حشود بوتين وبندقية تشيخوف
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حشود بوتين وبندقية تشيخوف

حشود بوتين وبندقية تشيخوف

 لبنان اليوم -

حشود بوتين وبندقية تشيخوف

بقلم : إميل أمين

في إحدى رواياته يسطر سيد القصة القصيرة الروسية، وأحد أهم الكتّاب المسرحيين الروس، أنطون تشيخوف، أنه «إذا ذكرت في الفصل الأول لرواية ما أن هناك بندقية معلقة على الحائط، فلا بد لها أن تنطلق في الفصل الثاني أو الثالث على الأرجح».
هل يمكن أن تنسحب رؤية تشيخوف على واقع حال روسيا الاتحادية، وبخاصة بعدما أظهرت الصور الجديدة التي التقطتها شركة «ماكسار تكنولوجي»، حشوداً للوحدات المدرعة والدبابات والمدفعية ذاتية الدفع، جنباً إلى جنب مع القوات البرية التي تحتشد بالقرب من بلدة يلنيا الروسية بالقرب من حدود بيلاروسيا؟
المشهد المتقدم تكرر في أبريل (نيسان) الماضي وأثار مخاوف الأوكرانيين بنوع خاص، والغرب بشكل عام، غير أن التحركات الروسية الأخيرة منذ سبتمبر (أيلول) المنصرم، بدأت تشمل وحدات من نخبة الدبابات المعروفة بجيش دبابات الحرس الأول، والعهدة هنا على الراوي صحيفة «بوليتيكو» الأميركية الشهيرة.
من الطبيعي أن ينكر الرئيس بوتين هذه الحشود وتلك التحركات، لكن صور الأقمار الصناعية لا تكذب ولا تتجمل، إنها تميط اللثام عما يجري على الأرض، وإن بقيت مكنونات الصدور غير واضحة بما يكفي.
القيصر الروسي غاضب جداً، ويعتبر أن خطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ متوسطة المدى في أوروبا، تشكل خطراً كبيراً وتهديداً واضحاً لبلاده.
منذ نحو عقدين وأكثر لا ينفك بوتين يتحدث عن الخطأ الذي يشابه الخطيئة من قبل «الناتو»، حيث تسبب في تفخيخ الاتحاد السوفياتي داخلياً، وتفكيكه خارجياً؛ ولهذا بدا في اجتماعه نهار الاثنين الماضي مع قيادات وزارة الدفاع في حالة تحفز غير طبيعية.
خلال اللقاء الرئاسي الروسي بالقيادة العسكرية، بدا وكأن ضابط الـ«كي جي بي» السابق يقوم بتعبئة بندقية تشيخوف الروسية؛ استعداداً لإطلاقها إذا لزم الأمر، وقد يلزم بالفعل عما قريب، إنْ بشكل مباشر من خلال الصدام مع واشنطن، أو من خلال صدام الأخيرة مع بكين، وقبلهما هناك الفخ الأوكراني المنصوب صباح مساء كل يوم لسيد الكرملين.
بندقية بوتين تتبدى ظاهرة في أحدث نظام صاروخي سوف ينضم قريباً للترسانة الروسية، «إس – 500»، ضمن منظومة الدفاع الجوي الروسية الحديثة، والقادرة على كشف الصواريخ الباليستية وفرط الصوتية الأميركية بأنواعها كافة، وتدميرها في أي نقطة من مسار رحلتها.
البندقية عينها تمضي في إطار تطوير الطيران البحري وتجهيزه بأنظمة تدمير واعدة، وذلك مع الأخذ في الاعتبار قدرات البحرية الأجنبية.
في مسار سياسي موازٍ لحديث صوت بارود البندقية الروسية، يعلو الصوت الدبلوماسي، الذي يستبق قعقعة السلاح، الأمر الذي تمثل في تصريحات رجل الخارجية الروسية العتيد، سيرغي لافروف، الذي أشار قبل بضعة أيام، وفي حديثه مع «قناة 24» الروسية، إلى أن أوكرانيا تحاول من خلال الاستفزازات التي تقوم بها في منطقة دونباس، جر روسيا إلى أعمال عسكرية.
لافروف لفت الانتباه إلى ما اعتبره، حادثة غامضة، تلك التي تمثلت في استخدام طائرة بيرقدار من دون طيار في دونباس، وقال إن قائد القوات المسلحة الأوكرانية يعلن استخدام هذه الأسلحة، في حين وزير الدفاع يقول إنه لم يحدث شيء من هذا القبيل، فهل تريد أوكرانيا إظهار قوتها وانتهاك اتفاقية مينسك؟
أوكرانيا وعلى مدى سبع سنوات عملت جاهدة، وبدعم أميركي – أوروبي، على إرجاع إقليم دونباس، وكانت روسيا تصدها من غير أن تصل إلى شفا حرب ساخنة، أو أن تصبح طرفاً في النزاع.
هل سيتغير المشهد عما قريب وتنطلق بندقية المؤلف الروسي الذي أبدع في تصويره معاناة الإنسان وعجزه عبر رواياته، كما في عمله الخالد «غابة الشيطان» 1889؟
يوماً تلو الآخر تنهار الثقة بين موسكو والناتو، ولدى الروس قناعة مطلقة بأن خطط الحلف الغربي تسعى جاهدة في طريق ضم أوكرانيا وجورجيا إليه، الأمر الذي يعني تهديداً غير مسبوق للروس منذ هجوم النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وهو ما لن تقبله موسكو في الحال، وما لن تسمح به في الاستقبال.
لافروف يقطع بقوله، إن روسيا لا تمتلك أي معلومات عن نوايا «الناتو»، معتبراً أن الحلف لا يسعى إلى إقامة أي تعاون مع بلاده.. جاء ذلك في العاصمة الإيطالية روما عشية انعقاد قمة العشرين، التي استبقت لقاء غلاسكو للمناخ، حيث غاب بوتين، الذي يبدو أنه منشغل بما هو أهم وأخطر، على الأقل بالنسبة لوطنه وقومه.
هل من علاقة ما بين حشود الروس التي ترصدها عيون وآذان البنتاغون عبر أقماره الصناعية، وبين الزيارة المثيرة للتفكير التي قام بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، نهار الثلاثاء الماضي إلى موسكو ولقائه مع سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف؟
البيان الذي صدر عن مكتب الأخير يفسح المجال واسعاً للهواجس والشكوك، بأكثر مما يدعو إلى الطمأنينة والتهدئة، حيث جاء فيه «بحث الطرفان العلاقات الروسية - الأميركية»، هكذا ومن دون ذكر أي تفاصيل عن المحادثات.
تبدو هناك مخاوف جدية في واشنطن من أن التركيز على الصين، وانشغال إدارة الرئيس بايدن بقضية جزيرة تايوان، قد يتسبب في إتاحة الفرصة لتكرار الخطأ الأوبامي، والمتمثل في اتباع سياسة القيادة من وراء الكواليس، حيث قامت موسكو بملء مربعات النفوذ الأميركي المفرغة في سوريا على سبيل المثال، ولهذا فإن النصيحة الموجهة إلى الرئيس الأميركي كالتالي «لا تدعوا الصين تشتت انتباهكم عن روسيا».
هل للحشود الروسية على الحدود مع أوكرانيا علاقة بتحذيرات الصين الأخيرة لمواطنيها؟
قد يكون الجواب طي بندقية تشيخوف.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حشود بوتين وبندقية تشيخوف حشود بوتين وبندقية تشيخوف



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon