جائحة «كورونا» وإستراتيجية «الخروج الأخضر» من الأزمة
السلطات الإسرائيلية تفرج عن مصطفى شتا المدير الإداري لـ«مسرح الحرية» في جنين بعد اعتقال إداري استمرّ عاماً ونصف عام المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يفوز على أوغندا بخماسية نظيفة في كأس أفريقيا لكرة القدم اندلاع حريق بأحد معارض شركة تسلا الأميركية في روما ما أدى إلى تدمير 17 سيارة إيران تُطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ موقف واضح إزاء التهديدات بتوجيه ضربة إلى منشآتها النووية البيت الأبيض يُعرب عن قلقه إزاء المناورات العسكرية التي أجرتها الصين مؤخرًا حول تايوان مقتل 7 وإصابة 9 آخرين إثر قصف مدفعى للدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر شمال دارفور أوامر بإخلاء مئات المنازل مع تواصل جهود مكافحة حريق غابات في كاليفورنيا ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب ميانمار إلى 2719 قتيلاً و4521 مصاباً و441 مفقوداً استشهاد الصحافي محمد صالح البردويل وزوجته وأطفاله الثلاثة بقصف إسرائيلي استهدف منزله في مدينة خان يونس وفاة الإعلامية الفلسطينية هيا مرتجى تفيت نتيجة توقف قلبها بعد تعرضها لصدمة جراء شدة أصوات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة
أخر الأخبار

جائحة «كورونا» وإستراتيجية «الخروج الأخضر» من الأزمة

جائحة «كورونا» وإستراتيجية «الخروج الأخضر» من الأزمة

 لبنان اليوم -

جائحة «كورونا» وإستراتيجية «الخروج الأخضر» من الأزمة

جورج كرزم
بقلم : جورج كرزم

بعد مرور بضعة أشهر من شلل الاقتصاد الفلسطيني، بسبب جائحة «كورونا»، والتزام المواطنين بالعزل المنزلي القسري لبضعة أسابيع، يبدو أنه، على الأقل في اللحظة الحالية، لم تتمكن الحكومة الفلسطينية من منع تفشي الجائحة على نطاق واسع. الآن، كما هو الحال في العديد من بلدان العالم، يتعين على الحكومة التعامل مع مسألة كيفية تنشيط الاقتصاد وإطلاق الجمهور في الفضاء العام دون تفاقم الجائحة.

ينظر الخبراء والناشطون البيئيون لهذا النقاش بأمل وقلق في آن معاً. الأمل نابع من أن أزمة «كورونا» فتحت المجال للإصلاحات البيئية التي من دونها كان أي تقدم يتم تسجيله سيستغرق سنوات وربما عقوداً. أما القلق فسببه أن ظهور الأزمة يمكن أن يكون له «أثر البندول» الذي سيحرك بأقصى قوة محركات الاقتصاد الملوِّث الذي لا أمل منه للحياة المستدامة. إذن، كيف نجعل شعار «الأزمة - فرصة» واقعاً حقيقياً؟

العلاقة بين حماية البيئة، صحة الإنسان وفيروس كورونا توضحه لنا دراسة حديثة في الولايات المتحدة، أجراها باحثون في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، حيث وجدوا صلة بين المناطق ذات التركيزات المرتفعة لتلوث الهواء والاحتمالية العالية للوفاة من فيروس كورونا. تشير دراسة أخرى نشرها باحثون من جامعة ستانفورد إلى أن موقف الناس تجاه البيئة يؤثر أيضاً على احتمالية تفشي الأوبئة في المستقبل، ونوهت الدراسة إلى أن اجتثاث الغابات يرفع معدل انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان.

المثال الثالث حول العلاقة الثلاثية (البيئة، الصحة، الأوبئة)، نجده في وثيقة أعدها خبير في الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان والبيئة، تدعو الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى التشدد في الأنظمة والقوانين البيئية كوسيلة للتعامل مع الأزمات الصحية مثل «كورونا». بالإضافة إلى مسألة تلوث الهواء، ذكرت الوثيقة ذاتها أن «الحصول على المياه النظيفة ضروري لمنع العدوى وانتشار الفيروس».

إزاء هذه الخلفية، تشدد المنظمات البيئية على الصحة، وتدعو أولاً وقبل كل شيء إلى اغتنام الفرصة للخروج من الأزمة لصالح اتخاذ تدابير تسهم في توفير بيئة تسمح للبشرية بالتعامل بشكل أفضل مع الوباء الحالي والأوبئة المستقبلية والأزمات الأخرى، وعلى الأخص أزمة المناخ. طرح هذه القضية على جدول الأعمال لا بد أن يرتكز على أن العلاقة بين البيئة والصحة العامة والأوبئة - مثل «كورونا» - هي علاقة مباشرة. يمكننا اعتبار أزمة «كورونا» بمثابة نداء لليقظة، وبالتالي إجراء مراجعة شاملة لبنية الاقتصاد وللوزارات الحكومية.

أزمة معقدة مثل «كورونا» تضم العديد من الجهات الفاعلة، وهناك معضلات كثيرة تنتظر البلديات في جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، متى وكيف يمكن إعادة المواصلات إلى المدينة؟ وهل يعني الخوف المبرر من ازدحام المركبات العمومية والحافلات والقطارات السماح لوسائل النقل الخاصة بإعادة احتلال الشوارع، وبالتالي التضحية بجهود كثيرة بذلت لتخصيص عدد كبير من الشوارع للمشاة؟ في أوروبا والولايات المتحدة أعلنت بعض السلطات المحلية أنها ستنتهز الفرصة لإبعاد السيارات من مراكز المدن وتوسيع الأرصفة ومسارات الدراجات على حساب طرق المركبات الخاصة.

في مدينة ميلانو بإيطاليا، على سبيل المثال، أُعْلِنَ بالفعل عن خطة طموحة تسمى «الطرق المفتوحة»، والتي بموجبها ستجري البلدية تعديلات، وفق هذا النمط، في 35 كيلومتراً من الشوارع. نائب عمدة ميلانو ماركو جرانيلي أوضح مؤخراً مبدأ هذه الخطة لصحيفة الغارديان: «عملنا منذ سنوات للحد من استخدام السيارات. عندما يسافر الجميع بوساطة السيارات فلا يبقى مكان للحركة. من الواضح أننا نريد تنمية الاقتصاد، لكننا نعتقد أنه يجب أن يتم ذلك بشكل مختلف عما كان عليه من قبل».

تفجير البالون

من الواضح أن الضغط للعودة إلى الروتين والخوف من الازدحام في الأماكن والساحات العامة ووسائل النقل العام يجعل من الصعب على صانعي القرار منع الاستخدام الواسع للمركبات الخاصة. لكن لا ينبغي أن يسقط المرء في إغراء العودة إلى ما كان عليه الحال سابقاً، بل التفكير في كيفية إقناع الناس باستخدام وسائل النقل العام. يمكننا سرد بعض الأمثلة على الإجراءات التي يمكننا اتخاذها في المدن: على سبيل المثال، يجب اغتنام الفرصة لتسريع تطوير شبكات طرق خاصة للدراجات الهوائية في الشوارع المستوية، فضلاً عن تكثيف زراعة الأشجار، وتشجيع المبادرات الصغيرة والشركات المحلية.

أحد التحديات المهمة التي تواجهها المنظمات البيئية الآن يتمثل في ضرورة تعميم رسالة للجمهور تبين فوائد إستراتيجيات الخروج الأخضر من جائحة «كورونا». يتحدث الجميع عن حقيقة أنهم يتنفسون بشكل أفضل الآن، لكنهم قد ينسون ذلك غداً. السؤال هو كيف نجعل من الواقع البيئي الذي تبلور خلال الجائحة - هواء أكثر نقاءً وانخفاض كبير في الانبعاثات والممارسات الاستهلاكية المدمرة للبيئة وللصحة العامة - كيف نجعل من هذا الواقع قيمة جوهرية جديرة بالاهتمام والبناء عليها. المشكلة تكمن في عدم القدرة على تخيل بدائل للواقع الحياتي الاستهلاكي الشائع حالياً. هناك زخم لنظام اقتصادي - اجتماعي يريد الحفاظ على نفسه، ومهمتنا هي تفجير هذا البالون.

يقول الكثيرون: إنه في غضون بضع سنوات ستكون لدينا طرق مواصلات عامة وربما شبكة خاصة للدراجات، لكن «كورونا» أظهر أنه يمكننا تغيير الأشياء بسرعة غير متوقعة، ففجأة تتغير الأشياء خلال يوم واحد، وفجأة يمكننا أن نرى كيف تتم الأمور بسرعة كبيرة. فوضى المباني السكنية والتجارية في مدننا خلقت في السنوات الأخيرة أحياءً حضرية إسمنتية عشوائية «صحراوية» (من حيث تدمير الفضاء الأخضر والأنظمة الإيكولوجية والمناخية)، «تتفشى» فيها المباني والطرق ومواقف السيارات، دون مساحات خضراء أو متاجر محلية (لتسويق المنتجات المحلية والوطنية) أو فضاءات عامة نشطة. ما فعلناه خلال العقود الأخيرة هو عكس ما نحتاجه من أجل مناعتنا وصمودنا، ما يؤكد كم هي حاجتنا للتخطيط الحضري البيئي.

من السهل تعداد التهديدات التي تتربص بالبيئة خلال محاولتنا الخروج من الأزمة الوبائية. يمكن لإجراءات ما بعد «كورونا» أن تشطب إنجازات كبيرة للحركة البيئية خلال السنوات الأخيرة. أولاً وقبل كل شيء، هناك قلق من أن الحكومات والشركات قد تستغل الفرصة لتخفيف الأنظمة والقيود البيئية والتساهل بشكل كبير إزاء انتهاكها. يبدو أن قضية مثل الطاقة الخضراء أقل أهمية الآن بالمقارنة مع الارتفاع الكبير في نسبة البطالة، بالإضافة للانخفاض الكبير في أسعار النفط والفحم، ما يجعل الطاقة المتجددة أقل جدوى اقتصادياً. أنصار البيئة يتوقعون أن هذا «الانتصار» سيكون على المدى القصير فقط. جائحة «كورونا» خطيرة حقاً، إلا أن أزمة المناخ ليست أقل خطراً، إذ يتوقع العلماء بسببها عدداً كبيراً من الضحايا.

فكر جذري جديد
اليسار التقدمي في الولايات المتحدة وصل إلى أزمة «كورونا» وفي جعبته ما يعرف بِـ «خطة الرف» للخروج من الأزمة - وهي تحديداً (GND) «Green New Deal»، أي»الصفقة الخضراء الجديدة». وتتناول الخطة استثمارات عامة على نطاق واسع في محاولة للانتقال إلى اقتصاد دائري أخضر متحرر من الوقود الأحفوري (الغاز والنفط والفحم).»الصفقة الجديدة» الأصلية تعود إلى الثلاثينيات (خلال فترة الأزمة الاقتصادية الكبرى)، وقد تضمنت مكوناً بيئياً لا يستهان به: الحكومة الأميركية شَغَّلَت آنذاك عاطلين عن العمل في زراعة مليار شجرة، كما أن المسارات السياحية والحدائق الأميركية أنشئت كجزء من مكونات «الصفقة الجديدة». عندما ننظر إلى مخرج من الأزمة الوبائية الحالية، يمكننا أن نجد فرصة لإنقاذ الناس من البطالة وإحداث قفزة بالاتجاه الأخضر.
جائحة «كورونا» تستصرخنا كي نستيقظ لمواجهة الأزمات القادمة، ولا شك في أن أكبر أزمة على الإطلاق هي أزمة المناخ.

أزمة المناخ، وعلى عكس وباء كوفيد-19، يمكننا التنبؤ بها بدقة تامة؛ إذ إننا نعرف ما سيحدث بعد نحو 20 أو 40 أو 60 سنة. هذه المسألة ليست مجرد قصة بيئية، بل إنها مسألة إستراتيجية ووجودية. نقطة البداية يجب أن تكون بأن العيش في بيئة صحية سيعزز قدرتنا على التعامل بشكل أفضل مع الأزمات. ليس أمامنا خيار سوى تثبيت هذا الفهم، والتقاط اللحظة التاريخية لبلورة فكر جذري جديد يركز على الإنتاج المحلي استناداً إلى الموارد ومدخلات الإنتاج المحلية، والتحرر من الأنماط الاستهلاكية المتضخمة والمريضة، وتوفير الطبابة المجانية والنقل العام المجاني، وتأميم القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل المياه والكهرباء والوقود، وتأمين دخل أساسي عادل للشرائح الشعبية من خلال تجريف أكبر كم ممكن من فائض القيمة والأرباح الهائلة التي راكمها ويراكمها الرأسماليون وشركاتهم الاحتكارية لصالح الفقراء والمسحوقين والجياع.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائحة «كورونا» وإستراتيجية «الخروج الأخضر» من الأزمة جائحة «كورونا» وإستراتيجية «الخروج الأخضر» من الأزمة



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

نجمات الموضة يتألقن بأزياء شرقية تجمع بين الأناقة والرقي

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 19:38 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح عند اختيار طاولات غرف طعام مستديرة

GMT 02:33 2023 الخميس ,20 إبريل / نيسان

اتجاهات الموضة في أنواع طلاء الأظافر لعام 2023

GMT 15:02 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

موضة المجوهرات لموسم 2023-2024

GMT 16:10 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

بنوك لبنانية تنسحب من قبرص

GMT 05:37 2022 الإثنين ,20 حزيران / يونيو

رسالة من وزير السياحة اللبناني إلى بلدية الغبيري

GMT 19:09 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

تنانير عصرية مناسبة للربيع

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 20:00 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

فيراري تزيل النقاب عن أقوى إصداراتها

GMT 17:12 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال السعودي يربط رازفان لوشيسكو بلاعبيه في الديربي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon