الحريري  جنبلاط العلاقة «المشفّرة»
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

الحريري - جنبلاط: العلاقة «المشفّرة»!

الحريري - جنبلاط: العلاقة «المشفّرة»!

 لبنان اليوم -

الحريري  جنبلاط العلاقة «المشفّرة»

عماد مرمل
بقلم : عماد مرمل

من أبرز العلامات الفارقة التي تطبع العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط انّها متقلبة ومتلونة، تأخذ شكل المرحلة التي تمرّ فيها او المصلحة التي ترتبط بها، من دون أن تستقرّ على ثوابت صلبة مضادّة للتحوّلات.

صار كل من سعد الحريري ووليد جنبلاط يفهم على الآخر، ويجيد فك شيفرته السياسية. لا الخصومة بينهما تصل إلى حدود اللاعودة ولا التفاهمات الموضعية تبلغ سقف التحالف المتماسك. وهكذا، يمكن للمراقب أن يلاحظ كيف انّ الرجلين اختلفا ثم اتفقا مرات كثيرة خلال السنوات الماضية، وتقلّبا على صفيح ساخن تارة وبارد طوراً، من دون أي حرج، إلى درجة انّ الأمر كاد يصبح «تقليداً سياسياً».

وعندما تذهب القواعد الشعبية للحريري وجنبلاط بعيداً في الانفعال والتوتر عقب نشوب اي نزاع، يكون الرجلان في الوقت نفسه حريصين على عدم إقفال خط الرجعة، وتحين الفرصة او اللحظة المؤاتية لإعادة وصل ما انقطع، على قاعدة خدمة المصالح المتقاطعة التي تبقى فوق اي اعتبار.

حين يرفع جنبلاط او الحريري نبرته السياسية ضد الآخر، كما حصل اخيراً في شأن المبادرة الفرنسية والملف الحكومي، يعرف كلاهما ضمناً انّ هذه عاصفة ما قبل الهدوء، ومحاولة لتحسين شروط التفاوض قبل معاودة الحوار بينهما.

انّها علاقة مركّبة، تختزن الشيء وضدّه، وتجمع الشتاء والربيع السياسيين في فصل واحد. لا زواج ولا انفصال، بل مرتبة في الوسط تلبّي احتياجات الجانبين وتداري حساباتهما، كلما اقتضت الضرورة.

من الواضح ان ليس في مقدور الحريري ان يتخلّى كلياً عن جنبلاط مهما قسى عليه، كما فعل في اطلالته الاعلامية الأخيرة، وكذلك ليس في مقدور رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» ان يتحرّر من رئيس «تيار المستقبل» مهما تجاهله، كما شعر جنبلاط مع بدايات ترشيح الحريري لنفسه الى رئاسة الحكومة.

واذا كان ما يفرّق الرجلين على أكثر من مستوى ليس بسيطاً، الّا انّ ما يجمعهما في المقابل ليس هامشياً، بدءاً من النوستالجيا المرتبطة بالموقف الذي اتخذه جنبلاط بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وصولاً الى ضرورات تبادل «الخدمات السياسية» التي تبيح المحظورات، في نظام طائفي يرتكز على المحاصصة والتسويات الهجينة.

ولعلّ معادلة «الباب الدوار» التي تحكم علاقة كليمنصو - بيت الوسط، سرت بوضوح على تجربة اشتباكهما الحكومي في الأسبوع الماضي. لم يهضم رئيس «الاشتراكي» محاولة فرض أمر واقع عليه، ولم يستسغ ان يرسل له الحريري وفداً من «تيار المستقبل» بدل ان يتواصل معه مباشرة، فرفض استقبال الوفد واعترض على طريقة تسويق رئيس «المستقبل» لترشيحه، لكن الأهم انّه عرض خلف «الدفوع الشكلية» جوهر مطالبه المتعلقة بالحصّة الدرزية في الحكومة المقبلة.


وجنبلاط الذي يعرف من أين وكيف تؤكل الكتف، أجاد في ترسيم حدود المقايضة المضمرة بين تسمية الحريري والحصول على ضمانات وزارية، مستفيداً من حاجة الحريري الى أصوات «اللقاء الديموقراطي» في الاستشارات الملزمة، وصوت جنبلاط في معادلة التوازنات السياسية والميثاقية، إذ لو امتنع رئيس «الاشتراكي» عن دعم الحريري، لكان ترشيحه سيفتقر الى الميثاقية الدرزية بعد المسيحية (كون النائب طلال أرسلان يعارض تكليفه أيضاً)، الامر الذي من شأنه ان يحرجه ويضعه في موقع صعب.


التقط الحريري، الخبير في تكتيكات جنبلاط، خيط رسالة كليمنصو المدروسة، فبادر الى الاتصال به والوقوف عند خاطره، متجاوزاً مفاعيل «السجال الهاتفي» الذي ترتب على اتصال جنبلاط به من باريس، ومحتوياً المضمون الشديد اللهجة الذي عكسه الظهور الاعلامي لرئيس «الاشتراكي» عشية خميس الاستشارات المؤجّلة.

حسبها الحريري بدقة، وادرك انّ هامش المناورة ضيّق امامه، بفعل الوقت القصير الذي لا يسمح كثيراً بالتكتيكات التفاوضية من جهة، واستعادة جنبلاط بين ليلة وضحاها دور بيضة القبان، في استحقاق تسمية الرئيس المكلّف تحديدًا من جهة أخرى.

وعليه، قرّر الحريري ان يختصر المراحل وان يسدّد لجنبلاط ضريبة «القيمة المضافة» السياسية في مقابل ان يسمّيه، وذلك عبر طمأنته الى المقاربة التي سيعتمدها، بعد تكليفه، حيال التمثيل الدرزي في الحكومة المقبلة.

مرة أخرى، اثبت الحريري وجنبلاط قدرتهما على إدارة نزاعاتهما، التي مهما انتفخت نتيجة تعارضات ظرفية، تعود في نهاية المطاف إلى حجمها الطبيعي، انطلاقاً من حقيقة، انّ اللعبة السياسية في لبنان محكومة بالمساومات والمقايضات الكفيلة بتخفيض السقوف وتبريد الرؤوس.ولكن، هل بتعظ المناصرون الذين غالباً ما يكونون ملكيين اكثر من ملوك الاحزاب والطوائف، ويندفعون ابعد منهم في الحماسة والخصومة؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحريري  جنبلاط العلاقة «المشفّرة» الحريري  جنبلاط العلاقة «المشفّرة»



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon