا (تحديد تاريخ) في منطقته، وان يكون هناك حاجز امن عند بوابة كل دائرة يقوم باجراءات الفحص وكذلك التأكد من ان الشخص جاء حسب الجدول، وادخال المراجعين بشكل يمنع الاكتظاظ، والتأكد من عدم وجود أي ازدحام امام الدوائر. الفكرة الأخرى هي تطوير تطبيق للحجز المسبق (تاريخ، يوم، ساعة) حسب نوع المعاملة وعدم السماح لاي شخص الدخول الى دوائر السير دون موعد مسبق وبالطبع من خلال المرور بالفحص والاجرءات اللازمة.
الشاطر أنا
بما إنه إحنا شعب عاطفي، ومن السهل ان نتعاطف مع أي حد بنفكر انه مظلوم، وبما انه في كثير مؤسسات وهيئات وكتّاب بيدافعوا عن حقوق الانسان وحرية التعبير بدون ما يكونوا موضوعيين، بس بشوفوا الشغلة من منظورهم، وبما انه في تخوفات من استغلال الحكومة لحالة الطوارئ، وبما اني صحفي او مفكر حالي صحفي او اعلامي، فاشطر شي أعمل عمايلي، واذا في يوم حد لقطني ودقت ساعة الحساب، ولا ابسط منها «انتهاك لحرية التعبير». مهو هيك الناس راح تربط، الشاطر انحبس، وهو لسانة طويل، معناه في حد مش عاجبه الحكي، معناه تبلوا عليه، معناه لأنه كتب عن كذا، او لإنه صور كذا. مش عارفين انه الدواهي دايماً بتكون تحت السواهي!