بين دوتوكفيل وجورج فلويد وتل أبيب
وزارة الخارجية الهولندية تستدعي السفير الإسرائيلي في لاهاي لمناقشة الوضع المتدهور في قطاع غزة نتنياهو يؤكد أن إسرائيل عازمة على القضاء على حماس وملتزمة بإعادة جميع الأسرى رجب طيب أردوغان يتهم المعارضة التركية بالوقوف أمام تحقيقات فساد إمام أوغلو تركيا تنفي التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء آلية لمنع الاشتباك بين الجانبين في سوريا منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 90% من الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين سوء تغذية وزارة الصحة اللبنانية تعلن عن مقتل سوريين في غارة إسرائيلية على طريق الدردارة الخيام جنوبي البلاد الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بالتحقيق في قتل إسرائيل لمسعفين في غزة ساوثهامبتون الإنجليزي يفسخ عقد مدربه الكرواتي إيفان يوريتش عقب تأكد هبوط الفريق إلىإلى "التشامبيونشيب" ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 211 شهيداً صحفياً منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع نقابة الصحفيين الفلسطينية تدين مذبحة مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
وزارة الخارجية الهولندية تستدعي السفير الإسرائيلي في لاهاي لمناقشة الوضع المتدهور في قطاع غزة نتنياهو يؤكد أن إسرائيل عازمة على القضاء على حماس وملتزمة بإعادة جميع الأسرى رجب طيب أردوغان يتهم المعارضة التركية بالوقوف أمام تحقيقات فساد إمام أوغلو تركيا تنفي التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء آلية لمنع الاشتباك بين الجانبين في سوريا منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 90% من الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين سوء تغذية وزارة الصحة اللبنانية تعلن عن مقتل سوريين في غارة إسرائيلية على طريق الدردارة الخيام جنوبي البلاد الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بالتحقيق في قتل إسرائيل لمسعفين في غزة ساوثهامبتون الإنجليزي يفسخ عقد مدربه الكرواتي إيفان يوريتش عقب تأكد هبوط الفريق إلىإلى "التشامبيونشيب" ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 211 شهيداً صحفياً منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع نقابة الصحفيين الفلسطينية تدين مذبحة مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
أخر الأخبار

بين دوتوكفيل وجورج فلويد وتل أبيب

بين دوتوكفيل وجورج فلويد وتل أبيب

 لبنان اليوم -

بين دوتوكفيل وجورج فلويد وتل أبيب

عاطف أبو سيف
بقلم : عاطف أبو سيف

لا يبدو أن الاحتجاجات التي تجري في الولايات المتحدة ردة فعل عفوية على حادث لا يمكن وصفه بالعرضي. المنظر البشع للشرطي الأميركي يدوس رقبة المواطن الأسود حتى يخنقه يمثل استعادة متكررة لآلاف المشاهد التي حفل بها التاريخ الأميركي منذ وطأ الرجل الأبيض القارة الجديدة وبدأ بقتل سكانها الأصليين، قبل أن يأسر رجال القارة السوداء ويأتي بهم بالسفن لترفه ورفاهيته. لا يمكن لأحد أن يتصور ما جرى. شرطي لا يأبه للأنفاس الأخيرة لرجل يموت تحت ركبته وهو يمنع عنه الحياة، لا يستمع لكل الرجاءات ولا التوسلات من المارة أن يدعه وشأنه، كما لا يهمه تأوهات الرجل الذي يغادر الحياة وهو يرجوه بأنه لا يستطيع أن يتنفس.

وربما تلك العبارات القليلة التي تمكن الرجل الأسود من لفظها وهو يحاول أن يتمسك بآخر ذرة هواء تدخل رئتيه، والتي كان في جوهرها «لا أستطيع التنفس» ستصبح واحدة من العبارات الخالدة في تاريخ الاضطهاد الأميركي للأقلية السوداء، وستضاف إلى الكثير من الجمل الخالدة التي حفل بها تاريخ صراع السود من أجل الحد الأدنى من حقوقهم مثل عبارة مارتن لوثر كنغ «لدي حلم» في خطبته الشهيرة التي بدورها تعكس كل ما يحلم به المواطنون السود في دولة تزعم أنها واحة الديمقراطية في العالم. لم يعد أحد يستطيع أن يتنفس بعد أن فقد جورج فلويد آخر أنفاسه. كأنه أخذ معه كل مقدرة الأحرار على التنفس. كان هذا النفس الأخير. وكانت تلك الكلمات الأخيرة. لم يعد ممكناً تحمل المزيد من الكلمات، أو أن تلك الكلمات لم تعد مقبولة. ومن المؤكد، وبالقدر الذي تضاف عبارات الرجل الأسود في المشهد الأخير وهو يرجوه أنه لا يستطيع أن يتنفس إلى عبارات النضال الخالدة من أجل الحقوق والحرية، بالقدر الذي يضاف فيه المشهد إلى الذاكرة الخصبة التي تزخر بالمشاهد الأكثر بشاعة ربما في التاريخ، والتي تحكي عن هذا الاضطهاد الذي تأسست عليه أميركا الحديثة والمعاصرة. وحتى في الوقت الذي يصل فيه رجل أسود إلى البيت الأبيض، فإن هذا لم يعن بأي حال نهاية العنصرية القاتلة في المجتمع الأميركي الذي أنتج نخباً سياسية وفكرية تدافع بصفاقة عن سرقة بلاد الآخرين وتدعم حقوق القوة الغاشمة في قتل الأطفال واحتلال البلاد.

لعل المواقف السياسية الأميركية التي لا يمكن إيجاد وصف حقيقي لها في قاموس الإنسانية تعكس التوجهات ذاتها التي قتلت الرجل الأسود تحت أقدام الرجل الأبيض. ويمكن تخيل كيف يشعر أصحاب القرار في البيت الأبيض وهم يرون الجنود الإسرائيليين يقتلون الأطفال الفلسطينيين أو يستمتعون وهم ينظرون إلى جرافات الكاتربلر وهي تهدم بيوت الفلاحين في القرى الفلسطينية على ساكنيها. شيء من الغبطة والفرح وربما المتعة لأن مثل هذه المشاهد هي ذاتها التي تأسست عليها الولايات التي قتلت سكان البلاد الأصليين.

وهذا يقود لمفارقة أخرى، بأن ثمة عقدة نفسية لدى الساسة الأميركيين من فكرة سكان البلاد الأصليين. هناك شبه كبير بين المشروع الصهيوني وبين مشروع بناء أميركا. المشروعان تأسسا على أنقاض شعوب البلاد الأصلية. المذابح ذاتها وعمليات التطهير العرقي ذاتها وعمليات نفي الحضور وتطوير روايات مضادة ذاتها. ثمة شبه كبير وربما خطير في استحضار المقولات المزعومة حول أرض الميعاد وعهود الرب. لقد وجد الساسة الأميركيون فيما تفعله آلة القتل الإسرائيلية استعادة لتاريخ حميم ودافئ يجب التفاخر به تحت حجة مقولة «الحلم الأميركي» الذي يعني ضمن أشياء كثيرة قتل الرجل الأصلي الذي سكن البلاد قبل وصول الرجل الأبيض.

من هنا ورغم ما في هذا التحليل من مرارة يمكن فهم وليس تفهم بالطبع النزعات البشعة للساسة الأميركيين وهم يدعمون دون تردد مواقف الاحتلال الإسرائيلي، بل ويصل الأمر ببعضهم للدفاع عن جرائم هذا الجيش ووصفها بأنها دفاع عن النفس. بل أخطر من ذلك يأتي رجل مثل ترامب ويقدم لدولة الاحتلال المزيد من التسهيلات حتى تحتل أكثر، وبصفاقة غير مسبوقة في التاريخ يوقع على وثيقة اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال في سابقة سياسية وقانونية ربما لن يجد في محاكم البشر ما يتسع لجرمه. كل هذا لأن في وجود إسرائيل وفي جرائمها ما يواسي النفس الأميركية بأن «ثمة من يفعل مثلنا وبالتالي لسنا الوحيدين» وأن التجربة الأميركية بكل ما احتوته من قتل وتشريد وذبح وقنص للرجال والنساء والأطفال الأصليين مثل قنص الحيوانات كل ذلك أمر طبيعي. فقط إسرائيل من يشعر أميركا بطبيعيتها. تجربة متشابهة وهي استعادة لشيء مفقود في تاريخ البشرية لم يتكرر قبل ذلك في التاريخ الإنساني من بمثل هذه المذابح والمآسي، لكن ثمة فرادة يجب التأكيد عليها. من هنا هذا الترابط بين ترامب ونتنياهو وهو نفس الترابط الذي كان بين كل رؤساء الولايات المتحدة وقادة المشروع الصهيوني في فلسطين.

بالعودة إلى المشهد الذي أثار الحنق والغضب بين كل إنسان يعرف قيمة أن يتنفس بحرية، فإن ثمة مشاهد كثيرة في تاريخ الاحتلال تجعل منه أمراً طبيعياً بالنسبة لترامب ورفاقه في البيت الأبيض، كما أن مشاهد أخرى موجودة في كل يوم من عمر الدولة التي تأسست على أحلام شعب آخر. الأدب الأميركي الأسود أو ما يعرف بالأدب الأميركي الأفريقي يزخر بقصص مروعة وبأوصاف مهولة لسياقات الوجود الأسود في بلاد تزعم أنها واحدة الديمقراطية.

كتب أليكس دوتوكفيل الفرنسي كتاباً عن تجربته في الولايات المتحدة، وهي عن رحلة قام بها قبل مائة وتسعين عاماً، ونشر الكتاب عام 1835 بعنوان «الديمقراطية في أميركا»، امتدح فيها ما رآه من ديمقراطية حقيقة. ورغم أن الكتاب بالنسبة لطلاب الديمقراطية والعلوم السياسية عامة فرض من الفروض إلا أن أحداً كان يجب أن يسأل الفرنسي المفتون بالتجربة الأميركية عن هذه الصورة التي لم تغب منذ وصل أول عبد أسود إلى القارة أو الدولة الناشئة: صورة استعباد غير البيض في تلك الواحة المزعومة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين دوتوكفيل وجورج فلويد وتل أبيب بين دوتوكفيل وجورج فلويد وتل أبيب



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات محتشمة بلمسات الريش وألوان ربيعية تزين إطلالات النجمات

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 00:13 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 13:59 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 13:52 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

خبير بريطاني يعلن عن اكتشاف "خنافس غامضة" عمرها 4000 عام

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 21:41 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

تسريحات شعر قصير للعروس في 2022

GMT 23:54 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

المغربي حمد الله يفوز بجائزة الأفضل في شهر آذار

GMT 11:21 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أبرز اتجاهات الموضة لفساتين السهرة هذا الموسم

GMT 20:32 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

خطوات بسيطة للعناية بالشعر الأسود

GMT 23:34 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

إلغاء ماراثون برلين 2020 بسبب كوفيد-19
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon