بقلم : فيحاء عبد الهادي
«وتظل القرية تحترق دائماً؛ فإن لم تهتم لأنها ليست قريتك؛ فإنها ستبقى قريتك».ايلانا بيل/ أميركا تلقيت عدداً من التعقيبات، على مقالتي بعنوان: «لا أستطيع التنفس؛ لا بديل عن العدل»؛ أستضيف بعضها، ضمن «مساحة للحوار»، مع الاختصار.انطلقت الرسائل من صرخة «جورج فلويد»؛ لتعبِّر عن رفضها المطلق للعنصرية، والاستعمار، والاحتلال الأجنبي، والتمييز، في كل بلاد العالم، وعن إيمانها بوجوب تحقيق العدل.واتفق معظم المعقبين/ات على أن التمييز العنصري في أميركا هو التمييز العنصري في فلسطين، وأن عنف الدولة في أميركا، يماثل عنف دولة الاحتلال في فلسطين.
وعبَّرت واحدة من الرسائل عن الظلم الذي يلحق بفلسطين، التي يعيش شعبها بأكمله، ولأجيال متعاقبة داخل سجن كبير؛ حين مقارنة وضع العنصرية فيها بالعنصرية في أميركا.وتعجَّبت من قلة الأصوات الموجَّهة ضد العنف في البلاد العربية، وللغاية ذاتها.وأكّدت رسالة أخرى قناعتها بأن القيادة العنصرية الإسرائيلية، المدعومة من أميركا لن تتمكن من ضمّ أي جزء من أراضي فلسطين؛ لمخالفة ذلك للقوانين الدولية.وتساءلت عن السبب الذي يمنع من العمل على كافة المجالات، لإعادة التفكير في السياسات والاستراتيجيات للقضاء على الأوبئة جميعها.وتحدَّثت واحدة من الرسائل عن ما يقارب الـ 300، من المتظاهرين في تشيلي، الذين فقدوا أعينهم، خلال انتفاضة 18 تشرين الأول 2019؛ مؤكدة أن إرهاب الدولة المقترن بالعنف، هو الإرهاب عينه، في كل بلاد العالم.
*****
«شكراً للمقالة القوية. كان يجب أن أقوم بمشاركتها.
تقوم حاليا الدكتورة Dr. Carolyn Mazloomi من مؤسسة «The Women of Color Quilters Network» بتنظيم معرض“Story Quilt” «قصة لحاف»، اعتماداً على واقعة موت «جورج فلويد» لتركز على جرائم قتل السود، بشكل مستمر، عبر التاريخ.علينا جميعا أن نقف معاً، ونحتج بكافة الطرق المتاحة، ونصلّي، ونأمل أن يتوقف هذا القتل العبثي اللامعقول». بيجي هارتويل، أميركا
*****
«للأسف أن الثنائي ترامب/نتنياهو يهدِّدان السلام في منطقتكم. لا يمكن أن يقوم الإسرائيليون بضم أي جزء من أراضي فلسطين؛ لأن ذلك مخالف للقوانين الدولية، ولا يمكن تقليص الأراضي الفلسطينية لمخالفة ذلك للشرائع الدولية، وسينتصر حل الدولتين.حتى الآن الحكومة الألمانية مقتنعة بذلك، ولنأمل أن يلتزم المسؤولون في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بقناعاتهم.أفضِّل ألاّ يتم دمج القضيتين. فالعنصرية في الولايات المتحدة لها جذور مختلفة عن تلك التي في منطقتكم. ونأمل أن الاحتجاجات القائمة؛ سوف تقلل نسبة نجاح ترامب في الانتخابات القادمة.
القضية الفلسطينية قائمة قبل مقتل الشرطي في أميركا، ولها أبعاد أكثر عمقاً. عند قيام ترامب بنقل السفارة إلى القدس وعندما طرح خطته المسمّاة «خطة السلام» كان تأثيره أعمق بكثير من مظاهر الاحتجاجات العالمية ضد عنصرية البوليس الأميركي. (وكنت أود أن أرى أصواتاً أكثر من العالم العربي موجَّهة ضد العنف، ولنفس الغاية).من المغري أن ندمج الجملة «لا أستطيع أن أتنفس» مع معاناة القضية الفلسطينية؛ إلاّ أني لا أعتقد أن استعمال هذه الجملة سَيَفي الوضع الفلسطيني التاريخي غير المحتمل. شعب بأكمله يبقى داخل السجن لأجيال متعاقبة؛ هذا أمر له أبعاده المختلفة». أوي فريزل/ ستوكهولم
*****
«مقاربات قوية. كتبتِ عن الصحافيين الذين فقدوا أعينهم في فلسطين، وفي أميركا، وفي إندونيسيا، وهم يوثقون التظاهرات ضد الظلم، والعنف، واللامساواة، والعنصرية.في تشيلي بلغ عدد من فقدوا أعينهم، ما يزيد على 300، جرى ذلك خلال الانتفاضة التي بدأت في 18 تشرين الأول 2019. علمت عن هذه التفاصيل عن «ثورة الـ 30 بيزو»، أثناء رحلتي في شباط 2020 إلى تشيلي، وكما ورد ضمن تقرير مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، العام 2019.سأرسل مقالتك للمشاركة، وأشعر بالقيم المكتسبة من قراءتها». روبرتا باسيك/ إيرلندا الشمالية
*****
«العنصرية واحدة في أميركا وفلسطين، وأي مكان في العالم. تحرَّرت جنوب إفريقيا من العنصرية بفضل نضالها، وتأييد شعوب العالم. علينا أن نقتدي بهذا المثال الرائع، ونضع أيدينا مع شعوب الأرض؛ لنحقق حلمنا بالخلاص من العنصرية، والاستعمار الاستيطاني، الرازح على أعناقنا». وائل أبو غزالة/ فلسطين
*****
«نعم، لا نستطيع التنفس، كنا وما زلنا. صحوة العالم على هذه الصرخة مهمة؛ ولعلَّ صراخنا يصل إليهم».زهيرة كمال/ القدس
*****
«صدقتِ، قد تصبح جملة «جورج فلويد» على مرّ السنين، هي المعبّرة عن هذا الزمان الخانق والمختنق. الكل يريد أن يتنفس» د. بيان نويهض الحوت/ بيروت
*****
«نعم، هذا ما نحتاجه، وهذا ما تحتاجه الإنسانية، نريد العدل والعدالة.ما أراه؛ حدث صحوة جماعية عالمية؛ ليس فقط ضد العنصرية؛ بل إن الناس تجاوزت ذلك بمراحل، وصبّت جام غضبها على الدول الاستعمارية، وعلى رموز الاستعمار ذاته، وهذا بحدّ ذاته نصر كبير للبشرية جَمعاء، ولإعادة الحق إلى نصابه، وتقويض الفكر الاستعماري القائم على استغلال البشر والموارد، علّ العالم يصحو، وعلّ العدل يسود». د. هند البديري/ القاهرة
*****
«السؤال بالنسبة لي، ما الذي يمنع من إعادة التفكير في سياسات القضاء على جميع أنواع الطاعون، و»القضاء على الاحتلال الاستيطاني، الاحتلال الأجنبي، التفرقة والعنصرية بجميع أشكالها»، وكذلك السياسات الاقتصادية الخبيثة لإعطاء الحقوق لجميع الناس؟ السؤال بالنسبة لي، ما الذي يمنع من العمل على كافة المجالات؟ إن إعادة التفكير قائمة منذ عقود». د. نوى زَنوللي/ سويسرا
*****
ما السبب الذي يمنع من إعادة التفكير؛ للقضاء على الأوبئة جميعها؟
للقضاء على السياسات الاقتصادية الخبيثة؛ لا بديل لشعوب العالم عن العمل المشترك، ضد النيوليبرالية المتوحشة.
وللقضاء على نظام الفصل العنصري في فلسطين؛ علينا أن نبتعد عن سياسة الفعل ورد الفعل، وأن نفكِّر بشكل استراتيجي؛ نحدِّد ملامح مشروعنا التحرري الوطني بوضوح، ونمتِّن جبهتنا الداخلية، ونوسّع دائرة الحلفاء، ونعيد قضيتنا عالمياً إلى الصدارة؛ كقضية تحرر وطني؛ حيث نناضل مع شعوب العالم للقضاء على العنصرية والتمييز، اللذين يجسدهما الكيان الاستعماري الصهيوني العنصري الاستيطاني.
معاً نناضل ضد العنف واللامساواة والعنصرية والإفلات من العقاب،
معاً نستطيع.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
«لا أستطيع التنفس»: لا بديل عن العدل
ظاهرة فلسطينية روايات النساء حول التهجير العام 1948: فاطمة الدرهلي/ ابنة يافا