تقرير «أوكسفام» ومآلات «الفقراء الجدد»
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

تقرير «أوكسفام» ومآلات «الفقراء الجدد»

تقرير «أوكسفام» ومآلات «الفقراء الجدد»

 لبنان اليوم -

تقرير «أوكسفام» ومآلات «الفقراء الجدد»

بقلم : إميل أمين

إلى أين يمضي الاقتصاد العالمي، وهل بات قدراً مقدوراً في زمن منظور أن يدفع، أقنان الأرض، كما أطلق أدباء روسيا العظام من أمثال تولستوي وديستوفسكي، على الفقراء العاملين المعذبين في الأرض، ثمن الرأسمالية المتوحشة والليبرالية الجديدة التي أفقرت الفقراء أكثر وأكثر؟ الحقيقة المؤكدة هي أنه على الرغم من الخطابات الحماسية التي يطلقها البنك الدولي والثماني الكبار، فإن المستويات العالية من الفقراء، تحافظ على الثروة والسلطة في الغرب.
ومن ناحية أخرى يمكن القطع بأنه لا يوجد دليل كافٍ على أن الرأسمالية والنظام القائم على التصنيع هما حقاً علاج الفقر العالمي، والرأسمالية كنظام اقتصادي واجتماعي غير قادرة على تفسير استمرارية الفقر العالمي، إذ فشلت في معالجة انعدام المساواة في جنوب العالم بنوع خاص.
لماذا الحديث الآن عن فقراء العالم وأقنان الأرض؟ مردُّ الأمر أنه وقبل الاجتماعات العاجلة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، الثلاثاء المقبل، خرجت علينا منظمة «أوكسفام» الخيرية البريطانية بتقرير مؤلم ومؤسف يفيد بأن ربع مليار نسمة، سوف يدخلون دائرة الفقر المدقع هذا العام، ما يجعل الصورة الخاصة بسكان العالم الأقل حظاً مأساوية.
تقول «أوكسفام» إن جائحة «كوفيد - 19»، وارتفاع أسعار المواد الغذائية جراء الحرب الأوكرانية، سيؤديان إلى انضمام 263 مليون شخص إضافي إلى دائرة الفقر المدقع، وهو رقم يوازي سكان المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا مجتمعين.
هل يدرك العالم الأسباب الحقيقية للفقر الذي يعم اليوم، وهل الجائحة والحرب هما فقط السبب الرئيسي لتكاثر أعداد المجروحين في كرامتهم الإنسانية؟ الشاهد أن النقاش عن الفقر وتوزيع الدخل، يكاد يسيطر عليه تماماً اقتصاديون ليبراليون جدد، يستخدمون أساليب محدودة جداً، وغالباً ما تكون كمية فقط في دراسة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة الخاصة بعدم المساواة، ما يجعل من نقاشاتهم غير دقيقة أحياناً، وغير أمينة وموضوعية دائماً.
ولعل خير دليل على ما نقول به هي الأرقام الصادرة عن البنك الدولي، تلك التي توقعت أن تدفع الجائحة وعدم المساواة 1980 مليون شخص إضافي إلى هوة الفقر المدقع في 2022، فإذا بها ومع ارتفاع أسعار السلع الغذائية تفتح الباب واسعاً، ومن أسفٍ، لدخول 65 مليون شخص آخر في الشهور المتبقية من السنة الحالية.
أرقام المؤسسات الاقتصادية الدولية مؤلمة قولاً وفعلاً، ذلك أنه إلى جانب الفقراء الجدد، هناك بالفعل ملايين من البشر يعانون من مستويات حادة من الجوع في شرق وغرب أفريقيا واليمن وسوريا، وقد يصل عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء إلى 827 مليوناً هذا العام.
تبدو أكبر إهانة للإنسانية في القرن الحادي والعشرين، متمثلة في الجوع وسوء التغذية، رغم الاكتشافات والتجارب العلمية الحديثة التي تجعل الأرض تجود بغنى وفير من الثمار، ما يجعلنا نبحث عن الأسباب الحقيقية وراء الفقر، وهل هناك من يسعى للحفاظ على منسوبه عالياً ليظل هو أو هم سادة العالم وسدنته؟ يمكن أن يكون ذلك كذلك، لا سيما أن هناك إجماعاً على وجود دستور عالمي غير مكتوب للشركات الكبرى، غير دساتير العالم المعروفة.
من السمات الأساسية للقرن الحادي والعشرين ما أطلق عليه أحد النشطاء المناهضين للعولمة في الولايات المتحدة «لحظة تأسيسية»، وكان يعني بهذا أن تلك الشركات العابرة للقارات والمتعددة الجنسيات، كانت تكتب «دستوراً عالمياً»، يعطي الأولوية لجني الأرباح أكثر من الحق في العمل والتنمية المستدامة، والميدان الذي تمت فيه عملية كتابة هذا الدستور، كان ساحة المؤسسات المالية الدولية ومنظمة التجارة العالمية.
هل من مثال حي على الأنانية القاتلة لمثل هذا الدستور؟ ربما يتحتم على المرء مراجعة سلوك الشركات العالمية التي تعمل في مجالات النفط في أفريقيا، وسواء كانت أميركية – أوروبية، أو صينية – روسية، فجميعها تعمل على إملاء استراتيجيات عالمية، بدلاً من تعزيز التنمية المحلية، ما يجعل القطع بأنها رأسمالية متوحشة سحقت ومحقت الإنسانية، كما فعلت الشيوعية، أمراً قابلاً للتصديق.
تقرير «أوكسفام» يثير هلعاً حقيقياً، لا سيما أنه يكشف عن مرحلة من الفوضى الاقتصادية العالمية الآتية لا ريب، تبدأ من عند توقف عدد من الدول عن سداد ديونها، كما الحال في سيرلانكا، الأمر الذي سيضطر الحكومات إلى خفض الإنفاق العام، بهدف توفير ما يُدفع للدائنين واستيراد الغذاء والوقود.
ما يجري على صعيد فقراء العالم لم يعد تجدي معه فكرة المساعدات الاقتصادية، ذلك أن الحاجة لإجراءات استثنائية باتت أمراً ملحاً.
لا تعدم البشرية، إذا كان لديها بقية من نرجسية مستنيرة، الحلول، وفي المقدمة منها إلغاء ديون الدول منخفضة الدخل لتتمكن من الاستثمار في شبكات الأمان الاجتماعي.
إلغاء الديون، وحسب التقرير الأخير، سيوفّر في العام الحالي 30 مليار دولار، يمكن أن تستفيد منها 33 دولة تعاني بالفعل أو معرّضة لخطر الديون.
هناك حلول شبه جذرية، لكن غالباً لن يقبلها «عتاة الرأسمالية»، مثل ضريبة سنوية على أصحاب الملايين تبدأ من 2%، وتصل إلى 5% على المليارديرات، كافية لتوفير 2.53 تريليون دولار سنوياً، وكفيلة بأن تُحدث توازنات وعدالة في توزيع الثروات، واستنقاذاً للرازحين تحت عبء الظلم الاجتماعي.
على المجتمعين في لقاءات البنك والصندوق الدوليين تذكر أن غياب التضامن الإنساني سيولّد المزيد من الظلم الحقيقي، وهذا ستكون تبعاته وبالاً على أمن وسلام واستقرار العالم، وطريقاً لثورات اجتماعية وفورات طبقية.
البشرية لا تزدهر إلا بشراكة حقيقية من العدالة والمساواة أمس واليوم وإلى الأبد.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير «أوكسفام» ومآلات «الفقراء الجدد» تقرير «أوكسفام» ومآلات «الفقراء الجدد»



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon