عندما سأل الأميركيون ماذا تفعلون هذا ليس اتفاقنا
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

عندما سأل الأميركيون: ماذا تفعلون.. هذا ليس اتفاقنا؟

عندما سأل الأميركيون: ماذا تفعلون.. هذا ليس اتفاقنا؟

 لبنان اليوم -

عندما سأل الأميركيون ماذا تفعلون هذا ليس اتفاقنا

عماد مرمل
بقلم : عماد مرمل

مع تعثر المفاوضات غير المباشرة حول الترسيم البحري، بعد تأجيل جلسة اليوم، يتضح انّ «التنقيب» عن اتفاق حدودي سيكون مهمة شاقة جداً، وسط الهوة المائية التي تفصل بين النظرتين اللبنانية والاسرائيلية الى خط الحدود، وانحياز «الوسيط» الأميركي بشكل يؤدي إلى فقدانه كثيراً من الصدقية والقدرة على التأثير.

أعطى تعليق جلسة التفاوض التي كانت مقرّرة هذا النهار، إشارة واضحة الى انّ المفاوضات دخلت سريعاً في ممرات صعبة وضيّقة، لن يكون من السهل عبورها، ما لم تظهر مرونة اميركية واسرائيلية في التعاطي مع الحقوق السيادية اللبنانية.

وقد دفع المأزق المبكر، رئيس الوفد الأميركي جون دو روشيه، الى الاستعاضة عن جلسة اليوم، بمحاولة الضغط على المسؤولين اللبنانيين لتليين موقف الوفد المفاوض، الذي باغت الجانبين الأميركي والاسرائيلي بسقفه المرتفع وبطلبه استعادة 1430 كلم2 من المساحة البحرية، وليس فقط الـ 863 كلم 2 المتنازع عليها، والتي كانت واشنطن وتل ابيب تسعيان الى حصر التفاوض في نطاقها.

ويبدو انّ الديبلوماسيين الأميركيين المكلّفين من قِبَل إدارة دونالد ترامب بالإشراف على ملف الترسيم الحدودي، وفي طليعتهم مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر، يستعجلون تحقيق انجاز ما في هذا الملف، يُحسب لهم ويُدرج ضمن سِيَرهم الذاتية، قبل اعلان المجمع الانتخابي في الولايات المتحدة رسمياً عن نتائج الانتخابات وحصول التسليم والتسلّم بين الرئيس المنتهية ولايته ترامب والرئيس الجديد جو بايدن، وبالتالي فإنّ الطرف الأميركي محشور في الوقت ويخوض سباقاً معه.

اما الوفد اللبناني، فهو في موقع تفاوضي أفضل وليس مضطراً الى مجاراة شينكر وزملائه في حساباتهم، ويمكن اختصار موقفه بالآتي: إما يعطينا الفريق الأميركي الحالي ما يرضينا اذا كان مستعجلاً، واما ننتظر ما يمكن أن يحمله الفريق الآتي مع الإدارة الجديدة.

واذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون بات المسؤول المباشر عن رسم السقف السياسي للوفد اللبناني، منذ انطلاق المفاوضات، فإنّ هناك من يؤكّد انّ عون ليس في وارد التراجع او تقديم تنازلات مجانية، خصوصاً انّه تحرّر من الاعتبارات الضاغطة، بعد العقوبات الأميركية الأخيرة على النائب جبران باسيل، وبالتالي لم يعد مضطراً الى أي مسايرة أو مراعاة، بهدف تجنّب فرض تلك العقوبات على رئيس «التيار الحر»، كما حصل عند تشكيل الوفد، تبعاً لأصحاب هذا الرأي.

واللافت، وفق المطلعين، انّ الوسيط الأميركي المفترض، والمتسلح بخط هوف، بدا على طاولة الناقورة أكثر تحسساً وانزعاجاً من الطرف الاسرائيلي، عندما طرح المفاوض اللبناني خلال الجلسة السابقة تصوره للحدود البحرية اللبنانية وصولاً الى مطالبته باستعادة 1430 كلم2.

استغرب الموفد الأميركي ما سمعه، قائلاً: «ماذا تفعلون.. هذا ليس اتفاقنا»، ومعتبراً انّ الطرح اللبناني يخالف الأسس التي تمّ التفاهم عليها خلال المداولات مع المعنيين في بيروت، فأجاب الوفد المفاوض: «إذاً، اذهبوا الى من تكلمتم معهم. نحن لا ندخل في بازار سياسي، وتصورنا للحدود ينطلق من دراسات معمقة وقواعد تقنية وقانونية».

وإحدى عناصر القوة التي يستند اليها الوفد في معركته الديبلوماسية، هي انّ الاسرائيلي لا ينطلق في ردوده عليه من مسوغات قانونية أو تقنية، وكل ما في الأمر انّه يتذرع بما يعتبره ترسيماً حصل بين لبنان وقبرص عام 2007، ليبني عليه مقاربته المبتورة للحدود البحرية، وهذا ما ردّ عليه المفاوض اللبناني بالقول: «نحن لم نوقّع مثل هذا الاتفاق مع قبرص، وفي كل الحالات ما شأنكم انتم اذا كنا قد وقّعنا على الترسيم معها ام لا. إنّ قبرص دولة صديقة لنا بينما اسرائيل دولة عدوة».

صحيح انّه سيكون من الصعب جداً، بل من المستحيل، أن تقبل تل أبيب بالمقاربة اللبنانية التي تفضي الى الحصول على أجزاء من حقل كاريش الواقع تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي، الّا انّ الصحيح أيضاً هو انّ الاستراتيجية التفاوضية التي يعتمدها الوفد اللبناني تمنحه امتياز اللعب في ميدان خصمه، وليس على أرضه، ومن شأنها استطراداً، ان تحمي البلوكات النفطية التي تقع على تماس مع الاحتلال، الأمر الذي يصح تسميته بـ»التفاوض الهجومي» بدل ان يكون دفاعياً، خصوصاً انّ الجانب الأميركي يرتكز في عروضه للبنان على خط هوف بشكل اساسي، مع «بقشيش» جانبي يقارب الـ150 كيلومتراً من أصل مساحة الـ863 كلم المتنازع عليها، تبعاً لما اقترحه شينكر في إحدى زياراته.

انّها معركة إرادات قبل أن تكون مسألة إيرادات، ويبدو انّ لبنان ينجح حتى الآن في الدفاع الصلب عن حقوقه، وتجاوز الآثار الجانبية التي ترتبت على الخلاف حول تركيبة الوفد المفاوض. فهل يصمد في هذا الموقع والموقف، بعدما قرّرت واشنطن تأجيل اجتماع الناقورة؟

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما سأل الأميركيون ماذا تفعلون هذا ليس اتفاقنا عندما سأل الأميركيون ماذا تفعلون هذا ليس اتفاقنا



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon